فقدت الحركة التشكيلية السورية اليوم الفنان التشكيلي الدكتور علي السرميني الذي وافته المنية صباح أمس عن عمر ناهز 76 عاماً.
من مؤسسي نقابة الفنون الجميلة إضافة إلى عضويته في لجان النصب التذكارية العليا والمقتنيات وبينالي مهرجان المحبة واتحاد الفنانين التشكيليين العرب.
وشارك السرميني في بيناليات عربية وعالمية وفي جميع المعارض الجماعية بوزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين، وحصل على الجائزة الأولى لمعرض جامعة دمشق عام 1968 وكرم في مناسبات عدة آخرها يوم الثقافة سنة 2017 وأعماله مقتناة في المتحف الوطني في دمشق وفي مؤسسات عامة وضمن مجموعات خاصة داخل سورية وخارجها.
فنان مخضرم
ويعتبر السرميني فناناً مخضرماً عاصر جيل الرواد وحمل الراية إلى الفنانين السوريين المعاصرين وأدخل تقنيات لم تكن معروفة في سورية منها تقنية المينا.
ويحمل في تفاصيل شخصيته إبداعاً كبيراً وخاصة أنه شارك في اللجان الفنية العليا وأقام أكثر من 30 معرضاً شخصياً عبر مسيرته الطويلة إضافة إلى حرصه على المشاركة في المعرض السنوي منذ عام 1962.
حيث انطلق من المدرسة التعبيرية كمقولة أساسية في الفكر الفني والجمالي واعتبرها الفكرة الأهم لفهم الفن ومنظومة الأشكال فيه.
حطم بألوانه فكرة القتل
ورسم لوحات عن ركام طائرات العدو الصهيوني التي أسقطتها دفاعاتنا الجوية في حرب تشرين التحريرية محطماً بألوانه فكرة القتل وأدوات العدوان، ورسم (مدينة القنيطرة) بلوحات تفيض بالأحاسيس الوطنية المليئة برسائل التمسك بالأرض والسيادة مصورة إجرام كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وشغل الفنان السرميني في سبعينيات القرن الماضي الرأي العام الروسي والعالمي عندما افتتح ضمن صالة المعارض الفنية في دار القوميات في موسكو معرضاً كرس عدداً من لوحاته للجولان السوري المحتل ومدينة القنيطرة التي دمرها العدوان الإسرائيلي، فكانت في مقدمة معرضه لوحة (القنيطرة على أشلائهم) وهي ثلاثة أعمال رسمت بتقنية إبداعية عالية أهداها القائد المؤسس حافظ الأسد لشخصيات سياسية كبيرة في الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة الأميركية لإيصال رسالة للعالم مفادها بأن «الفن في سورية جزء من منظومة النضال ضد العدوان».
معارضه الخاصة
1962 أول معرض فردي له في مركز الفنون التشكيلية في حلب.
أقام أحد عشر معرضاً في سورية وخارجها.
معارضه المشتركة
شارك في معارض وزارة الثقافة كافة منذ عام 1962 الخريف والربيع السنوي حالياً والمعارض الخارجية التي تمثل الفن في الجمهورية العربية السورية.
شارك في جميع معارض نقابة الفنون الجميلة الداخلية والخارجية منذ التأسيس في كل من حلب ودمشق واللاذقية وحمص، وفي الأقطار العربية وفي معارض خارجية (صوفيا، براغ، موسكو، ليننغراد، ليتوانيا، بوخارست، باريس، لندن، سانتياغو، هافانا، بونس آيرس).
الجوائز
نال الجائزة الأولى لمعرض جامعة دمشق عام 1968 كرّم في بينالي المحبة لعام 1998، وحصل على براءة تقدير من رئيس مجلس الوزراء عام 1988.
وكُرِّمَ في بينالي المحبة في اللاذقية لعام 1998، وفي معرض (حلب قصدنا وأنت السبيل) 2016 في صالة (ألف نون).
علي السرميني
مواليد 1943 في حلب، سورية، تخرج عام 1972 في كلية الفنون الجميلة في دمشق بدرجة امتياز، شهادة الدكتوراه في التصوير الجداري والغرافيك بدرجة جيد جداً في الأكاديمية العليا للفنون الجميلة في برلين، تتلمذ على أيدي الفنانين الرائدين غالب سالم وفاتح المدرس. نجح في بعثة دراسية لدراسة الفنون الجميلة في دمشق عام 1966.
أوفد إلى ألمانيا وحصل على شهادة الدكتوراه في التصوير الجداري والغرافيك بدرجة جيد جداً من الأكاديمية العليا للفنون الجميلة في برلين، عين معيداً في كلية الفنون الجميلة عام 1974، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، وعضو الهيئة التدريسية في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير في جامعة دمشق، ووكيل كلية الفنون الجميلة بين عامي 1981 – 1991.
وأستاذ في قسم التصوير والتصوير الجداري، وعميد كلية الفنون الجميلة منذ عام 1993 ولغاية 2000، وأسهم في أول لجنة تحضيرية لتأسيس نقابة الفنون الجميلة وانتخب عن فناني حلب عام 1967.
انتخب عضو مجلس إدارة نقابة الفنون الجميلة في سورية لثلاث دورات. وعمل في عضوية لجنة المقتنيات العليا ومهرجان بينالي المحبة برئاسة السيدة الدكتورة نجاح العطار، وعضو لجنة النصب العليا (النصب التذكارية).
الوطن