لا تزال الصحف العربية بنسخها الورقية والإلكترونية تهتم بظاهرة الإرهاب المتفاقمة بعد هجمات بروكسل وغيرها من الهجمات في بغداد وسيناء.
وفى الوقت الذى يتحدث فيه بعض الصحف عن تمدد تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف باسم داعش، منذ عام 2014 عقب اجتياحه مناطق واسعة من سوريا والعراق وإعلان خلافة إسلامية تحت قيادة زعيمه أبي بكر البغدادي، ترى صحف أخرى أن هذا التنظيم أصبح يمثل "الرمز الأبرز ولربما الأوحد للحرب العالمية الثالثة".
وحذر بعض الصحف من مغبة تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا، قائلة إن المسلمين في أوروبا والغرب هم من سيدفعون الثمن.
"تجاوز الحدود الجغرافية"
يرى سفيان الشوا في جريدة الدستور الأردنية أن تنظيم الدولة الإسلامية أثبت أنه "من أكثر الحركات الجهادية العالمية تطوراً وتنظيماً سواء على المستوى الهيكلي التنظيمي أوالفعاليات الإدارية".
ويرصد الكاتب تمدد تنظيم الدولة الإسلامية بشرياً من خلال جذب "الأجانب الذين أشهروا إسلامهم أو الذين هم من أصول عربية وولدوا في أوروبا".
ويقول: "بكل أمانة وحيادية نجد الأوروبيين الذين انضموا إلى الدولة الإسلامية هم من الشباب الذي همش دوره في المجتمع الأوروبي بل إن كثيراً منهم لم يجد فرصة للعمل في بلده وذلك من عيوب النظام الرأسمالي".
ويدين عبد الله الأيوبي في جريدة أخبار الخليج البحرينية الدول الأوروبية زاعما أنها لعبت دوراً كبيراً في تنامي الإرهاب وجماعاته "فهي التي أسهمت وشاركت في تدمير مستقبل شعوب بعد أن أسقطت أوطانها في وحل الاقتتال الطائفي والعرقي".
ويحذر الكاتب من تمدد الإرهاب جغرافياً، قائلا: "إن تصاعد الجرائم الإرهابية وعبورها إلى القارة الأوروبية بكل قسوة وقوة وتخطيط غير مسبوق، ينمُّ عن أن التشكيلات الإرهابية، وبعد أن تمَكَّنت ومُكِّنت من خلق الأرضية الصلبة والقوية لبنيتها القتالية من خلال وجودها القوي في مناطق مثل العراق وسوريا وليبيا، باتت على قناعة بقدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية لأنشطتها".
ويسير سعود السمكة في جريدة السياسة الكويتية على المنوال نفسه متهماً الدول الغربية بتوفيرها جذور الإرهاب منذ وعد بلفور عام 1917، ويتساءل: "ألست أنت أيتها الحكومات الغربية والإدارات الأمريكية من تسبب بهذه المآسي للشعوب العربية منذ الحرب العالمية الأولى سنة 1914 أي منذ مئة عام؟"
"الحرب العالمية الثالثة"
في الوقت نفسه، ترى صحف عربية أن إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية بات يمثل "الحرب العالمية الثالثة" التي يسميها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفاؤه ﺑ"حرب الإرهاب".
ويؤكد منار الرشواني في جريدة الغد الأردنية أن العالم أجمع يخوض تلك الحرب ويرى أن إنهاءها لابد أن يكون عن طريق "إصلاحات فعلية في بلدان العالم العربي، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. وهذه لا يمكن أن تتحقق، بحكم حقائق الجغرافيا والمساحة والموارد والديموغرافيا، من دون تعاون وتكامل إقليميين، على المستوى العربي، كما بين المنطقة والجارة الأوروبية المتضررة مباشرة من أزماتنا ومآسينا".
ويدين غانم النجار في جريدة الوسط البحرينية "المنظومة الدولية" لتعاملها ﺑ "استهتار مع واقع الحال المتردي".
ويقول: "أصبح لمعظم أنظمة المنطقة متطرفوها وإرهابيوها، يتم استخدامهم حين الحاجة أو غير الحاجة. وأصبحت المنطقة مزدحمةً بالتدخلات الأجنبية، والحروب، وتفريخ المنظمات المتطرفة التي قد تكون تعمل لحسابها، وصار لدينا إرهاب خاص وإرهاب عام".
"من يدفع الثمن؟"
ويشير ياسر محجوب الحسين في جريدة الشرق القطرية إلى أن الفوبيا الأوروبية من الإسلام ستتزايد بعد هجمات بروكسل الأخيرة مؤكداً أن "تنظيم الدولة الإسلامية أكبر مدمر للقيم الإسلامية السمحة، فالحديث عن عالمية الإسلام لا يعني وحدته السياسية بل تعني وحدته الشعورية ولا تعني القضاء على الثقافات الشعوبية أو فرض نظام سياسي، بل تعني سيادة الإسلام روحاً وفكراً".
ويضيف: "وجدت جماعات اليمين المتطرف ضالتها في هذه العمليات التي يرفضها كل صاحب نفس سوية، لتخدم أجندتها المعادية لوجود الجاليات الأجنبية خاصة الإسلامية مستغلة حالة الهلع التي ضربت أوروبا."
أما سعد بن عبد القادر القويعي فيؤكد في جريدة الجزيرة السعودية أن اعتراف تنظيم الدولة الإسلامية بالوقوف وراء هجمات بروكسل سيزيد من "العداء للإسلام و المسلمين"، ويحذر من الإسلاموفوبيا، أو "العداء لكل ما هو إسلامي"،
ويضيف القويعي أن ذلك "قد ينسحب على كل القرارات التي تمتطي هذا السلوك خارج هذه المناطق على الصعيد العالمي؛ للتعبير عن ظاهرة الإرهاب، أو الخوف المرضي من الإسلام، واستغلاله أيديولوجيًّا؛ لتعبيد الطريق أمام الحملات القادمة على الإسلام، بعد أن دخل في أجندة وسائل الإعلام الغربية"
بي بي سي