صحف عربية تبحث خيارات الحل العسكري في سوريا

تواصل صحف عربية مناقشة الخيارات العسكرية المحتملة لحل الأزمة في سوريا.

ففي حين دافعت الصحف السعودية عن قرار المملكة إرسال جنود إلى سوريا إذا ما قرر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إرسال قوات برية إلى هناك، حذرت صحف عربية أخرى من عواقب العمليات العسكرية.

يأتي هذا فيما انتقد بعض الكتّاب التدخل الروسي في سوريا، متهمين روسيا بشن "حرب إبادة" ضد المدنيين السوريين.

وكانت قوى عالمية من بينها الولايات المتحدة وروسيا قد اتفقت على "وقف العمليات العدائية" في مختلف أرجاء سوريا في غضون أسبوع، وذلك في أعقاب محادثات احتضنتها مدينة ميونيخ بألمانيا في 12 شباط/فبراير الجاري.

ترحيب بموقف السعودية

دافع خالد بن حمد المالك في صحيفة الجزيرة السعودية عن إعلان المملكة استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا قائلاً "وإذ تعلن المملكة عن استعدادها للمشاركة مع قوات التحالف بقوات برية خاصة لهزيمة داعش في سوريا، فإن مشاركة المملكة لن تكون مع منظمات أو تنظيمات أو حشود شعبية، وإنما مع دول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي يجب أن تكون شريكاً في قتال داعش."

وأضاف الكاتب "وهذا الموقف السعودي الحازم لن يغير من موقف المملكة الداعم للمعارضة المعتدلة وعلى رأسها الجيش الحر في سوريا، لإزاحة بشار الأسد الذي ليس له فرصة لحكم سوريا بعد أن قتل الشعب السوري بوحشية ودمر المدن السورية وحولها إلى أنقاض."

وفي نفس السياق، يشيد هادي البحرة في صحيفة عكاظ السعودية بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب، قائلاً إن السعودية "كانت من أوائل من دعم الحرب على الإرهاب والتطرف… منذ ما قبل الثورة السورية".

ورحّب الكاتب بإعلان السعودية استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا ، قائلاً إن المملكة بذلك قد "وضعت الكرة في ملعب من يشكك بجهودها وجديتها في مكافحة الإرهاب".

تحذير من مغبة التدخل العسكري

في صحيفة اليوم السابع المصرية، يحذر يوسف أيوب من أي تدخلات عسكرية لحل الأزمة في سوريا، داعياً إلى تبنى حلول سياسية من خلال إحياء مفاوضات جنيف بين الأطراف السورية.

يقول الكاتب "تصاعد الأحاديث عن التدخل العسكري في سوريا ربما يعيدنا إلى الوضع في المنطقة قبل عامين، حينما كانت المنطقة على لهيب ساخن بعدما بدأت الولايات المتحدة في خطوات متسارعة نحو تنفيذ ضربة عسكرية ضد سوريا، وبينما تأهب الجميع لهذه الضربة تراجعت الولايات المتحدة فجأة."

وحول البديل لخيار التدخل العسكري، يرى الكاتب أن الحل "يكمن في توصل الأطراف السورية إلى حل وسط من خلال المفاوضات في جنيف".

ويضيف الكاتب "الحل السياسي هو المطلوب حالياً، بمعنى أن يكون هناك توافق من جميع الأطراف السورية على الحوار ونتائجه، وأن يتحلى الجميع بأجندة سورية تتخلص مطلقاً من كل التدخلات الخارجية التي لا تأخذ في الاعتبار المصالح السورية، وإنما تهدف إلى تحقيق مصالح خاصة بكل دولة أو طرف خارجي."

وعلى نفس المنوال، يرى محمد عبد الهادي علام في صحيفة الأهرام المصرية أن التلويح بالتدخل العسكري في سوريا "لن يجدى نفعا في تلك المرحلة، ولن يمنح فرصة للسلام مثلما يزعم البعض، ولكنه سيؤدى إلى تأجيج الحروب والصراعات الداخلية وارتفاع لهيب النيران".

ويرى الكاتب أن "الحل الوحيد المقنع في سوريا هو تسليم كل الأطراف بضرورة الجلوس على مائدة التفاوض دون شروط تعجيزية ودون إملاء من طرف على أطراف أخري".

محادثات ميونيخ ودور روسيا

وحول محادثات القوى الكبرى في ميونيخ، يتساءل عماد سالم في صحيفة البعث السورية عما إذا كان المؤتمرون يريدون حلاً للأزمة "يلبّي طموحات السوريين ويحفظ وحدة بلادهم، أم يريدون تعقيدها أكثر في حال عدم القبول بمطالبهم، وذلك من خلال الاستمرار في دعم الإرهاب وفرض بعض التنظيمات الإرهابية على طاولة المحادثات؟"

ويضيف الكاتب "ما رشح حتى الآن يؤكد أنهم مع الخيار الثاني، دلّل على ذلك تبدل التصريحات بين ليلة وضحاها، والاستمرار في اتباع سياسة حافة الهاوية، بعد أن باتت خياراتهم ضيقة، الأمر الذي انعكس ارتباكاً عليهم خاصة مع تسارع تقدّم الجيش العربي السوري على جبهة حلب، واقترابه من الحدود التركية، وتحويله أحلامهم إلى سراب، بعد الانهيار الدراماتيكي للتنظيمات التكفيرية."

أما في صحيفة السياسة الكويتية، فينتقد الكاتب داود البصري التدخل الروسي في سوريا بشدة، متهماً روسيا بشن "حرب إبادة شاملة" على المدنيين في سوريا.

يقول الكاتب "اليوم وبدلا من أن يقف المجتمع الدولي والدول الكواسر وقفة إنسانية مسؤولة لتضميد جراح السوريين وشد أزرهم نرى طائرات الإرهاب الروسي تحرق جثث الأطفال وتمارس عمليات الإبادة الشاملة، وتوفر للنظام غطاء دوليا لإرهابه وجرائمه !"

ويضيف الكاتب "لقد بلغت الوحشية الروسية مبلغا صعبا بعد أن تحول الشعب السوري بأسره ليكون هدفا مباشرا لآلة الحرب الإرهابية الروسية التي تعمد لحرب إبادة شاملة للبشرية ذهب ضحيتها الأطفال والمدنيون ولم تراع فيها قواعد الاشتباك ولا أي التزامات أخلاقية!، إنها الحرب البربرية المتوحشة التي يمارسها الروس بهدف الانتقام من الشعب السوري."

بي بي سي

Nobles News