يعد صرف الدواء من دون وصفة طبية، ثقافة سائدة في مجتمعنا وبخاصة في المناطق الشعبية، وتزداد انتشاراً مع ارتفاع أسعار الدواء أو كشفية الأطباء.
في حين أن السلوك الطبيعي الذي يجب أن يسير عليه المريض هو أن يمر على الطبيب ويخضع للكشف ويشخص مرضه ويكتب له الدواء المناسب ومن ثم يراجع الصيدلية لصرفها.
عن مضار هذه العادة تقول الصيدلانية هيام القصار: يغيب عن كثير من المرضى أضرار هذا الأسلوب فهم يلجؤون إلى علاج أنفسهم من خلال تجربتهم لدواء معين أو وصفة مجربة، على حد تعبيرهم من أحد الأصدقاء، تركت أثراً ايجابياً في صحته.. وهناك عدد من الأدوية يتم بيعها من دون وصفة طبية، مثل: أدوية المسكنات للصداع والرشوحات الخفيفة وخافضات الحرارة للأطفال وأدوية الحموضة والنفخة والسعال.. وينطوي إعطاء الدواء عشوائياً للأطفال على مخاطر كثيرة.. إذ إن الكثير من الأدوية يتخلص منها الجسم عن طريق الكبد والكلى، حيث يكونان غير مكتملين في نموهما كما لدى الكبار، كما أن جرعة الدواء تختلف حسب عمر ووزن الطفل، إضافة إلى أن هناك أمراضاً يمنع إعطاء أدوية معينة يعدها الأهل بسيطة لكنها تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطرة.
إلا أن خطورة ثقافة صرف الدواء من دون وصفة تكمن في تكرار تناول أدوية المضادات الحيوية من دون وصفة، لأن الجسم والجرثومة التي يتم علاجها تقاوم هذا الدواء وتصبح لديها مناعة، وبذلك يحتاج مضادات حيوية أقوى لمكافحتها. وتشدد على وجود الوصفة الطبية مع المريض في حال طلبه مضادات حيوية، لأن استخدامها من دون وصفة سيعود بنتائج عكسية على المريض.
فإذا تناول المريض (كورساً) واحداً من هذه الأدوية ولم يأخذ الجرعة اللازمة كاملة ستشكل الجرثومة مناعة ضد هذا الدواء وتالياً سيتأخر الشفاء.
عن الأدوية التي تشدد وزارة الصحة الرقابة عليها ولا تسمح بصرفها من دون وصفة علاجية تقول قصار إنها: «تضم أدوية مسكنات الألم القوية التي قد تقود المريض للإدمان إذا تناولها بشكل مستمر، وبعض أدوية الصداع، والمهدئات والمنومات وبعض أدوية السعال التي تحتوي على مادة منومة، وتؤكد قصار ضرورة مراجعة المريض للطبيب، فهو يشخص الحالة وفق العمر والتاريخ المرضي، ومعرفة إن كان المراجع يعاني أمراضاً أخرى أو يتناول أدوية معينة، ومدى تأثير وصفة أخرى عليه ومراعاة الوضع الصحي العام له.
مشيرة إلى أن اعتماد سياسة صرف الدواء من دون وصفة طبية ربما يحل مشكلة للمريض ويغفل أخرى إذا لم يسبب أعراضاً جانبية في حال كان مريضاً بالكلى أو الضغط أو غيرها.. لذلك فإن فحص المريض وتشخيص المرض هما أهم خطوتين في المراحل العلاجية وليس صرف الدواء.