رفعت تحذيرات أميركية الاستنفار الأمني والعسكري في المغرب، من أجل مواجهة خطر انتحاريين ينفجرون عن بعد ويشكّلون محور خطة بديلة لتنظيم داعش الذي أرغم على تغيير طريقة تنفيذ عملياته الإرهابية باستعمال جيل جديد من القنابل البشرية.
وحسب تقارير سرية عسكرية ، كشفت عن أن تنظيم "داعش" يخطط لتعميم العمليات الانتحارية بواسطة الأطفال، والذي جرّب فعاليتها في سورية والعراق موضحة ان التنظيم الإرهابي يهدف من وراء تجنيد الأطفال، إعداد جيل جديد أقوى من المقاتلين الحاليين يتم تعليمهم ليكونوا هم مستقبل "دولة الخلافة"، وأن الخطة البديلة تقوم على تلقين الأطفال أفكارا متطرفة في سن مبكرة، وذلك وفق مناهج قاسية ، تتضمن عرض تسجيلات عمليات الإعدام العلنية أمامهم ، واستعمال أشرطة الفيديو الخاصة بأعمال العنف.
ويركّز التنظيم الإرهابي في جهوده على شحن الأطفال بمنهج يقوم على التطرف، وتعزيز فكرة أن يصبح هؤلاء الأطفال "أبطال" المستقبل، على اعتبار أنهم لم يختلطوا بالقيم العلمانية والمجتمعات الكافرة، ويشكلون "وسيلة لضمان الولاء على المدى البعيد"، خاصة إذا تم تدريبهم منذ نعومة أظافرهم واستغلال حسن لنيتهم وضعف مداركهم.
وبنى التقرير استنتاجاته على معلومات عسكرية جمعتها المخابرات المركزية الأميركية، أجمعت على أن "داعش" بدأت في الآونة الأخيرة تجريب تجنيد الأطفال تعويضا للخسائر التي لحقتها بفعل تزايد شدة الحرب على مقاتلين من كبار السن، إذ وصفت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى، لجوء "داعش" لتجنيد الأطفال بـ"العمل الخسيس" كاشفة أنه جنّد أكثر من 1100 طفل منذ بداية العام، قتل منهم أكثر من 50 في عمليات تجريبية.
ووصل صدى الخطة الجديدة إلى شمال أفريقيا، إذ كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع إلى دار الإفتاء المصرية، لجوء تنظيم "داعش" الإرهابي إلى تجنيد الأطفال لتنفيذ عمليات انتحارية والتوجُّه لزيادة تجنيد أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 12 و15 سنة أو ما يطلق عليهم "أشبال الخلافة"، لتنفيذ عمليات انتحارية، كما حدث مؤخرا في تركيا، مؤكدا أن ذلك نتيجة الخسائر التي تكبدها التنظيم في العدة والعتاد.
ودعا المرصد إلى ضرورة التوعية بمخاطر انتهاكات التنظيمات الإرهابية تجاه الأطفال، مما يهدّد الأمة والحثّ على التدخل لتحرير الأطفال من البيئات التي يتم فيها استغلالهم وإعادتهم الى حياتهم الطبيعية والنمطية وإشراكهم في نشاطات متنوعة بإشراف كوادر مدربة من الاختصاصيين النفسيين، إضافة إلى تقديم الدعم للأطفال الفارين من جحيم هذه الصراعات والحروب، وهو ما يتطلب منظورا طويل الأمد تجاه الأطفال والبيئات المحلية المتضررة من النزاعات التي يعودون إليها.