ما زالت سورية بخير. هذه النتيجة التي وصلنا إليها من خلال متابعتنا لصور التعاضد الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد خلال الأيام الخمسة الأولى من شهر رمضان المبارك في إطار رصد لـ«الوطن» حول الأثر الذي يمكن أن تتركه الأيادي البيضاء في تحقيق نوع من التعاضد والمساندة الاجتماعية.
وزارة الشؤون الاجتماعية ونتيجة نجاح مبادرة «لقمتنا سوا» في رمضان الماضي أعادت تنفيذ هذا المشروع الاجتماعي والإنساني تحت عنوان «لقمتنا سوا 2» وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة ريمة القادري أن الهدف من هذا المشروع تخديم أكبر عدد ممكن بمن فيهم المستفيدون ضمن الجمعيات الخيرية وتدوير الموارد بينها حسب الضرورة وهذا بحد ذاته يعتبر دعماً وأكدت الوزيرة أنه تم منح الجمعيات الموافقات اللازمة لجمع التبرعات خلال شهر رمضان المبارك لتعزيز مواردها وتسعى الوزارة إلى تعزيز بيئة العمل المرنة والمنضبطة في الوقت نفسه لعمل الجمعيات وبتعاون مع وزارة الأوقاف وهذا يدعم قدرة الجمعيات لخدمة المستفيدين لديها وتحقيق أهدافها. وأكدت الوزيرة أن هناك ما يقارب 200 ألف وجبة إفطار (الوجبة لخمسة أشخاص) تكفي لإطعام مليون شخص تقريباً في جميع المحافظات السورية في إطار حملة «لقمتنا سوا 2». ومع إطلالة شهر رمضان الكريم تتعدد الفعاليات والمبادرات الخيرية التي تتوجه لمساعدة الفقراء والمحتاجين وحملة «لقمتنا سوا 2» هي إحدى تلك الفعاليات التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية لعام 2016 لتكون مظلة للنشاطات التي تهدف إلى تأمين احتياجات الإفطار والسحور للصائمين سواء على شكل وجبات أو مواد غذائية لازمة لذلك خلال شهر رمضان المبارك في العديد من المحافظات السورية وذلك من خلال مساهمات القطاع الأهلي والقطاع الخاص والجهات الروحية بما يرسخ واقع التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وتكامل جهود الوزارة مع هذين القطاعين لخدمة أكبر شريحة من المستفيدين خلال هذا الشهر الفضيل.
وهذه الحملة تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال لجنة إشراف ووحدة تنسيق مركزية ولجان تنسيق في المحافظات عبر مديريات الشؤون الاجتماعية وقد تم تحديد الجهات المشاركة وستكون المساهمات المقدمة من قطاع الأعمال على شكل مساهمات عينية (مواد- مستلزمات) ولا تقبل المساهمات المادية النقدية وقد حرصت الوزارة على تنوع الفئات المستهدفة في الحملة قدر الإمكان لتشمل (المهجرين- الفقراء والمحتاجين- حواجز الجيش العربي السوري والقوات المسلحة- السجن المركزي- أهالي وعوائل الشهداء- مراكز الإيواء- الطلبة المقيمين في المدينة الجامعية- إضافة إلى نزلاء مؤسسات الرعاية الاجتماعية ويمكن أن تشمل الحملة وفقاً للإمكانيات المتوافرة توزيع الألبسة على جميع الأطفال من المستفيدين المسجلين رسمياً في الجمعيات المشاركة في الحملة (أيتام- أسر ذوي الشهداء- فاقدي رعاية أسرية- لقطاء- ذوي احتياجات خاصة) وكذلك جميع المسنين في دور العجزة والمسنين العامة والأهلية ولا سيما في فترة التحضير لعيد الفطر السعيد.
«الوطن» رصدت نتائج هذه الحملة خلال الأيام الخمسة الأولى من شهر رمضان المبارك فتبين أن عدد وجبات الإفطار التي وزعت في عدد من المحافظات تجاوزت 200 ألف وجبة غذائية يومياً وهذه الوجبات تكفي الواحدة منها لخمسة أشخاص في الحد الأدنى وهي من الوجبات الجيدة جداً والمتكاملة وقد شاركت فيها محافظات دمشق بحدود 50 ألف وجبة إفطار إضافة إلى نحو ألف سلة غذائية متكاملة لشهر رمضان و8 ملايين ليرة سورية لمرضى الشلل الدماغي وهناك وجبات إفطار مقدمة من بطريركية الروم الأرثوذكس في دمشق.
كل ذلك يضاف إلى برامج الخدمات والتوزيع الشهرية التي تقوم بها الجمعيات وفق برنامجها الشهري. وفي ريف دمشق أيضاً قارب عدد وجبات الإفطار المقدمة في مختلف مناطق الريف وبشكل خاص للإخوة المهجرين حدود 50 ألف وجبة، إضافة إلى السلل الغذائية التي قدمتها جمعية التل. وفي حلب تجاوز عدد وجبات الإفطار المقدمة 56 ألف وجبة إفطار للصائمين إضافة إلى آلاف السلل الغذائية الرمضانية. وفي اللاذقية تجاوز عدد وجبات الإفطار المقدمة 20 ألف وجبة يضاف إليها الحلويات بأنواعها. في حماة وصل عدد وجبات الإفطار إلى 10 آلاف وجبة، إضافة إلى سلل رمضان الخاصة بالوافدين من الرقة وإدلب وهناك 8 آلاف سلة غذائية متكاملة وزعت باسم حقيبة رمضان. وفي طرطوس كان عدد الوجبات الموزعة على الإفطار بحدود 5 آلاف وجبة إفطار، إضافة إلى السلل الغذائية الخاصة بهذا الشهر الكريم وفي حمص أكثر من 3 آلاف وجبة إفطار أما المحافظات الأخرى فكانت الحملة فيها موازية في فعالياتها للمحافظات نفسها التي ذكرناها حيث كانت الحملة ناجحة في درعا والسويداء والحسكة على حين لم تكن الحملة موجودة في محافظات دير الزور والرقة وإدلب.
علماً أن هذه الحملة أهلية بامتياز ولا دور لوزارة الشؤون فيها إلا من حيث الإشراف عن بعد من دون أي تدخل في تفاصيل العمل للجمعيات والجهات الخيرية. هذه القراءة الأولية لنتائج حملة «لقمتنا سوا 2» تؤكد أن بلادنا ما زالت بخير ومن يشاهد نوعية الوجبات المقدمة وحماسة الشباب الذين يسعون بكل جهد لإيصال هذه الوجبات قدر الإمكان ساخنة إلى الصائمين، نصبح على يقين أن الأيادي البيضاء ما زالت قادرة.