قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن المجتمع الدولي يحاول التوصل إلى اتفاق على الشروط الواجب توافرها للاعتراف بحركة طالبان وشرعية حكمها لأفغانستان وسط تقارير عن خلافات بين قوى عظمى بعد أن طالبت روسيا بإلغاء القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على البنك المركزي الأفغاني منذ استيلاء طالبان على السلطة في أوائل الشهر الجاري.
وذكرت الصحيفة تصريحات لمبعوث الحكومة الروسية لأفغانستان زامير كابولوف قال فيها: “إذا كان الزملاء في الغرب قلقين على أفغانستان بالفعل، فعلينا ألا نخلق المزيد من المشكلات التي تواجههم بتجميد احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية المملوكة لأفغانستان”.
وأضاف أنه ينبغي “الإفراج عن تلك الأصول فورا لتعزيز أداء العملة الوطنية التي تعاني من الانهيار في أفغانستان”.
وأكدت الغارديان إن دول مجموعة السبع تعقد قمة في تركيا بينما تعقد قطر وحلف شمال الأطلسي قمة أخرى في الدوحة لمناقشة المزيد من التفاصيل حول كيفية إعادة تشغيل مطار كابل والسماح للأفغان الذين يحملون مستندات سفر سليمة بمغادرة البلاد.
وأًصدرت أكثر من مئة دولة بيانا مشتركا أكدت فيه أن حركة طالبان وافقت على تسهيل ذلك. ويترأس وزير الخارجية الأمريكي هذه القمة، ومن المتوقع أن يعلن نتائجها في وقت لاحق
وبدأ وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس جولة مكوكية بين الدول المتاخمة لأفغانستان لضمان موافقتها على استضافة اللاجئين الأفغانيين مؤقتا أو استخدام تلك الدول كمحطة انتقالية تكون فيها إجراءات إعادة توطينهم في دول أخرى قيد التنفيذ. وحتى الآن لا تزال قطر هي المحطة الانتقالية التي تأوي حوالي 40 في المئة من اللاجئين الأفغانيين، البالغ عددهم مئة ألف شخص على الأقل، الذين شملتهم عملية الإخلاء الجوي التي نفذتها القوات الأمريكية. ومن المقرر أن يزور ماس أوزبكستان، وطاجيكستان، وتركيا، وباكستان، وفقا لصحيفة الغارديان.
وقال جيمس كليفرلي، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “لا يمكننا حتى الآن تصور الطريقة التي يمكن بها إعادة تشغيل مطار كابل بمعرفة قوى أجنبية دون وجود قوات عسكرية على الأرض، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق في الوقت الراهن”.
وقالت صحيفة ذي صن البريطانية إن سلاح الجو الملكي البريطاني مستعد لشن غارات على أهداف لتنظيم الدولة في أفغانستان عقب هجوم صاروخي أعلن زعيم التنظيم مسؤوليته عنه في البلاد.
وقال مايك ويغتون، قائد سلاح الجو الملكي في المملكة المتحدة: “سوف نستخدم كل الوسائل الضرورية للقضاء على التهديدات التي يمثلها الجهاديون”، وهو ما جاء بعد تصريحات لوزير الخارجية البريطاني دومينيك راب حملت نفس المعنى، وفقا للصحيفة البريطانية.
وأشارت ذي صن إلى أن فرع تنظيم الدولة في أفغانستان، المعروف باسم تنظيم الدولة في خراسان، أعلن مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي تعرض له مطار العاصمة الأفغانية كابل الخميس الماضي، مما أسفر عن مقتل 170 أفغاني و13 من القوات الأمريكية.
ونقلت الصحيفة تصريحات لقائد سلاح الجو البريطاني أدلى بها للتليغراف البريطانية جاء فيها: “في نهاية الأمر، تتلخص المسألة في أننا يجب أن نكون قادرين على لعب دور دولي في التحالف الذي يقاتل من أجل هزيمة داعش”.
