تُكثر الأمهات الشابات من الأسئلة حول كيفية العودة إلى العمل بنشاط بعد عطلة الأمومة، ويتساءلن أيضاً عن كيفية التوفيق بين العمل ورعاية الأطفال، وكذا بالنسبة لمواصلة النجاح في الحياة المهنية.
إذ إنه بعد نهاية فترة إجازة الأمومة، قد تجدين صعوبة في مواصلة العمل بشكل طبيعي مرة أخرى، وذلك يرجع إلى طول مدة ابتعادك عن العمل التي قد تصل لعدة أسابيع وربما لشهور.
لذا، نقلنا لكُنَّ نصائحَ صحيفة Journal Des Femmes الفرنسية، التي تساعدكن على العودة تدريجياً لخوض غمار الحياة المهنية من جديد.
1- التكيف مع فكرة وضع الطفل في الحضانة
يجب على المرأة أن تتأقلم مع فكرة وضع طفلها في حضانة، تحت رقابة مربية أو مرضعة. ويُمكن للأم استغلال آخر أسبوع في عطلة الأمومة، لتعويد نفسها على فراق طفلها بطريقة سلسة وتدريجية.
فتبدأ الأم بالتغيب عن طفلها مدة 20 دقيقة يومياً مثلاً، ثم تتغيب لسويعات، قبل أن تترك مهمة رعايته للمربية مع آخر يوم في العطلة. وبهذه الطريقة، يتعود الطفل شيئاً فشيئاً على غياب أمه لساعات، وكذا بالنسبة للأم.
عليكِ أن تكوني على قناعة بأن طفلك بأيادٍ أمينة، ولن يقضي طيلة اليوم في البكاء، واستعدي جيداً للعودة لخوض غمار الحياة المهنية من جديد.
وعليكِ أن تدركي أن شعورك الآن تجاه طفلك طبيعي، فكل الأمهات تلقَّيْن صعوبة في البداية عندما افترقن عن أطفالهن، لكن دموعك لن تدوم طويلاً، لذلك يجب عليك أن تتوقفي عن التفكير بطريقة سلبية.
2- لا للشعور بالذنب أو القلق
عند عودتك إلى العمل تراودك أسئلة كثيرة؛ هل يتغذّى طفلي جيّداً؟ هل يبكي دون توقّف طوال اليوم؟ هل تعتني به المربية بشكل جيد؟
لكن عليك ألا تدعي الشعور بالذنب يتملّكك، لأنك أودعت ابنك لدى المربية، فأنت لم تتركيه لدى امرأة غريبة، بل امرأة واعية اخترتِها بشكل جيد لتهتم بطفلك.
الحل هنا هو تنظيم جدول أعمال يوميّ تلتزم به المربية، وتقومين بتحديد ساعات النوم والأكل، علاوةً على أنشطة الطفل وبرنامج للترفيه.
وعندها، ستتمكنين من طمأنة نفسك من خلال متابعة طفلك، وتوقع ماذا يفعل بالتحديد، بينما تزاولين عملك.
3- الحفاظ على الروابط مع الزملاء
من المؤكد أن هناك الكثير من التغييرات حدثت خلال فترة غيابك عن العمل، مثل عقد اجتماعات مهمة، وتغييرات على مستوى الإدارة، أو رحيل بعض الزملاء، وكي لا تشعري بالقلق بسبب التغييرات التي حصلت دون علمك، يجب أن تحافظي على العلاقات التي تربطك بزملائك المقربين.
يُمكنك مثلاً خلال فترة حملك، دعوة البعض منهم لتناول الطعام، أو اتصلي بهم بين الحين والآخر عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.
والأكيد أن لكل منا زميل عمل يخبرنا بأدق التفاصيل عن كل جديد أو طارئ، لذا يمكن أن ترسلي صورة مع طفلك، خلال فترة عطلتك، إلى هذا الزميل وتطلبي منه أن يريها لباقي الزملاء، وبذلك ستحافظين على الرابط الذي يجمعك بهم.
4- العودة على نحو سلس
إن العودة إلى العمل ينبغي أن تخلو من كل أشكال الضغط والإجهاد، ولذلك يجب عليك التأني عندما يتعلق الأمر بمعالجة ملفات العمل وتفقّد البريد الإلكتروني.
لذا لا داعي للمفاجأة أو ضغط نفسك أو التوتر، ولا تترددي في طلب مساعدة من زملاء العمل للتعرف على كل الأشياء التي حدثت في غيابك.
في الحقيقة، بعض زميلاتك هنّ أمهات أيضاً، لذا سيكون من المفيد تبادل التجارب معهن، والحصول على نصائح مهمة.
5- تعرفي على حقوق الأم الشابة
ينبغي عليك معرفة المزايا التي يوفرها لكِ القانون كأم شابة، كي تستغليها جيداً.
ففي فرنسا لا يُسمح بإقالة الأم من عملها حتى لو أضافت أربعة أسابيع أخرى بعد تجاوز عطلتها المسموح بها لرعاية طفلها، مع إمكانية تمديد هذه الفترة لتصل إلى عشرة أسابيع، حسب قانون صادق عليه البرلمان الفرنسي، في مارس/آذار 2016.
6- استعادة نسق الحياة المتوازن
يجب عليكِ استعادة نمط حياتك العادي الذي كنتِ عليه خلال فترة ما قبل الولادة، بالرغم من المصاعب التي واجهتها، والحرمان من النوم في أغلب الأحيان.
مثلاً، إذا كان زوجك ممّن ينامون قليلاً، فبإمكانك التعويل عليه لمساعدتك في رعاية الطفل خلال الأسابيع الأولى عقب العودة إلى العمل، وفي حال كنت ترضعين المولود رضاعة طبيعية، فعليك إطعامه قبل الذهاب إلى الفراش، لتحصلي على دقائق أو سويعات معدودة من النوم.
ونصيحتنا لك، هي أن تستغلي أوقات الفراغ للشعور بالراحة والهدوء، عوضاً عن قضائها في المطبخ وترتيب المنزل، وحاولي قدر المستطاع جعل طفلك ينام لساعات منتظمة، وفي وقت مبكّر، ما سيسمح لك بالخلود إلى النوم مبكراً.
7- تمتّعي بشراء ملابس جديدة
بعد الحمل، وتزامناً مع عودتك إلى العمل، احرصي على شراء ملابس وأحذية جديدة لاستعادة ثقتك بنفسك، والعودة في أبهى حلّة.
واستغلي الساعات التي يقضيها طفلك في الحضانة، لتستعيدي جمالك وبريقك من خلال الحصول على قصة شعر جديدة ولون جذّاب.