أقرت الخارجية الفرنسية بتعثر جهودها لمحاولة استعادة أي دور ممكن في الحوار السوري القائم في جنيف بعدما جمعت عشرة ممثلين عن دول من مجموعة الدعم الدولية في اجتماع عقد أمس في باريس، سبقه الراعيان الكبيران لجنيف، الروسي والأميركي، عبر بيان مشترك طالب باستئناف الحوار في أقرب وقت ممكن.
واتفق الوزيران جون كيري وسيرغي لافروف، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية سبوتنيك، على ضرورة مواصلة المفاوضات بين الحكومة السورية وجميع أطراف المعارضة السورية بوساطة الأمم المتحدة، مع ضرورة الالتزام الصارم بنظام وقف إطلاق النار.
كما أجمع لافروف وكيري على الدور المحوري الذي يلعبه التنسيق الوثيق بين العسكريين الروس والأميركيين، بما في ذلك في إطار المركز الروسي الأميركي بجنيف للرد السريع على انتهاكات نظام وقف الأعمال القتالية العدائية في سورية. وشدد لافروف، مجدداً، على ضرورة الفصل في أسرع وقت بين الفصائل المعارضة التي تعول عليها الولايات المتحدة والمجموعات الإرهابية، وكذلك إحباط قنوات تغذية الإرهابيين عبر أراضي تركيا.
واعتبر مراقبون أن البيان الأميركي الروسي وجه «صفعة» في وجه فرنسا والمجتمعين في باريس ومحاولاتهم استباق اجتماع كامل مجموعة الدعم الدولية المتوقع في فيينا بالسابع عشر من الشهر الحالي للتعبير عن انحيازهم التام لسياسة الرياض وأنقرة وتجاهل الوقائع على الأرض وفرض الإرهاب كلاعب وشريك أساسي في الحوار من خلال تقديم الدعم السياسي للمجموعات الإرهابية التي تنشط برعاية تركية وسعودية.
وفي بيان مقتضب بعد انتهاء اجتماع باريس الداعم لوفد الرياض، قال وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت إن وزيري الخارجية الأميركي والروسي «قدما تصريحاً ويجب احترامه من قبل الجميع وتنفيذه في أقرب وقت ممكن»، متمنياً ألا تنسحب المعارضة من جنيف بعدما شدد على ضرورة أن تستأنف المحادثات في أسرع وقت ممكن مطالباً بضمانات ملموسة للحفاظ على الهدنة وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية.
وأضاف: «نشجع المعارضة على النجاح من أجل انتقال سياسي تشارك فيه قوى مقبولة من النظام لمنع تفكك الدولة السورية وتجنب ما شهدناه في العراق» بعدما جاهر سابقاً بضرورة «رحيل النظام بكل رموزه».
من جهتها سارعت عضو معارضة الرياض بسمة قضماني للتأكيد أن «المعارضة تأمل العودة لمحادثات السلام في جنيف إذا تم تنفيذ اتفاق أميركي روسي لإحياء الهدنة المتداعية سريعاً»، بحسب «رويترز».
ووفقاً لمصادر دبلوماسية عربية في باريس فضلت عدم الكشف عن هويتها تحدثت لـ«الوطن» فإن فرنسا أرادت من خلال الاجتماع الذي نظمته، إعادة إحياء دورها المهمش في الملف السوري وإظهار دعم لا محدود لشريكتها السعودية ومن خلالها لوفد معارضة الرياض، والبحث عن إدانة دولية للحكومة السورية والضغط على روسيا، لكن باريس فوجئت بموقف موسكو وواشنطن المتقارب جداً ومن الصعب اختراقه ما يعني أن دورها مرشح للمزيد من التهميش ما لم تلتزم سياسة نزيهة وموضوعية في حل ملف الأزمة السورية، ودوماً بحسب المصادر.
الوطن