تشارك أم حسن بجمعيات طوال العام حتى تأخذها في نهاية الموسم الشتوي لتشتري الثياب الشتوية ذات السعر المرتفع، ولاسيما إن كانت ماركة أجنبية، لأنها تريد أن تتبضع كل ما تريده من دون أن تشعر بالغبنأما مروة التي تقضي أياماً طويلة في البحث عن منتج يرضي ذوقها في الشراء، فهي ليست الوحيدة التي تعاني لشراء وإن كان دبوساً للشعر على حد قولها فالمهم أن تشعر بلذة أنها اشترت سلعة ثمينة بسعر أقل وهو ما تسميه «لقطة».وقالت السيدة راميا قويدر إنه رغم التخفيضات التي اعلنت عنها بعض المحال إلا أن الأسعار ما زالت مرتفعة ولا تناسب أصحاب ذوي الدخل المحدود.
بدورها ذكرت الطالبة الجامعية حلا أنها مثل كل الشابات تنتظر موسم التخفيضات لتشتري بعض حاجاتها ولا سيما الجينز والكنزات الفليس التي تستخدم في كل الأوقات دون النظر إلى الماركات أو الفخامة لافتة إلى أنها جالت في أغلب الأسواق ووجدت أن سعر القطعة نفسها يختلف من سوق لأخر حسب المكان.
وتوضح السيدة نور المقيمة في دمشق، أن الأسعار عملياً لا تزال مرتفعة وأن أغلب القطع التي خفضت أسعارها هي من الموسم الماضي أو نوع ثاني من حيث نوع القماش وإتقان الصنع.وأضافت أن المعطف النسائي بلغ سعره 12 ألف ليرة سورية بعد تخفيض 50% في أحد المحال، في حين بلغ سعر الكنزة الشتوية 4000 ليرة بعد تخفيض مشابه، أما الأحذية فقد وصل سعر الحذاء لـ5000 ليرة بعد التخفيض أيضاً.
من جهتها، قالت لمى من دمشق “إن الأسعار في المحلات التجارية صاحبة العلامات التجارية المشهورة باتت غير معقولة إذ تتجاوز أسعار القطع في بعض المحال ستين ألف ليرة سورية، حيث يعمد بعض أصحاب العلامات التجارية المشهورة للبيع والشراء بالدولار فقط، في حين يعمد آخرون على التعامل بالليرة ولكن بالتوازي مع سعر صرف الدولار”.
تبين الدكتورة هناء البرقاوي اختصاصية اجتماعية أن الخروج من المنزل لانتقاء المطلوب في موسم التخفيضات، يعد كموسم المونة التي نمونها من موسم إلى آخر، ونستغل كل يوم من فترة التنزيلات، وهذا ما دعا بعض أصحاب المحال إلى التلاعب بأسعار موسم التنزيلات.
وجهة نظرهم
الملابس الشتوية، الحرامات الشتوية، والقبعات والشالات وكل ما تحويه من مواد الفرو والصوف المستورد، عليها تصفيات آخر الموسم ككل البضاعة، يعترف صاحب أحد المحلات عماد منذر أن ربحه في موسم التنزيلات يعادل ربحه في العام كله، ويجد أن تشابه موسم التنزيلات مع موسم الأعياد وإقبال الأسر على الشراء زاد من جشع التجار في هذه المواسم.
وهو ما يوافقه فيه معاون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق محمود الخطيب الذي أكد أن التجارة الداخلية حددت أربعة أشهر من كل عام لتخفيض أسعار السلع نفعاً للزبون والتاجر كي لا تكسد بضاعته عاماً كاملاً وتشجيعاً للإنتاج، وتشجيعاً للزبون للإقبال على شراء السلع.
للأطفال أيضاً
من الممتع أن نصطحب الأطفال للتسوق في الأعياد والمناسبات، بحسب البرقاوي التي بينت أن التسوق يدخل السعادة والفرح في نفوس الأطفال، الذين يفرحون لمجرد أن يروا العربات الملونة التي تبيع المأكولات الطيبة، وأضافت أنه من المهم جداً أن نبين للطفل أن التسوق هو حاجة ضرورية وليس رغبة، كي يعتاد على حس المسؤولية، وهو ما شددت عليه البرقاوي وتفضل التسوق بعيداً عن المناسبات والأعياد لأن التجار يتلاعبون بالمواطنين ويبيعون السلع الكاسدة.
يوم لحماية المستهلك
مددت التجارة الداخلية موسم التنزيلات إلى نهاية شهر آذار بسبب أعياد الأم والمعلم والفصح المجيد، بعد أن كانت ليوم 15 آذار الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق المستهلك، وفقاً لمعاون مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محمود الخطيب الذي أكد ضرورة ألا تقل التنزيلات عن 20% من سعر القطعة، وإن التخفيضات لا تنحصر في البضاعة الشتوية بل تشمل كل السلع التجارية المطروحة في السوق، والجهات الرقابية تضبط موسم التنزيلات عبر جولات مفاجئة على السوق.
بعض النساء يتهمن بالسطحية لأنهن يقضين وقتاً طويلاً في البحث عما يردنه، فالتسوق ترفيه، عند بعض العائلات الميسورة، وعند المستورة هو حاجة ملحة تأتي في وقتها، بحسب البرقاوي.
عدة مصادر