عمليات وضع الطفل المتكررة وعادات التدخين ليست لوحدها المسئولة عن نشوب مشكلة تسرّب البول اللاإرادية التي تُحرج النساء العاملات وتوقعهن في أزمة نفسية بعد تحجيم نشاطهن اليومي. إنّما تُلقى التهمة أيضا في جزء كبير على البدانة التي ترفع خطر الإصابة بالسلس البولي 5 أضعاف.
فكلّما كانت المرأة بدينة كلمّا أخذت تضعف عضلات وأربطة الحوض السفلية والعِجان Périnée التي يرتكز عليها ثقل المثانة ومجرى البول والرحم والمهبل. وهكذا يحصل ما يُسمّى هبوط المثانة عن موضعها الطبيعي في الحوض مما يجعل المرأة تفقد البول بصورة خارجة عن إرادتها عند عمل مجهود عادي مثل صعود الدرج والمشي والضحك والكحة والعطس.
إنمّا ما يستحق التشديد عليه هنا هو أنّ خفض الوزن بنسبة 10% لدى المرأة السمينة يساعدها لاحقا في تقليص وتيرة حدوث التسرب البولي بنسبة 50% شرط أن توقف التدخين وتقم بممارسة رياضات مقوّية لعضلات العِجان مثل الرياضة المائية Aquagym وركوب الدرّاجة الهوائية. إنّ النسوة اللاتي سئمن من وضعهن الصحّي لكثرة مضايقتهن من رائحة البول وقلّة الإنعام بالراحة، لا يلزمها إلا العلاج الجراحي الذي يعتمد على فكرة تدعيم عضلات وأربطة أسفل الحوض لرفع المثانة ومجرى البول إلى وضعهما الطبيعي في الحوض.
ولقد تمّ تطويرعدّة طرق لتحقيق هذه الأغراض بصورة جراحية لكن الثورة الحقيقية في علاج هذا النوع من السلس البولي حصلت عام 1990 بفضل البروفسور السويدي Ulf Ulmsten الذي استنبط طريقة حديثة وسهلة التنفيذ تسمى الشريط المهبلي.
تعتمد فكرة الشريط المهبلي على أساس أن ضعف الأنسجة التي تحيط بمجرى البول تؤدي إلى التبول اللاإرادي وأن وضع الشريط المهبلي حول الثلث الأوسط من مجرى البول سيوفر دعامة مماثلة للدعامة الطبيعية للأربطة وعضلات الحوض السليمة.
يُشار هنا إلى أنّ البدانة، مرض العصر الجديد، ازدادت بشكل لافت في العقود الأربعة الأخيرة ويترنّح اليوم تحت ثقلها نحو 650 مليون إنسان حول العالم. ففي دراسة بريطانية صادرة في مجلّة Lancet مطلع شهر نيسان/أبريل 2016، حذّر البروفسور Majid Ezzati من أن تطال السمنة المفرطة ربع سكّان الأرض في غضون عام 2025 إن لم تُكثّف الجهود على المستوى العالمي عبر تنفيذ سياسات هادفة إلى تقليص البدانة عن طريق خفض أسعار الأغذية الصحيّة وفرض الضرائب على الأطعمة الجاهزة والسكاكر والمواد الغذائية كثيرة الدسم. علما أنّ العلاجات الطبية والأدوية المنحّفة ليست كافية لوحدها للحدّ من السمنة إذا استوعبنا أنّها تطال اليوم واحدا من كلّ عشرة رجال وامرأة من كلّ سبع نساء