نطالع في صحيفة التايمز تقريرا لريتشارد سبنسر وجورجي كايت بعنوان "بريطانيون يواجهون ورطة: مواصلة القتال أو العودة إلى وطنهم".
يتحدث التقرير عن مجموعة من البريطانيين الذين يحاربون في سوريا، ويستهله كاتباه بالقول "هؤلاء لن يستطيعوا أن ينسبوا تحرير الرقة بمفردهم"، لكن عليهم أن يقرروا مصيرهم بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في معقلهم الرئيسي.
وهناك تباين في حالات هؤلاء.
الممثل البريطاني مايكل إنريت (53 عاما)، الذي شارك في فيلم "قراصنة الكاريبي"، أكد أنه شاهد ما يكفي وأنه يريد العودة إلى وطنه.
أما جاك هولمز (24 عاما) الذي قرر السفر إلى سوريا لقتال تنظيم الدولة لشعوره بأن محاربة التنظيم أكثر فائدة من طلاء الجدران، فإنه يتحضر للذهاب إلى دير الزور لقتالهم في آخر معاقلهم.
كيم تايلور (28 عاما) المعروفة لدى البريطانيين بأنها التحقت بتحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، فإن القتال جعلها تشعر بأهميتها الفكرية، وغيرت اسمها لتصبح روجوفا بالكردية. وهي تقول إنها أحبت منطقة شمال سوريا.
ماسير غيفرد (30 عاما)، الذي تلقى تعليما خاصا وكان يعمل في مصرف مرموق، ظل في الرقة 4 شهور. وهو يريد العودة إلى بريطانيا لكنه يخاف من عدم استطاعته القيام بذلك.
ويقول غيفرد "جئت إلى هنا لقتال الإرهابيين، وقد ربحنا وغادروا، وأنا لا أريد قتال الحكومة السورية".
وبالرغم من صعوبة العودة، إلا أن ما يخشاه غيفرد بالدرجة الأكبر هو ما سيحدث لدى وصوله إلى بريطانيا.
ويعدد التقرير أمثلة على أشخاص اعتقلوا بعد عودتهم من القتال في سوريا.
ويتسم الوضع القانوني للمقاتلين البريطانيين في سوريا بأنه مبهم، وهو ما يراه البعض أمرا عجيبا، خاصة في ضوء أنهم يحاربون في نفس معسكر سلاح الجو الملكي أو تحت غطاء طائراته، بحسب التقرير.
والصلة بحزب العمال الكردستاني كفيلة بأن تجعل المقاتلين البريطانيين محل اشتباه لدى عودتهم إلى وطنهم، بحسب التقرير الذي يوضح أن الحزب مصنف في المملكة المتحدة باعتباره جماعة إرهابية.
وينقل التقرير عن مصادر أمنية بريطانية القول إنه سيتم التحقيق إن كان من يريد العودة إلى بريطانيا شارك في القتال مع تنظيم الدولة أم ضده، وعن إمكانية تسببهم بقتل مدنيين أو إن كانوا قد تطرفوا خلال فترة إقامتهم في سوريا.