زارت السيدة أسماء الأسد أمس الطفل مرتضى كينيار (9 سنوات) في منزله بريف دمشق بعد تخريجه من مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال بدمشق، بعد أن أجريت له أول عملية زراعة خلايا جذعية بسبب إصابته بنوع خطير من الأورام الخبيثة يسمى «نوروبلاستوما».
واستمعت السيدة أسماء الأسد، التي اصطحبت معها بعض الهدايا الرمزية، من مرتضى عن تفاصيل إقامته في المركز وعن صحته بعد إجراء الجراحة، وأمضت بعض الوقت وهي تحاور كل أفراد العائلة وتستمع إلى قصص الطفولة التي حُرم منها مرتضى وعاد إليه الأمل اليوم ليعيش طفولة مثل إخوته ورفاقه.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بيّن مدير مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال بدمشق ماجد خضر أن السيدة الأولى ترعى هذا المشروع الوطني منذ سنوات حتى وصلنا إلى يوم الافتتاح وكل ذلك نتيجة دعمها واهتمامها المطلق حتى بأدق التفاصيل ومنها الاجتماعية، حيث حرصت أن تكون فترة عزل الطفل أقل عناء وذلك من خلال تركيب شاشات تمكنه من التواصل مع ذويه على مدار الساعة وهم موجودون في غرف مجاورة.
ولفت خضر إلى أن العملية التي أجريت للطفل «مجانية» 100 بالمئة، وتعتبر أول عملية زرع يجريها المركز منذ افتتاحه، وخاصة أن تشخيص الطفل المريض هو إصابته بورم خبيث يعتبر أحد أخطر الأورام الصلبة عند الأطفال.
وقال خضر: تلقّى الطفل جرعات كيماوية خلال الأشهر السابقة، وذلك بهدف تحقيق استجابة الطفل لهذه الجرعات، وتحضير الطفل للاستجابة للعلاج لفترة 3 أسابيع، حتى إجراء العملية، حيث تستغرق فترة الإقامة والجرعات والتحضير حتى إجراء الزرع فترة الشهر ونصف الشهر.
مضيفاً: إن نسبة شفاء الطفل من دون إجراء العملية 20 بالمئة وترتفع بعد إجراء العملية إلى 70 و80 بالمئة، منوها بأن الطفل ضمن المتابعة وحالته جيدة، مشيراً إلى وجود كادر طبي وتمريضي كامل على مدار 24 ساعة ضمن جهود كبيرة تبذل.
كما أكد أنه خلال الفترة القادمة سيتم تحضير مريض آخر لإجراء ثاني عملية زرع، إضافة إلى خطة المركز بإجراء عمليات الزرع الذاتي والغيري.
ولفت خضر إلى أن المركز مزود بكل المستلزمات والتجهيزات والأدوية، وهناك تعاون دائم مع «جمعية بسمة» لتأمين كل ما يلزم من مستلزمات.
وكان افتتاح المركز تم بحضور ورعاية كريمة من السيدة أسماء الأسد، ومقره في مشفى الأطفال بدمشق، وهو أول مركز لزرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال في سورية، ليترجم 15 عاماً من العمل والجهد، ويحمل إطلاقه الكثير من الأمل بإنقاذ حياة العديد من الأطفال المصابين بالسرطان ومخففاً الأعباء المادية والنفسية عن أسرهم، ويعد إنجازاً طبياً وإنسانياً ووطنياً، ما كان ليحصل لولا الجهد الكبير الذي بذله المختصون والأطباء وكل الكوادر المعنية بإنجازه.
والآمال كبيرة بأن يحدث المركز قفزة مهمة في مجال معالجة أطفال سرطانات الدم والأورام الصلبة ومعالجة الأطفال المصابين بأمراض الدم الوراثية وأمراض نقص المناعة الخلقية والأمراض الاستقلابية الخلقية والوراثية، حيث لم يكن هناك من علاج داخل سورية وكان الأهل يضطرون للسفر إلى دول غربية لإجراء مثل هذا النوع من العمليات والذي يكلّف أكثر من ١٠٠ ألف دولار أميركي وبات الآن متوافر في سورية مجاناً وفقاً للأولويات وللحالات التي يمكن إجراء عملية زرع فيها على أن يتم تطوير المركز بحيث يستوعب المزيد من الحالات سنوياً.
المصدر : الوطن