استقبل أهالي بلدة الحرجلة في ريف دمشق خارج حدود مراكز الإيواء فيها والتي تضم آلاف الأسر. أكثر من 3500 عائلة من جميع المحافظات السورية ورغم ضغط الخدمات والاعتمادات إلا أن البلدة فتحت أبوابها أمام الزائرين واللاجئين الذين أتعبهم الإرهاب وجماعاته المسلحة.
ولا تزال مراكز الإيواء التي تمت إشادتها في البلدة تستقبل العشرات ووصل ما تم استقباله من أهالي داريا حتى الآن أكثر من 1400 نسمة وتمت تسوية أوضاع المئات ويتم العمل على تسوية أوضاع الآخرين.
ويقول رئيس بلدية الحرجلة السيد عبد الرحمن الخطيب لـ«الوطن»: الحرجلة بلدة صغيرة إلى الجنوب من المحافظة سكانها أكثر من 40 ألف نسمة وعمل أهلها الزراعة وتمتاز بطيب العلاقات الاجتماعية والتعاون والإخاء والعمل المشترك واستطاعت البلدة بفضل وعي أهلها أن تبقى بعيدة عن شبح الإرهاب ويحرص أبناؤها على العمل الجاد لحماية أهاليهم وممتلكات الوطن والترحاب بأي زائر أو ضيف مما جعلها ملاذاً آمناً لمئات الأسر التي عانت من الإرهاب.
ويضيف الخطيب الذي يتابع ميدانياً أوضاع المهجرين ومتطلبات الأهالي من كل الخدمات وعلى مدار الساعة من دون كلل أو ملل، أعطيت التوجيهات وتم العمل وفقها مباشرة من الحكومة ومحافظ ريف دمشق لبناء مركز إيواء الشهيد أديب العش الذي تم افتتاحه منذ أكثر من 4 سنوات ويضم أهالي الغوطة الشرقية وعدرا العمالية وفيه أكثر من 110 آلاف نسمة يتم تقديم كل الخدمات لهم بشكل مجاني وبتاريخ 26/8/2016 وبناء على توجيهات القيادة ووزارة الإدارة المحلية ومحافظة ريف دمشق تم افتتاح مراكز الإيواء المؤقتة بالحرجلة التي تم بناؤها لاستقبال المهجرين وبالفعل استقبلنا أكثر من 1400 نسمة مع تقديم كل احتياجاتهم ومستلزماتهم الطبية والاجتماعية والتعليمية حيث يتم تقديم الطعام بشكل مجاني من خلال المطبخ الجماعي بالمطبخ القديم ويوميا، وتم تسجيل جميع طلاب أهالي داريا بالمدارس مع تقديم احتياجاتهم المدرسية كاملة.
وأشار الخطيب: قامت محافظة ريف دمشق مشكورة وبطلب من المديريات بتأمين كل احتياجات الحرجلة من الجانب التمويني حيث تم زيادة مخصصات الأفران لسد حاجة المواطنين من مادة الخبز وتخفيض مدة التقنين الكهربائي ووجهت مؤسسة المياه بالتعاون مع منظمة اليونسيف لتأمين 3000 برميل مياه يومياً يتم تفريغها بخزانات البلدة لتوفير المياه للوافدين ومراكز الإيواء.. كما تم افتتاح نقطة طبية في مركز الإيواء الذي يضم أهالي داريا وتأمين الكادر الطبي على مدار الساعة، وتم توزيع مادة المحروقات على كل الإخوة المواطنين والوافدين وتم الانتهاء من المرحلة الأولى لتعبئة 100 ليتر.
وشرح الخطيب بعض الصعوبات التي تواجه تقديم الخدمات للأهالي وللوافدين آملاً تذليلها ومنها منذ أكثر من سنتين وعدنا وزير الموارد المائية بحفر بئر عميق 1500 م لتأمين المياه للبلدة وتم بناء الخزانات الإستراتيجية بكلفة تقديرية بأكثر من 300 مليون ليرة واستثمار هذه الخزانات يسهم في رفد المياه للبلدة وينهي بعضاً من المعاناة، كما تم الوعد من مدير كهرباء الريف بتفعيل مركز الطوارئ بالحرجلة الذي مضى على انتهائه منذ 6 سنوات وهو بحاجة لكادر فني وإداري. كما نأمل بمد شبكة لتخديم العشوائيات التي نشأت خلال عام 2012 حيث إن المواطن على استعداد للمساهمة بنسبة 30% من تكاليف شبكة الكهرباء.
وبالعموم شبكة المياه تحتاج لاستبدال لأنه مضى عليها أكثر من 30 عاماً والأسر الوافدة حاجتها ستزداد ما يسبب ضغطاً على الشبكات العاملة، وأمر آخر وهو مشروع الصرف الصحي بالحرجلة الشرقية إذ تم الانتهاء من دراسته بكلفة تقديرية 160 مليون ليرة وتم تقديمه للمحافظة التي قامت بإحالته إلى وزارة الإدارة المحلية لتأمين الاعتماد اللازم، ونأمل رصد اعتماداته قريباً.
ما يخص الجانب التربوي هناك تعاون مع مديرية التربية بالريف وتم استيعاب كل أطفال المهجرين والوافدين وتوزيع أكثر من 3000 حقيبة ووضع 10 كرفانات لاستيعاب الطلاب.
مشكورة المحافظة ومديرية التموين بالريف على تقديم مادة الدقيق التمويني وبالكميات الكاملة لزوم عمل الأفران العاملة بالبلدة.
واختتم الخطيب كلامه: نأمل أن تنظر بعض الوزارات بطلباتنا من أجل إنجاز بعض المشروعات لتخديم ما يقارب الـ300 ألف نسمة.
الوطن