تحدث تقرير نشره موقع «نيو إيسترن آوت لوك» عن ازدواجية السياسة الأوروبية في التعامل مع القضايا الدولية، وخاصة ما يصيب المنطقة من إرهاب وذلك من أجل الاستفادة من تبعات ذلك وتسخيره لمصلحتها الخاصة، مضيفاً: أوروبا أصبحت تعيش أوضاعاً صعبة بعد تفاقم أزمة اللاجئين وعودة بوادر الأزمة المالية، والتحول الكبير في التحالفات الإقليمية والدولية، مشيراً إلى محاولتها تغذية الصراعات الإقليمية اقتصادياً وسياسياً من أجل الاستفادة من العروض الاقتصادية.وأشار التقرير إلى القرار الأوروبي حظر بيع السلاح لمملكة بني سعود لأن النظام السعودي يقتل الأبرياء في اليمن، حيث دعا البرلمان الأوروبي الدول الأعضاء للالتزام بهذا الإجراء والاستفادة من العروض الإقليمية الأخرى في استيراد مشتقات الطاقة والمواد الأخرى، لكن أوروبا لم تشر إلى التورط السعودي بالحرب على سورية في إطار حيثيات حظر بيع السلاح لنظام بني سعود، وهذا دليل على أن الواقع الإنساني لا يعنيها كثيراً، مستغلة هذه الأحداث لمصلحتها الخاصة، فقد أصبح هناك إدراك أوروبي متنام بأن الصراع بين القوى الإقليمية في المنطقة سيسمح لها بالاستفادة من أسعار النفط المنخفضة التي تشكل عنواناً عريضاً للصراع الإقليمي والدولي معاً.
ولفت التقرير إلى أن أوروبا تنظر بحذر شديد لتطور الأحداث في المنطقة والدور الإيراني الصاعد في السوق العالمية، وخاصة بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات، فيما تسعى أوروبا لتطوير مضامين العلاقة مع إيران سياسياً واقتصادياً، حيث وقّعت عدة اتفاقات وعقود تجارية لاستجرار النفط الخام والغاز الإيرانيين وبالتركيز على التعامل باليورو حصراً والذي قدم لطهران فرصة ذهبية لإبعاد الدولار عن تعاملاتها الأوروبية في كل المجالات وهذا يشير- كما يضيف التقرير- إلى السعي الإيراني لصياغة وتشكيل فضاء مستقل للسياسة الإيرانية المالية والاقتصادية في السوق الدولية عموماً والأوروبية خصوصاً.
وتطرّق التقرير إلى أن السعودية الداعمة للإرهاب في سورية والعراق تسعى للاستمرار بالسيطرة على السوق العالمية للنفط الخام من خلال سياسة تخفيض الأسعار رغم أنها تؤثر في اقتصادها سلباً وأن النفط الخام الإيراني أصبح يأخذ طريقه للسوق الأوروبية من خلال اتفاقات موقعة وبأسعار منافسة لمثيلاتها في المنطقة، إذ إن النفط الإيراني الثقيل الذي يكلف 1,25 دولار هو أقل تكلفة بكثير من مثيله السعودي وسيصل للدول الأوروبية وبتعاملات مصرفية بالعملة الأوروبية حصراً.
واختتم التقرير بالقول: إن الاستفادة الأوروبية من انخفاض الأسعار، واشتداد التنافس بين القوى الإقليمية وسط تراجع اقتصادي كبير في الموارد والمصادر المالية، يجعلانها طرفاً انتهازياً يعتاش على تبعات التنافسات الإقليمية والدولية بعد أن كانت أوروبا قوة دولية قادرة على فرض قرارها المستقل والمحايد إذا أرادت.
تشرين