أعاد الجيش العربي السوري أمس الأمن والاستقرار لشريان حلب بشكل كامل، على حين استمر الهدوء النسبي في معظم المناطق التي شملها اتفاق «وقف العمليات القتالية العدائية» في البلاد، الأمر الذي لم يرق لـ«معارضة الرياض»، فراحت تكيل الاتهامات للحكومة السورية بخرق الاتفاق والزعم بأن ذلك جعل الاتفاق يواجه «خطر الانهيار الكامل»، رغم تفاؤل حذر بثه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي رأى أن وقف العمليات القتالية «صامد عموماً».
وأعاد الجيش الأمن والاستقرار لطريق خناصر الذي يصل حلب بحماة بشكل كامل أمس، وعبرت شاحنات الإغاثة والأغذية الطريق إلى حلب بعد نحو أسبوع من الحصار على أن يفتح أمام حركة مرور المسافرين اليوم بانتهاء أعمال الصيانة التي خلفتها مفخخات وألغام تنظيم داعش الإرهابي في جسمه.
جاء ذلك في اليوم الثالث لدخول اتفاق «وقف العمليات القتالية العدائية» حيز التنفيذ، وبدت خلاله الأجواء طبيعية في محيط مدينة دمشق، وسط تزايد في كثافة المواطنين في الطرق العامة والأسواق.
وقال لـ«الوطن» أحد المواطنين المقيمين في حي سكني مقابل مدينة داريا في الريف الغربي لدمشق: «لم أعد أسمع أصوات الانفجارات القوية التي كنت أسمعها قبل بدء تطبيق الاتفاق، ولم يعد منزلي يهتز على وقع تلك الانفجارات».
وتحدثت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن أجواء هادئة إجمالاً في المناطق الرئيسية المشمولة بالاتفاق، وذكرت أن السكان في أحياء حلب الشرقية نعموا بصباح هادئ إجمالاً بعد ليلة خلت من دوي القصف والمعارك.
من جانبه، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن «إطلاق مقاتلي الفصائل المعارضة فجر الإثنين قذائف» على أحياء تحت سيطرة الجيش السوري في مدينة حلب.
في المقابل، ادعت شبكة أخبار «الدرر الشامية» المعارضة، أن الجيش العربي السوري والقوى المساندة له استمرت بالتوغل داخل غوطة دمشق الشرقية، وسيطرت على منطقة الفضائية، ومبنى البث، والمعهد الزراعي، علما أن الجيش يسيطر على تلك المناطق منذ أكثر من شهر.
وبحسب معلومات «الوطن» فقد تمكن الجيش أمس من قطع الطريق بين حرستا القنطرة وبيت نايم في مناطق تسيطر عليها تنظيمات مسلحة بينها جبهة النصرة كانت قد شكلت غرفة عمليات مشتركة ما جعلها غير مشمولة باتفاق «وقف العمليات القتالية العدائية».
وتحدث عناصر عدد من التنظيمات المسلحة التي تتواجد في بلدة حربنفسه بريف حماة الجنوبي صباح أمس، أنهم لم يشعروا بالهدنة، بل على العكس، واتهموا الطيران الروسي بأنه نفذ يوم أول أمس الأحد 30 غارة على حربنفسه ومحيطها، وتتواجد في حربنفسه تنظيمات مسلحة متحالفة مع «النصرة».
من جانبه، قال رئيس وفد معارضة الرياض للمفاوضات أسعد الزعبي: «نحن لسنا أمام خرق للهدنة، نحن أمام إلغاء كامل للهدنة»، بحسب وكالة «رويترز».
وأضاف: «أعتقد أن المجتمع الدولي أخفق تماماً في كل الاختبارات، وعليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام»، وقال الزعبي: «لا تبدو أي مؤشرات لتهيئة بيئة» لمحادثات السلام.
واجتمعت مجموعة العمل المكلفة الإشراف على «وقف العمليات القتالية العدائية»، المنبثقة عن «مجموعة الدعم الدولية» لسورية أمس في جنيف، لتقييم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة خروقات، وذلك وفق ما نقلت «أ ف ب» عن مصدر دبلوماسي غربي.
وجاء الاجتماع وسط تفاؤل حذر بثه الأمين العام للأمم المتحدة، الذي رأى أن وقف العمليات القتالية «صامد عموماً» رغم بعض «الحوادث المعزولة» التي سجلت أول أمس.
وفي مقابلة مع صحيفة «ريبوبليكا» الإيطالية، اعتبر المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وفق قناة «روسيا اليوم»، أن نشاطات الإرهابيين تمثل التهديد الأكبر للاتفاق، إضافة إلى «الحوادث العرضية وسوء الفهم» بين قوات الجيش العربي السوري والمسلحين.
وفي موسكو، لفت المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن عملية تطبيق الاتفاق بدأت وأقر بأنها «لن تكون سهلة».
من جانبه رفض نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن تكون سورية متجهة نحو سيناريو التقسيم، لكنه أعرب عن أمله في إعادة بنائها كـ«دولة اتحادية» بشرط التوافق بين الأطراف السورية.
الوطن