متابعة لما نشرته «الوطن» في وقت سابق حول عدم موافقة رئاسة مجلس الوزراء على طلب مؤسسة الدواجن بالحصول على قرض من المصرف الزراعي لترميم العجز المالي الحاصل لديها بسبب الخسارات التي تعانيها المؤسسة يومياً من الارتفاعات السعرية المستمرة لمستلزمات الإنتاج وتقيد المؤسسة بطرح منتجاتها وفق النشرات التسعيرية التي تصدر عن وزارة التجارة الخارجية وحماية المستهلك.
علمت «الوطن» أن رئاسة مجلس الوزراء أعادت النظر بهذا القرار وطلبت من مؤسسة الدواجن رفع مذكرة جديدة تشرح فيها واقع المؤسسة ومتطلباتها لتستطيع الاستمرار بعملها وتحقيق دورها في تأمين وتوفير مادتي الفروج والبيض وتحقيق الاستقرار السعري لهاتين المادتين وعدم تركها رهينة القطاع الخاص والسوق السوداء.
حيث كشفت المذكرة التي قدمتها المؤسسة لرئاسة الحكومة عن طريق وزارة الزراعة وحصلت الوطن على نسخة منها أن أهم مقترح تسعى من أجله المؤسسة حالياً هو ما كانت نشرته الوطن حول الموافقة على منحها قرضاً من المصرف الزراعي التعاوني بقيمة 2 مليار ليرة وهو من القروض التجارية الواجبة السداد بعد 120 يوماً من استلامها وحسب الاتفاق الذي سيتم بين إدارة المؤسسة والمصرف الزراعي، حيث تعاني المؤسسة في ضوء الأسعار الراهنة لمستلزمات الإنتاج والانخفاض الحاد في قيم المخازين العلفية غير قادرة على الاستمرار بالعملية الإنتاجية وتأمين الاحتياجات المطلوبة منها.
كما تظهر الأرقام التي صدرتها المذكرة أن الفروقات السعرية والارتفاعات التي سجلتها قيم المواد العلفية المستهلكة بين العامين 2014 و2015 تجاوزت مليار ليرة، بينما ارتفعت قيمة طن العلف الجاهز بمعدل 49% في العام الماضي على حين وصلت نسبة الزيادة السعرية خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة مع العام 2014 لنحو 106% وأن قيمة طن علف البياض الجاهز حالياً يتجاوز 175 ألف ليرة.
وفي حديث المؤسسة بمذكرتها عن مستلزمات الإنتاج الأساسية لديها أوضحت أن حاجة المؤسسة السنوية من الأعلاف تقدر بـ25 ألف طن من مادة الذرة الصفراء و10 آلاف طن من مادة كسبة فول الصويا و1750 طناً إضافات ومركزات علفية وهي مواد مستوردة بالكامل من القطاع الخاص وتشكل نحو 70-75% من الكلفة الإجمالية لوحدة المنتج.
بينما قدرت المؤسسة حاجتها من مادة المازوت وفق المذكرة نفسها بنحو 3.2 ملايين ليتر سنوياً إضافة إلى حاجة المؤسسة لنحو 200 ألف صوص أمات سنوياً حيث يتم تأمينها من شركات أوروبية وعالمية متخصصة في مجال تأصيل العروق ذات الإنتاجية العالية، كما تم تقدير حاجة المؤسسة من الأدوية واللقاحات والمستحضرات البيطرية بنحو 100 مليون ليرة سورية سنوياً.
وعن واقع المؤسسة التسويقي أظهرت المذكرة أن حجم مبيعات المؤسسة من مختلف منتجات الدواجن كبيض المائدة ولحم الفروج وصيصان التربية بلغت حتى نهاية حزيران الماضي 2.5 مليار ليرة حيث يتم بيع وتسويق منتجات المؤسسة عبر عقود سنوية مع العديد من جهات الدولة كما يتم البيع المباشر للمواطن والقطاع الخاص من خلال صالات ومنافذ البيع التابعة للمؤسسة في مختلف المحافظات.
وبالانتقال إلى الصعوبات التي تعانيها المؤسسة فقد تمحورت حول الارتفاعات المستمرة والحادة لأسعار المادة العلفية ومستلزمات الإنتاج الأخرى الأمر الذي أسهم في زيادة كلفة وحدة المنتج، وخاصة أن ذلك لم يترافق مع ارتفاعات موازية في أسعار منتجات المؤسسة، وهو ما حمل المؤسسة أعباء مالية كبيرة وتآكلاً شبه يومي متواصل في رأسمالها العامل، وعدم تلبية حاجتها العلفية اليومية الذي قد يتسبب بتوقف عملية الإنتاج في المؤسسة وخروج نحو 1500 عامل من الخدمة.