تسببت تغريدة مثيرة للجدل نشرتها مذيعة بريطانية عبر حسابها على «تويتر» بأن تفقد وظيفتها من إذاعة (LBC)، وهي أشهر الإذاعات المحلية التي تبث في لندن والمدن الرئيسية ببريطانيا، كما ان المذيعة هي واحدة من أشهر الإعلاميين في بريطانيا وأكثرهم تأثيراً.
وفقدت الاذاعية البريطانية المعروفة كاتي هوبكنز وظيفتها كمقدمة برامج في إذاعة «أل بي سي» المحلية في بريطانيا اعتباراً من الجمعة الماضية، وذلك بعد أيام قليلة من تغريدة على «تويتر» أثارت جدلاً واسعاً على الانترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي في بريطانيا، وهي التغريدة التي تضمنت تعليقا عن التفجير الارهابي الذي استهدف حفلا فنياً في مانشستر وأدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفي تفاصيل الحادثة فإن هوبكنز نشرت تغريدة تقول فيها: «22 قتيلا. العدد في تزايد. لا تكن جزءً من المشكلة. نحن في حاجة لحل نهائي»، فيما أثارت كلمة (final solution) الغضب الكبير في أوساط المتابعين والقراء وذلك بسبب اعتبار أنها إيحاء نازي، حيث كانت هذه الكلمة قد تم استخدامها خلال فترة حكم النازية في ألمانيا.
وسرعان ما قامت هوبكنز بتعديل التغريدة وكتابة (true solution) بدلاً من (final solution)، وزعمت سريعاً بأن الكلمة الأولى ليست سوى خطأ مطبعي عندما كتبت التغريدة من هاتفها، بينما هي تقصد «الحل الصحيح» وليس «الحل الأخير».
وتلقت الشرطة البريطانية شكاوى رسمية ضد المذيعة هوبكنز، ونقلت وسائل إعلام محلية في بريطانيا عن ناطق باسم الشرطة تأكيده أن التغريدة أحيلت الى مختصين للتعامل معها والتحقيق فيها ومن ثم اتخاذ الاجراءات المناسبة بشأنها.
وقال ناطق باسم الشرطة: «أستطيع التأكيد بأننا تلقينا شكوى يوم الثلاثاء 23 أيار/ مايو بخصوص تغريدة تم نشرها في اليوم نفسه، وكما هو معتاد فانه يجري مراجعة الادعاء وتقييمه من قبل الضــبــاط المتخصصين في جهاز الشرطة».
وسرعان ما أعلنت إذاعة (LBC) واسعة الانتشار في بريطانيا أن هوبكنز لم تعد تعمل معها، ونشرت الاذاعة تغريدة عبر حسابها على «تويتر» قالت فيها: «اتفقت ال بي سي وكاتي هوبكنز على أن تترك هوبكنز العمل في الاذاعة بشكل فوري».
يشار إلى أن الهجوم الارهابي الذي استهدف حفلا فنيا في مدينة مانشستر البريطانية يوم الاثنين الماضي تسبب بمقتل 22 شخصاً وإصابة 60 آخرين بجراح، وأدى الى موجة غضب واسعة وجدل على الانترنت وتضامن كبير مع الضحايا، في الوقت الذي أكدت فيه السلطات البريطانية أن الهجوم هو أكبر عملية ارهابية تضرب البلاد منذ أحداث السابع من تموز/ يوليو 2005. كما دفع هذا الهجوم الأجهزة الأمنية الى رفع مستوى التأهب في البلاد الى درجة لم تعهدها بريطانيا منذ سنوات.