لم ينجح الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما في تخطي خلافاتهما بشأن سورية، على الرغم من «تقييمهما الإيجابي» لـ«اتفاق ميونيخ»، واتفاقهما على دعم جهود فريقي الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار في سورية، وأهمية التنسيق العسكري لضرب التنظيمات الإرهابية وبالأخص تنظيم داعش. وبعد محادثات «صريحة» بين الرئيسين صدر بيانان منفصلان عن الكرملين والبيت الأبيض. في بيان الكرملين تشديد روسي متجدد على «ضرورة إقامة الجبهة الموحدة لضرب الإرهاب»، أما بيان البيت الأبيض فكرر مطالبة روسيا بعدم قصف «مجموعات المعارضة».
في التفاصيل اتصل أوباما بنظيره الروسي لبحث نتائج اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسورية في مدينة ميونيخ الألمانية. وأصدر الكرملين بياناً، نقله موقع «روسيا اليوم»، ذكر فيه أن الرئيسين تطرقا إلى سبل التسوية السورية والأوضاع في أوكرانيا، حيث أشادا بنتائج اجتماع ميونيخ، الذي «أكد الالتزام بقرار مجلس الأمن (2254)، وتطبيق بنوده، بما يشمل النواحي الإنسانية وصياغة نظام لوقف إطلاق النار، ويخدم دعم إطلاق عملية سياسية حقيقية» في سورية.
وقبل أيام أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن مجموعة الدعم الدولية لسورية، اتخذت في نهاية اجتماعها في مدنية ميونيخ الألمانية قراراً بوقف «العنف» في سورية خلال أسبوع، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة فورًا، وأن مجموعة عمل جديدة، تحت رعاية الأمم المتحدة، وبرئاسة الولايات المتحدة وروسيا، ستبدأ بدءاً من الأسبوع المقبل، تطوير وسائل وقف العنف والهجمات بشكل دائم وشامل.
وأعرب الزعيمان حسب البيان الروسي، عن دعمهما لجهود فريقي الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار في سورية، ومتابعة الأوضاع الإنسانية عملاً بقرار مجلس الأمن الدولي ذي الرقم (2254). كما أوضح البيان أن بوتين وأوباما «اتفقا على تفعيل التعاون من خلال القنوات الدبلوماسية وهيئات أخرى بهدف تطبيق اتفاق» ميونيخ.
وشدد الرئيسان، على أهمية التنسيق العسكري بين موسكو وواشنطن، بما يخدم مكافحة تنظيم داعش وغيره من الزمر الإرهابية، لكن بوتين جدد تأكيد «أهمية قيام جبهة موحدة في وجه الإرهاب، بمعزل عن المعايير المزدوجة»، وهو ما ترفضه واشنطن، كما طالب وبشدة بـ«إطلاق اتصالات مكثفة بين وزارتي الدفاع الروسية والأميركية، بما يتيح مكافحة داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية بشكل ممنهج وناجح».
ووصف بيان الكرملين المحادثة بـ«الصريحة».
في المقابل أصدر البيت الأبيض بياناً عن المحادثة الهاتفية بين أوباما وبوتين. وذكر البيان أن الأول دعا الأخير إلى وقف الضربات الجوية التي تستهدف قوات المعارضة.
وشدد أوباما بحسب البيان الأميركي، على أن «من المهم من الآن وصاعداً أن تضطلع روسيا بدور بناء عبر وقف حملتها الجوية على قوات المعارضة المعتدلة في سورية»، مع ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى المناطق المحاصرة.
في سياق متصل، شدد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف على ضرورة العمل في سورية ضمن إطار اتفاق ميونيخ، مؤكداً رفض بلاده التام خطط بعض الدول الداعمة للإرهاب للتدخل البري في سورية وحذر من أن خطوة كهذه «قد تثير حرباً حقيقية ومستدامة. وشدد على أن لا أحد يريد حرباً جديدة في المنطقة على حين إن التدخل العسكري البري ليس إلا حرباً حقيقية طويلة الأمد.
وأصر على أن الرئيس بشار الأسد هو القوة الشرعية الوحيدة في البلاد. وقال: «يمكن أن تكونوا موافقين أم لا فإنه الرئيس» بحسب تعابيره التي ترجمت إلى الإنكليزية. وأضاف: «وإذا تم إخراجه فستعم الفوضى، كما رأينا ذلك أكثر من مرة في بلدان عدة في الشرق الأوسط».