للمرة الثانية في أقل من عام احتفى المركز الوطني للفنون البصرية بتجربة لفنانة تشكيلية شابة في فن الحفر والطباعة من خريجات كلية الفنون الجميلة من خلال استضافته اليوم لمعرض علياء النحوي الفردي الأول.
مركز الفنون الذي كان أقام تشرين الثاني الماضي معرضاً للفنانة الشابة سمر الحلو سعى من خلال المعرض الحالي الى دعم المواهب الشابة في هذا الاختصاص الفني الذي يعاني تراجعاً في عدد رواده كما أوضح مدير المركز الدكتور غياث الأخرس خلال تصريح للصحفيين بعيد افتتاح المعرض.
ولفت الأخرس إلى أنه انبهر لدى مشاهدته بعض أعمال الفنانة النحوي بوصفه حفاراً له تجربته في هذا المضمار ولاسيما لجهة استخدامها تقانة الشاشة الحريرية واعتمادها على ثنائية الأبيض والأسود حيث استخدمتهما الفنانة بشفافية وحذر لتصنع تكوينات تعكس حالة التضاد اللوني بين الأبيض والأسود.
كما أن الفنانة الشابة تمكنت وفقاً للدكتور الأخرس من تصوير مكونات الطبيعة في أعمال الحفر التي قدمتها بأسلوب غرافيكي ما يشي بمستقبل واعد لموهبة في مجال الحفر.
أما الفنانة علياء النحوي فأوضحت في تصريح لـ سانا الثقافية أن اختيارها للشاشة الحريرية كان لإظهار ما تحتويه هذه الخامة من قيمة فنية والتي طالما استخدمت في مواضيع تجارية ولكنها سمحت لها بالتلاعب بين الأبيض والأسود وما يتخللهما من تدرجات رمادية.
وعن اقتصار معرضها على اللونين الأسود والأبيض قالت النحوي أن الأبيض والأسود هو العالم الذي كبرت وهي تراه في أعمال والدها ووالدتها الفوتوغرافية وشغفهم الكبير بإظهار العالم بهذين اللونين، هذا العالم الملون مجازي والذي يعطي جمالية غريبة تشبع عين المشاهد.
وحول الأسلوب التجريدي الذي اعتمدته في إنجاز لوحات معرضها ذكرت أنها لجأت للمزواجة بين التعبيرية والتجريدية لتصور من خلالهما انطباعها عن رفيف وريقات الشجر وأغصانها المتشابكة ضمن انعكاسات الضوء.