تستكمل وزارة السياحة ملفها الخاص بترشيح مدينة دمشق للدخول في سجل اليونسكو الخاص بشبكة المدن المبدعة حول العالم حيث تعمل الوزارة على مجموعة من الأنشطة والمبادرات ستسمر حتى الشهر السادس موعد رفع الملف إلى اليونسكو ليتم التحكيم فيه باجتماعاتها.
ويوضح المهندس علي مبيض رئيس لجنة الأنشطة في إعداد ملف ترشيح دمشق ضمن قائمة المدن المبدعة لدى اليونسكو.. إن القائمة تأسست عام 2004 ضمن سبعة مجالات ابداعية هي الصناعات التقليدية والفنون الشعبية والفنون الرقمية والأدب والموسيقا والتصميم وتذوق وطهو الطعام حيث تقبل اليونسكو انضمام أي مدينة إليها في المجالات السبعة.
وأوضح أن عدد المدن في القائمة بلغ 116 مدينة من 54 بلدا حول العالم بمختلف المجالات الابداعية لافتا إلى أن شرط اليونسكو لقبول انضمام أية مدينة أن تستثمر المدينة المجال الابداعي كمحرك للتنمية المستدامة المجتمعية ودمج المجتمع المحلي فيه.
ورغم أنه دمشق تتميز بأكثر من مجال ابداعي يمكن أن تنافس فيه لكنه حسب مبيض تم اختيار الصناعات التقليدية لتاريخها العريق المرتبط بتاريخ المدينة وهويتها الحضارية والثقافية وكونها تحتل مساحة كبيرة من الذاكرة الشعبية معتبرا أنه “لا يمكن لأي مدينة أخرى منافسة دمشق بهذه الصناعات”.
وأشار مبيض إلى الفوائد المتحققة من انضمام دمشق إلى قائمة المدن المبدعة قائلا “إنها رسالة إلى العالم بأن دمشق وبعد خمس سنوات من الحرب الإرهابية الكونية التي تتعرض لها سورية تثبت أن مواطنيها محبين للحياة وإرادة لإثبات الهوية السورية التي يحاول الإرهاب طمسها” لافتا إلى الاهتمام الإعلامي الذي يرافق تسجيل المدن والتعريف بتراثها وتاريخها وصناعاتها.
وتابع مبيض.. “نحن اليوم نحاول تسجيل دمشق وفي فترة قادمة نسعى لتسجيل حلب في مجال آخر من الابداع وعلى الأغلب ضمن مجال الموسيقا فحلب مشهورة بالقدود التي تعتبر من الفنون الموسيقية السورية العربية الأصيلة”.
وذكر المبيض أن الوزارة تعمل في هذا الملف بالتعاون مع شركاء استراتيجيين عديدين من عدة وزارات وجهات عامة معنية بهذا الملف إضافة إلى الجمعيات المحلية واتحاد الحرفيين والحرفيين أنفسهم الذين هم أساس في تسجيل المدينة وأكاديميين من جامعة دمشق إضافة إلى بعض الخبراء والباحثين.
وأشار إلى أن وزارة الإعلام تعتبر شريكا أساسيا في إعداد هذا الملف حيث سيكون هناك حملة إعلانية لدعمه إضافة للدور الذي ستقوم به وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمواقع الالكترونية في الترويج لدمشق كمدينة مبدعة.
وأضاف أن وزارة السياحة شكلت ثلاث لجان مهمتها متابعة الأنشطة والفعاليات والمبادرات التي تدعم هذا الملف وفق معايير اليونسكو لافتا إلى أنه تم اطلاق صفحة على موقع الفيس بوك باسم دمشق مدينة مبدعة”.
وتابع رئيس لجنة الأنشطة أن مبادرة وزارة السياحة تعتمد في وأنشطتها على محورين رئيسين الأول تعريف وتدريب والثاني ابداع وتسويق وهذين المحوريين يعملان على ثلاثة مستويات الأول مستوى الطفولة ويندرج تحت شعار التوعية والتعريف من خلال تعريف الطفل الذي يعتبر جسر المستقبل على أهمية المهن وضرورة استمرارها وذلك بأسلوب وأدوات محببه للطفل لافتا إلى أنه من ضمن الأنشطة المقترحة إقامة مهرجان دائم في سوق المهن اليدوية في التكية السليمانية يستقبل أطفال المدارس ويتم فيه استرجاع بعض الألعاب التي كانت تحتل قسما من الذاكرة الشعبية مثل صندوق الدنيا الذي شغل عقول الأطفال في الماضي إضافة إلى الحكواتي الذي سيقص على الأطفال قصة الحرف التقليدية كما سيتم تعريف الطفل على الأبجدية الأوغاريتية واللغة الآرامية وما يقابلها من الحروف العربية لترسيخ هذه الحضارة في ذهن الطفل والخروج بمحصلة عن سوق المهن.
وسيتضمن المهرجان توزيع كتيب للأطفال يتخلله رسومات عن الحرف السورية وأسمائها كما سيتم توزيع الهدايا من الصناعات التقليدية عليهم.
وعلى المستوى الثاني سيتم العمل وفقا لرئيس لجنة الأنشطة على فئة الشباب حيث ستتضمن دورات تعليمية للحرف وحملات لتنظيف المباني الأثرية من التشوهات البصرية أما المستوى الثالث سيكون عنوانه ابداع وتسويق وفق معايير معينة يحافظ فيها على الحرفة وعن تميزها بما يواكب متطلبات العصر ودمج الحداثة بالأصالة.
وأوضح مبيض أنه من ضمن الأنشطة المرافقة سيتم إقامة معارض ضمن المحافظات وسباق جري من ساحة الأمويين إلى مبنى الوزارة وتوزيع هدايا رمزية على الفائزين صنعت من حرف يدوية تقليدية وهذا السباق يضم شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين جراء الاعتداءات الإرهابية من أجل تسليط الضوء على هذه الشرائح إضافة إلى اطلاق حملة لزراعة الياسمين في الأول من نيسان تحت شعار دمشق مدينة مبدعة بالتعاون مع محافظة دمشق والتي سيوزع خلالها شتلات ياسمين إلى جميع البيوت الدمشقية القديمة لإعادة زراعة الياسمين كي نستعيد اسم دمشق عاصمة الياسمين.
وأشار مبيض إلى أن المجال متاح لمشاركة كل جهة تستطيع المساهمة في هذا الملف .