فازت عضو مجلس الشعب هدية خلف عباس بمنصب رئيس المجلس بالتزكية خلال الجلسة الأولى من الدورة العادية الأولى للدور التشريعي الثاني التي بدأت أمس، بعد ترشيحها من الكتلة الكبرى في البرلمان التي يقودها حزب البعث والبالغ عدد مقاعده 186 مقعداً.
وانطلقت الجلسة أمس برئاسة أكبر الأعضاء سناً عبد العزيز طراد الملحم، وأميني السر الأصغر سناً ديمة سليمان وأنس زريع، فيما اختار الملحم مراقبين اثنين من الحضور تولوا جميعاً المكتب المؤقت وأشرفوا على أداء جميع الأعضاء اليمين الدستورية ثم انتهت مهمة «المؤقت» بانتخاب المكتب الدائم للمجلس وفق أحكام الفقرة أ من المادة الرابعة للنظام الداخلي للمجلس.
وترشحت عباس وحدها لرئاسة المجلس ففازت بالتزكية، ثم ألقت مباشرة أول كلمة لها كرئيسة للمجلس وافتتحتها بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم تعهدت بأن «المجلس سيرفع راية الوطن وكرامة شعبه وسيادة قراره ولن يقبل عن ذلك بديلاً ولن يسكت عن خطأ أو تقصير أو فساد أياً كان مرتكبوه وسنرفع الصوت عاليا للحفاظ على حقوق المجتمع ونحاسب كل الفاسدين، وسنقول شكرا من القلب لكل المخلصين الذين يقومون بواجبهم».
وأضافت عباس: «إن ثقة الشعب لا تقدر بثمن ولا يوازيها إلا رضاه عن نتائج عملنا وسنسعى لنكون خداماً مخلصين لكل الناس وسنعمل على إيجاد الحلول المعقولة لمشاكلهم وتلبية احتياجاتهم وسنتواصل معهم دائماً وسنرفع تحت قبة المجلس راية الأخلاق ونسعى إلى العدالة وإحقاق الحق».
واختتمت عباس كلمتها بتوجيه التحية للجيش السوري قائلة: «معكم وبكم سيبقى الوطن عزيزاً».
وبعدها تم استكمال انتخاب مكتب المجلس الدائم فنجح نجدة إسماعيل آنزور بالتزكية كنائب لرئيس المجلس، في حين انتخب العضوان رامي الصالح وخالد العبود أميني سر بواقع 237 صوتاً و218 صوتاً على حساب المرشح الثالث جرجس عزيز الشنور، وجاء العضوان ماهر قاورما وعاطف الزيبق كمراقبين.
ثم علقت الجلسة إلى الساعة العاشرة صباحاً من اليوم.
وتعد عباس أول امرأة تتولى رئاسة مجلس الشعب منذ عام 1919 حين تشكل أول برلمان وطني متمثل بالمؤتمر السوري ترأسه حينئذ هاشم الأتاسي وكان عام 2003 شهد ولأول مرة في تاريخ الحياة البرلمانية في سورية انتخاب سيدة في مكتب مجلس الشعب أميناً للسر إنعام عباس عضو المجلس المستقلة عن قطاع العمال والفلاحين من محافظة طرطوس.
وحصلت المرأة السورية على حقها في الانتخاب والترشح للمجالس التشريعية قبل معظم النساء العربيات وذلك عبر دستور عام 1953 كأول دستور سوري منح المرأة حق الانتخاب وحق الترشح للمجالس التشريعية أيضاً مثلها مثل الرجل وتصاعد حضور المرأة تحت قبة البرلمان من خمس نساء في الدور التشريعي الأول بين عامي 1973 و1977 من أصل 186 عضواً إلى 31 سيدة في الدور التشريعي الأول بين عامي 2012 و2016 من أصل 250 عضواً.
وعباس من مواليد محافظة دير الزور عام 1958 وتحمل شهادة دكتوراه في الهندسة الزراعية من جامعة حلب وعملت مدرسة في جامعة الفرات وشغلت مناصب منها عضو في المكتب الإداري للاتحاد الوطني لطلبة سورية لفرع المنطقة الشرقية ورئيسة للمكتب الإداري للاتحاد الوطني لطلبة سورية فرع دير الزور الرقة وعضو قيادة فرع دير الزور لحزب البعث العربي الاشتراكي، وانتخبت كعضو في مجلس الشعب للدور التشريعي الثامن بين عامي 2003 و2007، وهي عضو بلجنة المصالحة الوطنية على مستوى محافظة دير الزور.
ويعقد مجلس الشعب ثلاث دورات عادية في السنة الأولى ويجوز دعوة المجلس إلى دورات استثنائية بقرار من رئيس المجلس أو بناء على طلب خطي من رئيس الجمهورية أو على طلب خطي من ثلث أعضاء المجلس.
وأبدى العديد من الأعضاء تفاؤلاً كبيراً في المجلس الحالي باعتبار أن نسبة الجدد فيه كبيرة فأكد عضو المجلس عمر أوسي أن المجلس سيعمل على إصدار قوانين وتشريعات مناسبة تلائم الظروف الحالية معرباً عن تفاؤله الكبير في المجلس الحالي.
وقال عضو المجلس صفوان القربي: إن النقطة الأهم التي يجب التركيز عليها في مجلس الشعب هي الإعلام وكيف من الممكن أن نستفيد من الطاقات الهائلة التي تسهم في إظهار أداء المجلس.
مشاركة