اخي : اولادك يعزفون لحن الحياة والتحدي

لبنى الجابي :

جلست على المقاعد الخلفية لمسرح المركز الثقافي في العدوي لاتابع حفلا موسيقيا يحييه اطفال المعهد الموسيقي للشبيبة ومنهم اولاد اخي التوأم اللذين لم يتما عامهما الثامن بعد ، تدفقت الى ذهني سنين الحرب المؤلمة ودوامة الالم ، مزقتني صورة اخي المخطوف والد هذين التوأمين ، والذي خطف منذ خمسة سنوات ولم نعد ندري عنه شيئا ، مزقتني صور كثيرة اكثر ايلاما ، كنت اتابع المسرح وكان هناك اطفالا كثيرون من عمر ثلاث سنوات الى عشر سنوات ، يعزفون بفرح افتقدناه حقا ، ورغم ان الكهرباء بانقطاعاتها المتكررة لم تحرمنا من نسيان اننا مازلنا نعيش سنين الالم ، الا ان الاطفال بمعزوفاتهم وغنائهم جعلوني احلق لوهلة في سماء بعيدة مختلفة واجواء تعج بالفرح ، فكان قلبي يغني معهم تارة ويبكي تارة اخرى كلما داهمتني الذكريات ، لم استطع ان امنع دمعتي من التسلل الى وجهي وانا اتذكر كم انتظر اخي ليرزق بالاطفال ، عشر سنوات ، ولم يعش فرحة مجيئهما اكثر من اربع سنوات فقط ، لم تتكحل عيناه بهما وهما يكبران ويدخلان المدرسة ويتعلما العزف على الى الاورغ الذي اشتراه قبل ان يريا الحياة ، لم استطع ان امنع قلبي من النحيب ،كم اشتقت له ، وكم كان فنانا بكل ابعاد الكلمة استاذا في كلية الفنون ولكنه متعدد المواهب والامكانيات والاهتمامات ، مختلفا ، متميزا ، رومنسيا ، شاعرا ، كان انسانا مختلفا ورائعا ….اسمه نعيم وهو اكثر اخوتي حساسية ورقة ورومانسية ، احبه طلابه جميعهم واشاد به كل اصدقائه ولا ادري من هم هؤلاء الوحوش اللذين كرهوه واختطفوه ولم ؟؟؟؟

اخي عزف اولادك لحن الحياة وهم ينتظرون رجوعك ، سمعت في نغمات موسيقاهم تحد رهيب للحياة ، انهم يكتبون بموسيقاهم تحد بلدنا للبقاء والاستمرار رغم كل الظروف ، يقولون باحرفهم الموسيقية اننا لانهاب الحرب وسنستمر بالبقاء في بلدنا نعزف لحن الحياة ونغني لها لتعود بلد الامان كما كانت دائما 

Nobles News