خلصت دراسة علمية أجريت في جامعة ديوك الأمريكية إلى إن المنزلة الاجتماعية المتدنية تؤثر بصفة مباشرة على جسم الإنسان بما قد يضر بالصحة.
وأظهرت تجارب أُجريت على قرود أن المنزلة الاجتماعية المتدنية تؤثر على جهاز المناعة بأسلوب يؤدي إلى .يادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكري والأمراض العقلية.
وقال خبير بريطاني إن نتائج هذه الدراسة "تنطبق بشكل كبير على" البشر.
ولا تتطرق نتائج الدراسة، المنشورة في دورية "ساينس"، إلى بأنماط السلوك غير الصحية الشائعة في المجتمعات الفقيرة.
وعادة ما توجد هوة بين متوسط العمر المتوقع بين أغنى وأفقر المجتمعات. ويصل الفارق في الولايات المتحدة مثلا إلى أكثر من 10 سنوات بين الرجال و15 عاما بين النساء.
ويمكن تفسير ذلك بأن نمط حياة الأشخاص الذين ينتمون إلى الفئات الفقيرة يكون على الأرجح أسوأ، وذلك في أمور مثل التدخين وقلة ممارسة التمارين الرياضية وتناول الوجبات السريعة.
لكن الدراسة الجديدة تذهب إلى أبعد من هذا لتسلط الضوء على أن العزلة الاجتماعية لها تأثيرها على جسم الإنسان بغض النظر عن هذه العوامل.
ووزع العلماء 45 قردة – لا يعرفن بعضهن ولا يمتن بقرابة لبعضهن – على 9 مجموعات تتكون كل منها من خمسة قرود. ولاحظ العلماء أن أحدث القردة انضماما إلى كل مجموعة تقريبا عانين من الوحدة والكآبة ولم ينلن أي اهتمام كما أنهن تعرضن لكثير من المضايقات من القرود الأخرى.
وأظهر تحليل دقيق لدم هذه القردة وجود 1600 اختلاف في مستويات الجينات المسؤولة عن جهاز المناعة بين أولئك الذين كانوا في قمة الاختلاط الاجتماعي وأولئك الذين كانوا في أدناه.
وكان لهذا أثره في أن يعمل جهاز المناعة بشكل حاد للغاية في الفئات المتدنية. ويؤدي هذا المستوى المتأجج إلى أضرار جانبية للجسم، إذ يسفر عن زيادة احتمال الإصابة بأمراض أخرى.
وقال الدكتور نواه سيندر- ماكلير ، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، لبي بي سي إن هذه الدراسة "تشير إلى أن أمرا آخر، ليس فقط الأنماط السلوكية للأفراد، يؤدي إلى تدهور الصحة".
وأضاف "نعلم أن التدخين وتناول الطعام غير الصحي وعدم ممارسة التمارين الرياضية ضمن العوامل التي تضر بصحة الإنسان، إلا أن هذه الدراسة تكشف أن المنزلة الاجتماعية المتدنية لها تأثيرها البالغ على صحة الإنسان أيضا".
وقال البروفيسور غراهام روك من جامعة كوليدج لندن لبي بي سي إن "كل الأدلة تشير إلى أن نتائج هذه الدراسة تنطبق على الإنسان".
وأشار إلى وجود أدلة على أن الأشخاص الذي ينتمون إلى طبقات اجتماعيى متدنية تتدهور صحتهم عندما يزداد ثراء الطبقات الأعلى، حتى وإن لم يصبحوا هم نفسهم أفقر.
وأوضح بالقول "إنه أمر لا تفهمه الحكومات. هم يرون أن الأشخاص في القاع يمتلكون سيارات وأجهزة تلفزيون، وبالتالي فإنهم أغنياء جدا مقارنة بالناس في الهند (على سبيل المثال)".
وأضاف "لكن هذا ليس هو بيت القصيد، فهؤلاء يشعرون أنهم في قاع المجتمع".