تؤمن التشكيلية الشابة رينال ركاب بأن للفنان دوراً مهماً في محيطه الاجتماعي يتجاوز ما ينتجه من أعمال فنية فردية تسهم في الحراك الفني التشكيلي إلى مبادرات مجتمعية تترك أثرها على الذائقة البصرية والجمالية للناس بمختلف شرائحهم عبر أعمال تنفذ وتعرض في الشارع أمام الجمهور وقد عملت ومازالت على عدة مبادرات لتحسين الواقع الجمالي في الشارع السوري.
وعن المبادرة التي تعمل على تنفيذها حالياً في مدينة السويداء مع مجموعة من الفنانين الشباب تقول ركاب في حديث لسانا: ” هذه المبادرة شبابية تطوعية بدأت عبر الرسم على حاويات القمامة بهدف التوعية بأهمية النظافة وتغيير واقع الشارع والهدف الأهم رفع مستوى الثقافة البصرية وإيجاد حلول للتلوث البصري الحاصل وشعارنا الدائم تحويل القبح إلى جمال”.
وأوضحت ركاب أن مبادرتها أقيمت بالتعاون مع الجمعية السورية للتنمية مبينة أن بلدية السويداء تعاونت مع المبادرة بإعطاء مكان للعمل فيه حيث يتم تنفيذ رسومات بسيطة على الحاويات بألوان زاهية قريبة من رسوم الأطفال.
وفريق عمل المبادرة يضم حسب ركاب ” لين المسوتي ونانسي الأشقر” الحاصلتين على ماجستير في الفنون الجميلة و” مادلين عامر وسوزان أبو عاصي وشادي رحروح وسوزان رضوان ” خريجي كلية الفنون الجميلة و” مروة سابق ورنيم عماد وأيهم البني و بهاء قاسم وهاشم خداج وأشرف صبح وبهاء الشوفاني” الطلاب في الكلية.
ولفتت ركاب إلى أن لديها مجموعة من الأفكار الأخرى التي تصب في ذات السياق الاجتماعي بانتظار الدعم مؤكدة أن هدف هذه المبادرات تكريس الجمال في كل مناحي الحياة في سورية.
التشكيلية الشابة ترى أن الفنان هو دعامة الوطن ومحور الإبداع فيه ودوره هو الأبرز في الحفاظ على جماله وآثاره وتقول: “وطننا بحاجة لنا في كل وقت والآن هو بأمس الحاجة لنا لإثبات وجودنا وخاصة في ظل ما تتعرض له الآثار ومعالم الحضارة فيه من تدمير ممنهج على يد الإرهاب” مؤكدة أن سواعد أبناء سورية تصنع المعجزات.
وتشير ركاب إلى أن التنوع الفني بالنسبة للفنان ضرورة تتحقق بالتبادل الفكري والصور الذهنية لأن الغنى البصري والفكري بنظرها هو الذي يصنع الفن.
وعن علاقتها باللوحة وأثر الأزمة على عملها الفني تقول ركاب: ” علاقتي بلوحتي هي علاقة انسجام وتفاعل للتعبير عما يدور داخلي من تفاعلات ذاتية واجتماعية والتي أقيم من خلالها وعبر الخطوط والألوان جسراً بيني وبين المتلقي”.
وتتابع.. ” الحرب على سورية أوجعتني كما أوجعت الجميع لكنها صقلتني ففي البداية كنت أقف متفرجة أنتظر انتهاء الأزمة لكن بعد وقت عرفت أن الوطن ينتظر منا أن نقدم له عملنا وإصرارنا على إنجاز أهدافنا وطموحاً بسواعدنا وأن لا ننتظر حلولاً من الخارج”.
وتقول المدرسة في كليتي الفنون الجميلة في دمشق والسويداء: ” دفعتني الحرب على وطني لأسعى بكل الوسائل لإبقاء ما أقدم من فن موجوداً وحياً من خلال لوحتي أو بحثي في الماجستير أو من خلال طلابي فنجاحهم نجاح لي”.
وترى ركاب أن الحركة التشكيلية السورية بطيئة في تطورها نتيجة الظروف الصعبة التي يمر بها الفنانون السوريون وبالرغم من ذلك هناك الكثيرون من الفنانين المهمين في سورية يسعون للنهوض بالتشكيل السوري بشكل مستمر وهذا واجب كل الفنانين.
وتشير إلى أن الفنان السوري مبدع أينما وجد ولكن الهوية والتمسك بالأرض هو الأبقى