عملية بسيطة المطلوب فيها فقط شراء الوصفة الكيميائية المحددة من السوق، والتقيد بإرشادات البائع بالكلمة والحرف،مجموعة من المواد الكيميائية تخلط مع بعضها مع تمديدها بمقادير معينة من الماء بالترتيب، فالترتيب شرط أساس لنجاح الخلطة، تستطيع بعدها بأقل من 1000 ليرة تركيب «بيدون» كبير من سائل التنظيف أو المعطر المشابه لما يصنع في المعامل ويباع بعبوات جاهزة في الأسواق.
طريقة رأت فيها العديد من ربات المنازل خياراً في مواجهة حمى الغلاء الذي أصاب أسعار المنظفات المختلفة، وجعلهن يعددن للمئة قبل اتخاذ قرار الشراء محاولات البحث عن خيارات أقل سعراً وبجودة مقبولة غير مكترثات بما يمكن أن يسببه التماس المباشر مع المواد الكيميائية من ضرر على صحتهن.
هذه الطريقة التي وصفها أمين سر جمعية حماية المستهلك د.جمال السطل «بالتخبيص» ولم يرها وسيلة للتوفير أبداً، مشيراً الى أنه يجب عدم شراء مثل تلك الخلطات الكيميائية فهناك الكثيرات ممن خسرن شعرهن بسبب استخدام الخلطات الخاصة بتركيب الشامبو والمسؤول عن ذلك غريم مجهول.
بينما أكد اختصاصي الجلدية الدكتور رفعت حسين أن أي مادة منظفة سواء تم شراؤها جاهزة أو تم تركيبها في المنزل هي مادة كيميائية يمكن أن تحدث تحسساً أو أكزيما تخريشية في حال كان هناك تماس مباشر مع الجلد، لا تلبث أن تتطور إلى حدوث مرض الأكزيما في حال استمرار استخدامها المباشر على الجلد.
أكثر فعالية وأرخص سعراً
ليترات أكثر بسعر أقل لنتيجة واحدة، هذا ما يحمل سمية القطان على شراء خلطة الكلور من السوق وتركيبها في المنزل، تقول: من الممكن الحصول على جودة أفضل أحياناً من المساحيق الجاهزة وخاصة بعد ملاحظة تردي جودتها وارتفاع سعرها، ففي الفترة الأخيرة أصبحت عبوة سائل الكلور الجاهزة لا تبقى لدي أكثر من أسبوع إذ أضطر لسكب نصف العبوة لإزالة بقعة واحدة من على الملابس وكأنهم يغشونها بوضع الماء.
د.السطل رأى أن التأكد من اسم المنتج وسجله الصناعي وتاريخه عند الشراء من السوق يجنب المواطن الغش ويمكّنه من مقاضاة المصنّع المسؤول في حال ثبتت إدانته.
ليست الوفرة الاقتصادية وحدها من يشجع ربات المنازل على تصنيع مساحيق التنظيف والتعطير بأنفسهن، فالقدرة على التحكم بكمية الماء المضاف إلى المواد الكيماوية من دون المساس بالجودة التي لا تختلف عن المساحيق الجاهزة الا بالسعر يدفعهن إلى شراء الخلطات أيضاً.
«اذا كانت الجودة أقل ربما فالكمية الكبيرة التي نحصل عليها أثناء مزج الخلطة مغرية» تتحدث سلام الشطة من منظور منطقي بحت فتقول: الخلطة الممددة بليترات كثيرة من الماء من الممكن أن تحتاج لاستخدام كمية كبيرة منها في التنظيف عن غيرها من المساحيق الجاهزة، لكنها في الوقت نفسه تصبح أقل ضرراً في حساسية الجلد لأن تركيز المواد الكيميائية فيها أقل.
تحذير من التماس المباشر
تجربة يختلف وقت تجهيزها باختلاف نوع مادة التنظيف المطلوبة، فما بين ساعتين إلى يوم كامل قد يستغرق تحضيرها، فمثلاً سائل الجلي والمعطر والمطهر يحتاج وقتاً أقصر من تركيب مادة الكلور التي تستعمل في إزالة البقع والتي تحتاج يوماً كاملاً لتتفاعل المواد الكيميائية الداخلة في تركيبها،
«لست قلقة بشأن المواد الكيماوية الموجودة فيها فقد اعتدت تركيب الخلطة الخاصة بها وحدي في المنزل»، قالت تسنيم إنها كانت واثقة من جودة الخلطة وعدم ضررها بصحتها فأربع سنوات من الخبرة في استخدامها كفيلة بجعلها ذات خبرة في تصنيع جميع أنواع المساحيق في المنزل، وهنا يحذر د.حسين من التعامل العشوائي مع المواد الكيميائية، فيقول: حجم الضرر الحاصل من استخدام الخلطة الكيميائية يتوقف على وعي ربة المنزل بأهمية عدم تخليط تلك المواد بيدها مباشرة وانما يجب عليها تحريك المحلول بملعقة خشب وتجنب التماس المباشر والاستنشاق واقتراب الأطفال من تلك المواد.
شرط وجود خبير
لا تعلم ربات المنازل كيف يقلصن حجم ضرورياتهن، فما أن تسمع إحداهن عن طريقة جديدة في التوفير حتى تسارع لاستخدامها، سحاب حداد بدأت بشراء خلطة سائل الجلي والمعطر بدافع من صديقتها من مبدأ التوفير وتقول: لم أكن مقتنعة في البداية بمدى نجاعة تلك الخلطات لكنني بعد تجريبها لم أعد أشتري غيرها.
د.السطل يقول: نشجع على صناعة اللبن والجبنة والحلويات في المنزل ولكننا لا نفضل تركيب المنظفات إلا في حال وجود شخص خبير ومختص بالهندسة الكيميائية.