قال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الاحد في مؤتمر صحفي في هانغجو في الصين إن قدرة دول الاتحاد على استيعاب المزيد من اللاجئين "تكاد تصل حدها"، ويحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته في هذا المجال.
وقال توسك للصحفيين إن "قدرة اوروبا العملية على استضافة موجات جديدة من اللاجئين، ناهيك عن المهاجرين لاغراض اقتصادية، توشك ان تصل حدها."
يذكر ان القارة الاوروبية شهدت في العامين الماضيين تدفقا غير مسبوق للاجئين معظمهم فارون من الحرب الدائرة في سوريا.
واصبحت قضية اللاجئين، السوريين على وجه الخصوص، مشكلة سياسية كبيرة بالنسبة للقادة الاوروبيين، خصوصا بعدما تضافرت سلسلة من الهجمات التي نفذها اسلاميون مع المشاعر المتصاعدة المعادية للعولمة لخلق بيئة غير مرحبة بالفارين من الحرب السورية.
وكان حادث موت الطفل السوري آلان كردي غرقا العام الماضي، الذي انتشر خبره بشكل واسع، خفف مؤقتا العداء الاوروبي للاجئين، خصوصا بعد ان اصبحت صورة جثته الملقاة على ساحل البحر في تركيا رمزا للمعاناة التي يواجهها اللاجئون في رحلاتهم الخطرة.
فقد فتحت المانيا ابوابها على مصراعيها للاجئين، وهرع متطوعون من سائر الدول الاوروبية الى محطات القطارات والمعابر الحدودية للترحيب بالهاربين من الحرب والفقر.
ولكن مشاعر الود هذه سرعان ما تلاشت لتستبدل بعداء مستحكم. فقد اغلقت عدة دول اوروبية حدودها بوجه القادمين، كما اغلق الطريق الذي كان يطلق عليه اسم "طريق البلقان"، وتصاعدت المشاعر المعادية للاجئين.
وقال توسك للصحفيين على هامش قمة العشرين المنعقدة في هانغجو إن في العالم 65 مليون مهجرا، وان "على مجموعة العشرين تحمُّل قسط اكبر من المسؤولية."
واضاف رئيس المجلس الاوروبي، المؤسسة التي تجمع رؤساء دول أو رؤساء حكومات البلدان الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، "لدينا المساحة الكافية لكل الاطراف لمناقشة هذه المشاكل بما في ذلك الصين"، وذلك في معرض طلبه تقديم المساعدات المالية والتنموية للدول المصدرة للاجئين.
وقال "الجهود الدولية وحدها هي الكفيلة بجني النتائج الايجابية."