عبد الله البرغوثي …من لم يسمع به أسير السجون الاسرائيلية والذي يقضي حاليا حكماً من أعظم الأحكام في التاريخ بالسجن المؤبد 67 مرة، إضافة إلى خمسة آلاف ومائتي (5200) عام؛ لمسؤوليته عن مقتل 67 إسرائيلياً في سلسلة عمليات نفذت بين العامين 2000-2003 انه امير الظل وهو اسم الكتاب الذي كتبه مع مؤلفات اخرى في معتقله وذلك ردا على رسالة من ابنته التي تركها بعمر ثلاث سنوات ، كتبت له وقد صارت صبية تسأله عن نفسه ، فقص عليها قصة حياته ومسيرته ….كتاب شدني لدرجة انني بدأت به ولم استطع الا اكماله بجلستين …ذكرني بابطال الملاحم وابطال خارقين نراهم فقط بافلام هوليوود …ولكن هنا بطل من لحم ودم …حقيقي عاش بيننا واستطاع خلال العقود الثلاث الاولى من عمره ان يحقق مالم يحققه شبابنا لوعاشوا عشرة عقود ……انه يتمتع بعبقرية ذهنية وعلمية بالاضافة لورع وتقوى داخلية واندفاع وحب لبلده فلسطين صار مفقودا هذه الايام وقلما نسمع به في خضم وسائل التواصل الاجتماعي التي تضج بالصور الشخصية والمباهاة الاجتماعية والاهتمامات التي صارت تضجرنا بتكرارها وتفاهتها ….مضى على اعتقاله حتى اليوم اكثر من ثمانية عشرعاما امضى جزءا منها بزنزانة منفردة ، ثمانية عشر عاما ..ليست رقما نذكره انها اوقات طويلة وطويلة لاسير دخل بعمر الثلاثين …ولكنه لم ييأس او يحبط بل كتب عدة مؤلفات تؤرخ لمسرته وافكاره واحلامه التي سجنت معه …كنت افكر وانا اقرأ كتابه ” امير الظل ” قال بانه لم يقتنع بالعمليات الاستشهادية ولكنهم اقنعوه بها وخطط لها معهم في كتائب القسام ، وقد عبر عن عدم اقتناعه في احدى الصفحات عندما تحدث عن صفعه لامرأة وذكر السبب بانها طلبت لقاءه لاشهر وعندما قابلها طلبت منه ان تكون استشهادية وعندما سألها عن السبب روت له معاناتها مع حماتها وزوجها لانها لاتحمل وانها تفضل الموت فصفعها بشدة وقال لها ياامرأة هذا قتل للنفس اذهبي وحلي مشاكلك فستنجبين ثلاثة اولاد وثلاثة بنات …يبرر البرغوثي بان الاستشهادي يجب ان يكون طالبا للشهادة دون سبب يأس من الحياة ولكن هل هذا تبرير؟؟؟بالنهاية هو قتل للنفس حرمه الله تعالى ولم يضع له مبررات ايا كانت …انه بداخله مقتنع بهذا انما مع ذلك ساهم بتنفيذ مثل هذه العمليات ….آلمني هذا جدا وشعرت بان الله اختار له الاسر ليختلي بنفسه ويفكر ….ولكن لو كان مثل هذا الانسان العبقري في اي بلد اخر سوى بلادنا الم يكن ليصبح نابغة يرفع من شان بلده وتدافع عنه بلده بما يليق به؟؟…..بغض النظر عن العمليات الاستشهادية التي ساهم البرغوثي في التحضير لها وتنفيذها ومانجم عنها من قتلى للعدو ، فان البرغوثي قد قام بكثير من عمليات الانتقام “كما يسميها” آذت العدو لدرجة انه حكم عليه باحكام لم يحكم بها احد من قبل ….وحبسته ضمن زنزانة انفرادية ….ان الظلم الذي لحق بالفلسطينيين في سرقة ارضهم وتشردهم والاعتداءات الاسرائيلية عليهم كل ذلك اوجد طرقا من الانتقام كان اكثرها اثارة للجدل هو العمليات الاستشهادية والتي تبقى ضمن دائرة التساؤل هل هي فعلا استشهاد ام انتحار مهما كان الدافع لها نبيلا …..
م لبنى الجابي