أربعة أعوام مرت على رحيل الممثل والمخرج محمد الشيخ نجيب عن عمر ناهز الـ59 سنة قضى أكثر من نصفها في الساحة الفنية.
السرطان الذي نهش أجساد كثير من المبدعين بمختلف المجالات، كان حائلاً من دون أن يكمل شيخ نجيب حياته، فخطفه القدر بعمر مبكر تاركاً وراءه إرثاً فنياً عظيماً، علماً أنه قضى أيامه الأخيرة متنقلاً بين دمشق وبيروت لتناول جرعات علاج المرض العضال.
درس في هنغاريا وتخرج عام 1984، وقدم أعمالاً كثيرة، وتزوج من الممثلة خديجة العبد ولهما من الأبناء الممثل قيس، والمخرج سيف، وزيد.
من خلف ما مات
على مبدأ المثل الشعبي القائل: «من خلف ما مات» ترك الشيخ نجيب ابنين يعملان في الدراما السورية، الأول هو قيس أحد النجوم الذي أثبت كفاءته عبر بطولة الكثير من الأعمال، منها: «زمن البرغوت»، و«الغفران»، و«شاء الهوى»، و«أهل الغرام» و«حاجز الصمت»، و«ليالي الصالحية»، و«الطير»، و«التغريبة الفلسطينية»، و«ندى الأيام»، و«مرايا»، و«صلاح الدين الأيوبي»، و«سيف بن ذي يزن»، و«الواهمون»، و«سقف العالم»، و«على حافة الهاوية»، و«الزعيم»، و«بنات العيلة».
الابن الثاني هو المخرج سيف الدين الذي قدم العديد من الأعمال منها «مرزوق على جميع الجبهات»، و«ممرات ضيقة»، و«صبايا4»، و«بقعة ضوء12»، و«صدى الروح».
وقد أحيا الاثنان الذكرى الرابعة لرحيل والدهما، فنشر الأول صورة عبر حسابه على إنستغرام تجمعه بأبيه عندما كان الأخير شاباً، وعلق عليها بالقول: «ياريت اقدر أعطي ابني الحب يلي عطيتني ياه، أربع سنين وأنت معي وما غبت عني، بشوفك شب وضحكتك ما بتفارق وجهك، بابا اشتقتلك كتير، يا أطيب وأحن قلب، اللـه يرحمك».
كما استذكر الثاني ذكرى والده، حيث نشر صورة له عبر حسابه على الفيسبوك، وعلق عليها: «الله يرحمك، أربع سنين مرّت متل الحلم، ولسه ما عم اقدر صدق، خسارة أب وأخ وصديق».
في التمثيل
بدأ شيخ نجيب حياته الفنية مع فرقة الإذاعة والتلفزيون للرقص الشعبي التي عرفت فيما بعد بفرقة (أمية)، وكان من أبرز عناصرها.
ثم بدأ العمل في التمثيل في عدد من الأعمال الدرامية التلفزيونية، مثل «ملح وسكر»، و«وين الغلط» مع الفنان الكبير دريد لحام، وأصبح في منتصف السبعينيات عضواً في نقابة الفنانين، سافر عام 1982 إلى هنغاريا لدراسة الإخراج.
عاد إلى سورية وأكمل مسيرته في التمثيل، وقد شارك في بعض الأعمال التلفزيونية، آخرها مسلسل «في حضرة الغياب» جسد فيه شخصية الملحن مارسيل خليفة.
وهذه أهم الأعمال التي شارك بها كممثل:
– في حضرة الغياب (2011)– تأليف حسن م يوسف وإخراج نجدت أنزور.
– الصندوق الأسود (2010)– تأليف رانيا بيطار وإخراج سيف الشيخ نجيب.
– عشتار (2004)– تأليف أمل عرفة وإخراج ناجي طعمي.
– رجال تحت الطربوش (2004)– تأليف فؤاد حميرة وإخراج هشام شربتجي.
– شو هالحكي (2004)– تأليف أنور السعودي وإخراج ناجي طعمي.
– المحكوم (1996)– تأليف رياض سفلو وإخراج محمد فردوس أتاسي.
– الخطوات الصعبة (1995)– تأليف مروان صقر وإخراج رياض ديار بكرلي.
– الكومبارس (1993)– تأليف وإخراج نبيل المالح.
– الأجنحة (1986)– إخراج شكيب غنام.
– طائر الأيام العجيبة (1981)– تأليف خيري الذهبي وإخراج علاء الدين كوكش.
– وين الغلط؟ (1979)– تأليف محمد الماغوط ودريد لحام وإخراج خلدون المالح.
– ملح وسكر (1973)– تأليف نهاد قلعي وإخراج نبيل المالح.
في الإخراج
بعد أن لمع نجمه كممثل، قرر الشيخ نجيب أن يجعل التمثيل ثانوياً بالنسبة له وينتقل إلى الإخراج الدرامي.
وتتضمن خزانته الإخراجية ما يقارب خمسة عشر عملاً، أهمها «الزلزال» (2010) تأليف بسام جنيد، و«تحت المداس» (2009) تأليف مروان قاووق، و«قمر بني هاشم» (2008) تأليف محمود عبد الكريم، و«أعقل المجانين» (2008) تأليف عبد الغني حمزة، و«ممرات ضيقة» (2007) تأليف فؤاد حميرة، و«صدى الروح» (2006) تأليف حافظ قرقوط، و«بكرا أحلى» (2005) تأليف محمد أوسو، و«أنا وعمتي أمينة» (2003) تأليف نذير دقاق، و«ألو جميل ألو هنا» (2001) تأليف زياد الريس، و«قصص الغموض» (2000) تأليف رياض عصمت،
الفن السابع
اقتصرت إطلالات الشيخ نجيب سينمائياً على عدد قليل من الأفلام، لكنها اتسمت جميعها بالأهمية والشهرة، منها الأفلام الثلاثة فيلم «الحدود» (1987) تأليف محمد الماغوط وإخراج دريد لحام، وفيلم «التقرير» (1986) تأليف محمد الماغوط وإخراج دريد لحام، وفيلم «قتل عن طريق التسلسل» (1982) تأليف وإخراج محمد شاهين.
آخر لقاء
في أحد لقاءاته الأخيرة التي سبقت وفاته بأشهر قليلة، ورداً على سؤال، قال الشيخ نجيب عن الدراما السورية: «لو كانت طفرة لكانت انتهت منذ سنوات، لكنها حقيقية وتعيش نهضة تصاعدية. هناك تفاوت في بعض الأداء بسبب الإنتاج الساعي للربح وهنا الخطأ. لذلك على بعض الدخلاء على الإنتاج أن يقدموا الأفضل. كما أن هناك عشرات الممثلين الذين ذهبوا إلى مصر وهذا دليل على نجاح النجوم السوريين الذين كانوا مصدر تسويق للأعمال المصرية».
الوطن