وقال ويغتون: “سواء تطلب الأمر ضربات جوية، أو تحريك قوات أو معدات عسكرية على نطاق واسع وبسرعة إلى بلد آخر فنحن مستعدون”.
وأضاف: “إذا أتيحت لنا الفرصة للمساهمة، فأنا لا أشك على الإطلاق في قدرتنا على اقتناصها. وسوف يكون ذلك في أي مكان يرفع فيه الإرهاب المتشدد رأسه أو يشكل خطرا مباشرا أو غير مباشر على المملكة المتحدة وحلفائنا”.
وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن مسؤولين إيرانيين أعترفوا بصحة مزاعم انتهاكات ارتكبتها السلطات في الجمهورية الإسلامية في أحد السجون سيئة السمعة في طهران، وهو ما جاء عقب نشر جماعة للقرصنة الإلكترونية مقاطع فيديو تظهر تعدي بالضرب على نزلاء السجن ويوضح الأوضاع المعيشية المزرية التي تحيط بهم.
وقال محمد مهدي حاجمحمدي، رئيس مصلحة السجون الإيرانية، إنه يتحمل “مسؤولية هذا السلوك غير المقبول”، واصفا محتوى الفيديوهات المسربة بأنها “أحداث مريرة”.
ويُعرف سجن إيفين في الجمهورية الإسلامية بأنه مركز هام لاحتجاز السجناء السياسيين والنزلاء من ذوي العلاقات مع الغرب الذين تستخدمهم طهران كأوراق لعب أثناء المفاوضات الدولية. وبالفعل، وُضع هذا السجن في 2018 في قائمة سوداء أمريكية لما يشهده من “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”، وفقا للصحيفة البريطانية.
وقال تقرير حديث صادر عن منظمة هيومان رايتس ووتش: “السلطات (في سجن إيفين) تستخدم التهديد بالتعذيب، والتهديد بالسجن المؤبد، وتعذيب أسر السجناء، والخداع والإذلال، والاستجوابات اليومية لمدة تصل إلى خمس أو ست ساعات، والحرمان من الرعاية الصحية، ومنع الزيارات العائلية”.
ويظهر أحد هذه الفيديوهات، التي يرجح أنها مأخوذة من تسجيلات كاميرات المراقبة داخل السجن، رجلا يحطم مرآة في المرحاض، محاولا قطع ذراعه بجزء منها. ويظهر فيديو آخر سجناء وعدد من حراس يضربون بعضهم البعض. كما يظهر بتلك المقاطع غرف الحبس الانفرادي وبها أسرة مزدوجة الطوابق بينما ينام ثلاثة على الطابق العلوي من الفراش ويلفون أنفسهم ببطاطين للتدفئة، وفقا للإندبندنت.
وتعهد رئيس مصلحة السجون في إيران حاج محمدي في تغريدة نشرها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “بتجنب تكرار هذه الأحداث المريرة، وسوف نحاسب المسؤولين عنها”، لكنه لم يوضح كيف سيتم ذلك.
وأضاف: “أستغفر الله العظيم، وأعتذر للمرشد الأعلى العزيز، ولأمتنا العظيمة، ولضباط السجون النبلاء الذين لا يمكن تجاهل جهودهم بسبب أخطاء الآخرين”.
وأشاد التلفزيون الرسمي في إيران بتصريحات حاج محمدي، التي تُعد اعترافا نادرا بانتهاكات لحقوق الإنسان التي غالبا ما تصفها وسائل الإعلام الحكومية بأن “لا أساس لها من الصحة”.
وبث الفيديوهات المسربة حساب تواصل اجتماعي يطلق على نفسه اسم “عدالة علي”، نسبة إلى علي ابن أبي طالب ابن عم النبي محمد وصهره الذي يبجله الشيعة، كما يحتوي هذا الحساب على محتوى ساخر موجه إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وفقا للصحيفة البريطانية.