لبنى الجابي
عندما يتوقف المرء عن الكتابة لفترة يفقد لياقته على مايبدو ، أشعر وكأنني بدأت بممارسة الرياضة لاول مرة …والأنكى ان نكتب عالشاشة فورا ….القلم كان لذة بحد ذاتها ..والورقة شاشة حنونة تشعر وأنت تكتب عليها انها لك وحدك ، تختبئ في عيونك وقلبك وتعانق أفكارك بحنان ورأفة ….
والأكثر من فقدان اللياقة هو فقدان الرغبة ….ماذا أكتب ..تغيرت الظروف ولم نعد نعيش كما يعيش الانسان الطبيعي في اي بلد اخر بالعالم ،اللهم الا في تلك البلدان التي تشبهنا بما يحدث فيها من أسى وحزن وفوضى.
هل أكتب عم يفرح قلبي اكثر وقد انحصر ذلك بان نعود بسلام الى البيت كلما خرجنا منه ؟ أم بعودة أحبتنا واولادنا بسلام ايضا كلما غادرونا ولو الى الجامعة او المدرسة او حتى بقالية الحي؟؟؟…ام أكتب عن الصعقة الكهربائية التي أصاب بها كلما أردت أن أشتري شيئا ويخبرني البائع عن السعر الذي يتصاعد بسرعة أكبر من سرعة الضوء ..أم أكتب عن الانتظار بطابور الحواجز او أعطال السيارة بمثل هذه الظروف من السواقة ..أم أكتب عن الاحاديث اليومية في كل مكان :أين سقطت قذيفة الهاون ؟ الحمد لله عسلامتكم …انخطف؟؟وين يالطيف الله يفرج…اعتقل؟؟ ليش؟؟ مات؟؟كيف؟؟ سافر؟؟؟ لجوء؟؟؟ وصل ولا غرق ؟؟الله يوصلوا بالسلامة ….تشتتت العائلات كل في بلد …وصار السكايب والفيس ملتقى يومي …ونسيت اهم حديث يومي ..اجت الكهربا؟؟؟انقطعت المياه ؟؟؟ النت عم تقطش …الخ الخ
أصبحت الكتابة مغمسة بمعاناتنا اليومية الاليمة ..وصرت أحلم بان أكتب عن اليس وبلاد العجائب فربما تواسيني أحداثها التي صارت أقل عجبا مما يحدث حولنا
نوبلزنيوز عاد للحياة بألم وحنين ودعوة من القلب أن يعود معه من أنشأه وغذاه بوقته وماله وبسببه غاب وياااارب ياااارب نسألك ان يكون بامان وسلام ويعود لاولاده اللذين انتظرهما عشر سنين وغادرهما وهما بعمر صغير صغير