جاء الإعلان بأن تصوير المسرحيّة كان قبل 35 عاماً من اليوم، والبعض أشار إلى أن تصويرها كان قبل أكثر من 38 عاماً!. «بالنسبة لبكرا شو؟» عنوان لعرض مسرحي ركز في الذاكرة صوتيّاً؛ لأننا لم نره كعرضٍ مباشر أو مصوّر، فقد تمّ افتتاح هذه المسرحيّة منذ 1978، وبالتالي لم يتسنَ للعديد منّا أن يفهم مقاطع غامضة من المسرحيّة كانت تأتي بإيقاع الضحكات المتكررة من الجمهور المتلقي، لكن دون تفسير لنا كمستمعين فقط!.
«زياد» إيقاع الفرح
نشاهد اليوم المسرحيّة الكوميديّة الناقدة «بالنسبة لبكرا شو؟» في صالة سينما سيتي في دمشق، ويتابع جمهور الشام المسرحيّة المصوّرة بمشاهدها القديمة، وبمونتاج لعدّة لقطاتٍ مأخوذة من أكثر من تصويرٍ لها، وقد ذكر الفنان زياد الرحباني في وقتٍ سابق أن تصوير المسرحيّة في ذلك الحين لم يكن بقصد أن تُعرض على الجمهور؛ بل كانت بقصد مراقبة أداء الممثلين، إلا أن فكرة الاستفادة من هذه الشرائط جاءت مؤخراً فعولجت سينمائيّاً لمدّة تقارب 3 سنوات ليتقرر عرضها في بداية العام 2016 كافتتاح أول في بيروت. وبفرحٍ شديد تأتي المتابعة، فالمزيد من الضحكات تعلو وتعلو، وهكذا إيقاع الفنان «زياد الرحباني» لدينا دائماً.
إلينا جاء
نتابع اليوم هذه المسرحيّة التي تمّ تصويرها في السابق والدقة ليست كما يجب، والصوت يخزّ الآذان في كثير من الأحيان، ولكن انتظرنا طويلاً بعد أن أعلن الفنان «زياد الرحباني» عن رغبته في طرح المسرحيّة مصوّرةً، لعدم إمكانية عرضها من جديد على المسرح، فالممثلون في غياب بين من رحل عنا، وبين من اعتزل، وبين من انشغل، ولكن في النهاية بقينا نترقب إلى أن جاء إلينا العرض فعلاً إلى صالة سينما سيتي.
مشهد واقعي
يبدو أن مونتاج المسرحيّة جاء بصعوبة بالغة لأن كثيراً من المشاهد مأخوذة – كما أشرت – من أكثر من تصويرٍ للمسرحيّة، فتتباين الألوان ولا تنسجم في مراتٍ كثيرة، وعلى الرغم من ذلك فإن المسرحيّة جديرة بالمتابعة البصريّة والاستمتاع بها كثيراً، فرؤية الممثل «زياد الرحباني» بذلك النشاط؛ وكان في العشرينيات من عمره، مغرٍ جداً، بهذا الجسد النحيل، والليونة العالية، والمقدرة على القفز، والتنقل بسرعة في لحظاتٍ قصيرة على خشبة المسرح، ورؤية الفنان «جوزيف صقر» وهو يؤدي أغنياته بكلّ هذا الجمال على الخشبة والتي طالما رددناها مثل: «البوسطة»، و«عايشة وحدا بلاك»، و«اسمع يا رضا»، إضافة للممثلين جميعاً، الذين يشتعلون بالحبّ والنشاط والتفاعل لنكون أمام مشهد واقعي في أحد بارات الشرق.
موافقة أو تأسف
تطرح مسرحيّة «بالنسبة لبكرا شو؟» مجموعة من الأسئلة والقضايا المهمّة، والتي ما زلنا نعاني منها إلى يومنا هذا! فمن العنوان أولاً نتمكن من قراءة السؤال الجدلي الذي يزفنا بمجموعة من الأجوبة اللا منتهية في حياتنا، إضافة إلى طرح مشكلة الفقر التي تعاني منها الأسرة العربيّة، حتى لو كانت أعمدتها الأساسية تعمل وتكدح، فالأجور قليلة وفرص العمل صعبة، ولاسيما لمن لم يحرز شهادة علميّة عالية، وكذلك تسلّط ربّ العمل وأصحاب رؤوس الأموال على الطبقة الفقيرة، والتذاكي في الاستغلال والسيطرة عليهم، وأيضاً الوصول لمرحلة مقايضة الجسد بالمال، وتشتت العائلة بأفرادها الكبار والصغار، وارتفاع الأسعار، والتطرق لغشّ أصحاب المطاعم، والتلميح من بعيد لذلك، وتفكير الناس بالسفر، وأسباب مباشرة تضطرهم لذلك، والمزيد من القضايا التي تنطق بها هذه المسرحيّة بطريقة كوميديّة استعراضية لا يسع من يشاهدها إلا الضحك وهزّ الرأس بالموافقة أو التأسف.
بطاقة
«بالنسبة لبكرا شو؟» عرض مسرحي من تأليف وإخراج وتمثيل «زياد الرحباني» في دور «زكريا»، ومن تمثيل: «جوزيف صقر» في دور «رضا»، و«نبيلة زيتونة» في دور «ثريا»، و«رفيق نجم»، و«بطرس فرح»، و«غازاروس ألطونيان»، و«فائق حميصي»، وغيرهم. ومن الجدير بالذكر أن مسرحيّة أخرى للفنان «زياد الرحباني» من الممكن أن نراها قريباً في صالات ودور السينما العربيّة وهي مسرحيّة «فيلم أميركي طويل».
الوطن