شفط الدهون من أكثر العمليات التجميلية شيوعاً في أيامنا هذه. يرغب مرضى كثر في التخلص من الدهون الزائدة والمزعجة، بدءاً من الوجه وصولاً إلى الكاحل. في الماضي، كان شفط الدهون يتطلب الدخول إلى المستشفى والخضوع لتخدير عام، وفي مرات كثيرة، كان المريض يحتاج إلى نقل دم بسبب النزيف الحاد. وكان من الصعب التوصل إلى نتائج مثالية لأن الأدوات كانت بدائية، وكان مرضى كثر يعانون من تشوّهات في البشرة بعد الخضوع للعملية. أما الآن فبات شفط الدهون يتم غالبا في العيادة، وتحت تأثير تخدير موضعي ، ما يسمح بتجنّب مخاطر التخدير العام، والأهم من ذلك، الحد من خطر النزيف. كما أن استخدام أدوات شفط أصغر حجماً، بحجم قلم رصاص أو أقل، يتيح الحصول على نتائج أفضل من دون أي آثار تذكر لرضوض أو ازرقاق. لهذا باتت هذه العملية تُسمّى الآن نحت الجسم.
في الأعوام الأخيرة، ظهر عدد من الوسائل غير الباضعة لإزالة الأنسجة الدهنية، على رأسها تقنية تفكيك الدهون بالتبريد وهي عبارة عن علاج غير جراحي وغير باضع تُستخدَم فيه تقنية تبريد متقدّمة لتدمير الخلايا الدهنية مع مرور الوقت وإزالة فائض الدهون في مناطق محدّدة من الجسم. المبدأ الذي تقوم عليه هذه التقنية هو أن الخلايا الدهنية أكثر تأثراً بالتبريد من خلايا الجلد الأخرى. تُزال نسبة 25 في المئة من فائض الدهون في جلسة واحدة. والخلايا الدهنية التي تتم معالجتها تختفي نهائياً. لا تظهر النتائج على الفور، بل بعد شهرَين إلى ثلاثة أشهر. لا داعي للتخدير أو تناول مسكّنات، ولا حاجة إلى فترة نقاهة بعد الخضوع للعلاج. يمكن استخدام هذه التقنية في منطقة البطن، وطرفَي الخصر، والوركَين، والذراعَين، وفي الآونة الأخيرة باتت تُستخدَم أيضاً في منطقة العنق لخفض الدهون تحت الذقن. مدة العلاج في كل منطقة من الجسم نحو 45 دقيقة. ثم يذهب المريض إلى منزله، ويمكنه استئناف نشاطه كالمعتاد مباشرةً بعد العلاج.
تفكيك الدهون بالتبريد تقنية آمنة لجميع أنواع البشرة، ويمكن تكرارها عند الاقتضاء. لكن يجب توخي الحذر عند اختيار الآلة، لأن هناك الكثير من الآلات الغير حاصلة على شهادة امتياز من ال FDA التي قد تتسبّب بحروق أو تشقّقات، أو ببساطة قد لا تعمل كما يجب. المرشحون الأفضل لتلقي هذا العلاج هم الأشخاص الذين يحافظون على وزن جيد ويمارسون الرياضة بانتظام، ويتّبعون نظاماً غذائياً صحياً، ويعانون من كتل دهنية بارزة، ولديهم توقّعات منطقية وواقعية، ويبدون استعداداً للحفاظ على النتائج التي يحصلون عليها ذلك عبر اتباع نمط حياة صحي ونشيط. تفكيك الدهون بالتبريد حلٌّ مثالي للأشخاص الذين يريدون خفض الدهون في أجزاء محددة من الجسم، لكنهم لا يرغبون في الخضوع لعملية جراحية.