اهتمت صحف عربية بقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قوات بلاده من سوريا.
واعتبر بعض الكُتاب أن الخطوة تمثل محطة جديدة من الثقة المتبادلة بين البلدين، بينما عزا آخرون القرار إلى الأزمة الاقتصادية الروسية.
وفي شأن آخر، اهتمت صحف مصرية بقرار إقالة وزير العدل أحمد الزند على خلفية إدلائه بتصريحات اعتبرها البعض "مسيئة" للنبي محمد.
قرار "مفاجئ"
يصف بسام هاشم في صحيفة البعث السورية الخطوة الروسية بـ "المفاجأة المتوقعة".
ويقول الكاتب: "'المهمة أٌنجِزت'، لعل هذه العبارة هي أول ما يقفز إلى الأذهان إزاء موقف من هذا القبيل".
ويشيد الكاتب بالرئيس الروسي ونظيره السوري بشار الأسد، قائلاً إنهما "يحتفظان بكل المصداقية والوضوح الاستراتيجي".
ويضيف الكاتب: "سجّل الاتفاق المشترك محطة جديدة من الثقة المتبادلة بين القائدين، وعبّر عن وحدة الرؤية تجاه تسهيل الوصول إلى حل سياسي".
من جهتها، تقول افتتاحية الثورة السورية التي يكتبها علي قاسم إنه "لم يكد الاتفاق السوري الروسي يُعلن، حتى كانت زوبعة التصريحات تفترض تفاصيله وتضيف عليه ما تشاء تمنياتها"، مؤكدًا أن "اللغو على رصيف التمنيات التي لا يصنع سياسة ولا ينتج حلولاً".
في السفير اللبنانية، يحلل سامي كليب القرار الروسي، قائلاً: "أتى القرار في السياق الطبيعي لاتفاق بوتين وأوباما على رفع مستوى ضغط كل طرف على حلفائه لإنجاح مفاوضات جنيف… والرئيس الروسي يريد تخفيف الأعباء العسكرية ورفع العقوبات الأوروبية عنه والإفادة إلى أقصى حد من فترة السماح الأمريكي".
من جهة أخرى، يقول علي حمادة في النهار اللبنانية إن قرار الرئيس الروسي "أتى مفاجئا لكل الأطراف".
ويناقش الكاتب ما إذا كانت روسيا قد حققت أهدافها من العملية العسكرية، قائلاً إن "الإجابة الأولية تفيد بنعم"، حيث أن "التدخل العسكري الروسي أدى إلى تحقيق جملة أهداف، أولها أنه أبعد شبح سقوط نظام بشار الأسد بالوسائل العسكرية".
وفي ما يخص أسباب اتخاذ الخطوة الروسية في هذا التوقيت، يقول الكاتب: "لا معلومات موثوقًا بها حتى الآن، لكنه في الفترة الأخيرة برزت مؤشرات لخلافات بين النظرة الروسية إلى مجمل الأزمة والحل، ونظرة كل من نظام بشار الأسد والقيادة الإيرانية".
في الشرق الأوسط اللندنية، يعزو عزيز مطهري قرار بوتين إلى أزمة الاقتصاد الروسي والقلق من الخطط العسكرية الغربية.
ويقول الكاتب إن "العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا، بسبب تدخلها العسكري في إقليم القرم وشرق أوكرانيا، قد تركت آثارها التراكمية البليغة".
ويمضي، قائلا "ينوي حلف الناتو نشر لواء قتالي بشكل دائم في شرق أوروبا ودول البلطيق، على طول الحدود الروسية" بينما بدأت واشنطن "عملية تحديث لأسلحة استراتيجية نووية حرارية، وأنظمة جوية وبرية وبحرية، وجعلها موجهة نحو روسيا".