استبق نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم انطلاق الجولة الثانية من محادثات جنيف المقررة غداً، بتحذير المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا من «الفشل» إذا خرج عن «الحيادية والموضوعية» بعدما شدد المعلم على أن الأخير «لا يحق له تحديد جدول أعمال المحادثات» وخاصة بحث مصير الرئيس بشار الأسد، واصفاً وزير الخارجية السعودي بأنه «تافه».
وشرح المعلم خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الخارجية بدمشق أمس بأن المرحلة الانتقالية بحسب مفهوم الحكومة السورية «هي الانتقال من دستور قائم إلى دستور جديد ومن حكومة قائمة إلى حكومة فيها مشاركة من الطرف الآخر أما مقام الرئاسة فهو ملك للشعب السوري حصراً».
كما حدد المعلم مدة «صبر» لن تتجاوز الأربع والعشرين ساعة لوصول وفود المعارضة ودخولها مبنى الأمم المتحدة والبدء بالحوار، وذلك بعد أن كان وفد الحكومة السورية قد انتظر في الجولة الماضية 6 أيام دون أن يكون هناك وفد أو وفود معلنة من قبل دي ميستورا للتحاور معه، ما أدى برئيس الوفد بشار الجعفري إلى الطلب رسمياً من المبعوث الأممي لائحة بأسماء وعدد الوفود المشاركة، إلا أن الأخير عجز عن تسليمها.
وشدد المعلم على أنه وحسب الوثائق الأممية «لا يحق لدي ميستورا اقتراح جدول أعمال، وهذا ما يجب أن يتم التوافق عليه بين المتحاورين لأن الحوار بالأساس سوري سوري وبقيادة سورية»، بعد تصريحات للأخير الأربعاء الماضي أكد فيها أن مباحثات الغد ستتناول «الحكم والدستور والانتخابات النيابية والرئاسية التي ستجري خلال 18 شهراً»، التي شدد المعلم على أنها تنحصر في «البرلمانية» في حين أن الانتخابات الرئاسية «حق حصري للشعب السوري»، وأضاف: «لذلك أقول لدي ميستورا لن نقبل بعد الآن خروجك عن الموضوعية لإرضاء هذا الطرف أو ذاك» ونصح المعارضة التي تصر على تنحية الرئيس «ألا يأتوا إلى المحادثات» لأن الرئيس «بشار (الأسد) خط أحمر».
وأكد المعلم أن دمشق ستسعى «لإنجاح دي ميستورا وإذا هو رفض أن ينجح فهذا شأنه»، معبراً عن تفاؤله باقتراب إيجاد حل للأزمة اعتماداً على «إنجازات قواتنا المسلحة وعلى المصالحات الجارية ودور محور المقاومة وليس اعتماداً على ما سينجز في جنيف».
وشدد المعلم على ضرورة أن تشمل المحادثات «أكبر شريحة من المعارضات»، ومشاركة الأكراد منتقداً بشدة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير واعتبره «تافهاً» تعليقاً على تصريحات الأخير تجاه رحيل الأسد إن بالمفاوضات أو بالقوة.
بالمقابل قال دي ميستورا، في حديث صحفي نقلت وكالة الأنباء الفرنسية مقتطفات منه إنه قرر بنفسه أن يبدأ يوم الغد العد العكسي للأشهر الـ18 اللازمة لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية «كما اعتبر أن بدء المحادثات دون إشراك الأكراد «سيكون دليل ضعف من الأسرة الدولية» وانتقد معارضة تركيا لإشراكهم.
في سياق متصل علمت «الوطن» أن تعديلاً طفيفاً طرأ على تشكيلة الوفد بإضافة كل من أسامة دنورة وعبد القادر عزوز بدلاً من عمار عرسان ورفاه بريدي، ووفقاً لمصدر سوري مطلع فإن التبديلات الحاصلة على تشكيلة الوفد روتينية وقد تحصل في كل جولة من جولات جنيف ولا تحمل أي دلالة، كما أنه لم تتم دعوة أي شخص من معارضة الداخل.
وعلمت «الوطن» أن وفد المعارضة المعروف باسم وفد «لوزان» والمدعوم من موسكو، وصل عدد من أعضائه ويصل من تبقى غداً أيضاً إلى جنيف، ويتضمن الوفد كلاً من قدري جميل ورندة قسيس ونمرود سليمان ومازن مغربية وسليم خير بيك وفاتح جاموس وعباس حبيب وماجد حبو، بعد انسحاب هيثم مناع لعدم دعوة صالح مسلم والمجموعة الكردية بناء على ضغوطات تركية، وجميعهم تلقوا دعوة للحضور إلى جنيف، علماً أنه وخلال الجولة السابقة استقبلهم دي ميستورا بعد أن علق الحوار.
وعقب ساعات من حديث المعلم وصل بعد ظهر أمس رئيس وفد معارضة الرياض أسعد الزعبي برفقة «كبير مفاوضيهم» محمد علوش المنتمي لتنظيم جيش الإسلام، لكن دون ورود معلومات حول توقيت وصول بقية الوفد وأسمائه وتوقيت الموعد الذي حدد مع دي ميستورا وإن كانوا سيذهبون إليه أم يكتفون بالإقامة في الفنادق، على حين نقلت قناة «العربية الحدث» عن المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة» منذر ماخوس قوله: إن «كلام المعلم عن رفض انتقال السلطة ما هو إلا مسامير في نعش المفاوضات»، في حين قال مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة بجنيف أليكسي بورودافكين: «إن على المعارضة السورية المتشددة أن تتخلى عن مطالبها بالتنحي الفوري للرئيس الأسد من منصبه».
الوطن