تطرقت صحيفة "ترود" الى توجيه اردوغان اسئلة مباشرة الى الادارة الأمريكية: كيف يمكن ان نثق بكم؟ من هم شركاؤكم؟.
جاء في مقال الصحيفة:
ردت الخارجية الأمريكية على هذه التساؤلات بالقول: تركيا – حليف للولايات المتحدة وستبقى. ولكننا لن نمتنع عن دعم الأكراد.
لم يتمكن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي خلال مؤتمره الصحفي الدوري من اعطاء جواب واضح للسؤال الذي طرحته مراسلة قناة روسيا اليوم "RT " بشأن تصريح الرئيس التركي رجب اردوغان بأن على الولايات المتحدة الاختيار بين علاقاتها مع أنقرة ودعمها حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي السوري، عندما قال موجها كلامه للإدارة الأمريكية: "كيف يمكن ان نثق بكم؟ من هم شركاؤكم؟".
فقد رد كيربي على هذا التساؤل بقوله إن الولايات المتحدة تتفهم قلق تركيا من دعمنا الأكراد، ونحن نشكر الرئيس التركي لأنه طرح سؤاله بصورة واضحة وصادقة. ومع ذلك لا تنوي الولايات المتحدة التخلي عن دعم الأكراد. فواشنطن، حسب قوله، تتعاون مع الجانبين.
واضاف كيربي: "ليس هناك ما يدعو للتساؤل. نحن وتركيا شركاء. نحن وتركيا حلفاء وسنبقى، وليس هناك ما يدعو الى الشك في ذلك". أما الأكراد فهم، حسب قوله، طرف مهم على صعيد مكافحة "الدولة الإسلامية" والمجموعات الإرهابية.
وحول سؤال: كيف ستسيطر الولايات المتحدة على الوضع عندما يصِم حلفاؤها أحدهم الآخر بالإرهابي؟ قال كيربي: ليس هذا بالأمر المعقد. فحزب "الاتحاد الديمقراطي" لا تعتبره الولايات المتحدة حزبا إرهابيا، بل على العكس، هي تعتبر الأكراد "مقاتلين أكفاء ضد "الدولة الإسلامية" داخل سوريا"
وأضاف: من دون شك، تركيا هي حليفنا الأساسي في المنطقة، إضافة إلى أنها عضو في الناتو. ومع ذلك هذا لا يعني أن على الأصدقاء الاتفاق على كل شيء".
وعندما سأله الصحافيون أيهما أكثر فعالية في محاربة "الدولة الإسلامية" تركيا أم الأكراد؟ قال "كل منهما مفيد على طريقته".
يذكر ان النزاع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني بدأ منذ عام 1984. ويعتبر الأكراد حاليا أكبر شعب في العالم من دون دولة، فهم منذ أكثر من ثلاثين سنة يناضلون من أجل منحهم الحكم الذاتي ضمن الدولة التركية.
وكان أغلب زعماء الدول الغربية عمليا الى وقت قريب يعتبرون حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية. ولكن منذ بداية الحملة العسكرية ضد "الدولة الإسلامية" في الشرق الأوسط، بدأوا يعتبرون الأكراد في سوريا والعراق جزءاً من التحالف ضد هذه المنظمة الإرهابية.
هذا الموقف المزدوج للغرب من الأكراد تسبب في استياء اردوغان. ففي خريف السنة المنصرمة طلبت واشنطن من تركيا تجنب قصف مواقع الأكراد والتركيز على قصف مواقع "الدولة الإسلامية". ولكن القيادة التركية عملت ما بوسعها لإظهار انها لا تنوي تلبية هذا الطلب. وقد أكدت ذلك عندما هاجمت طائراتها مواقع المقاتلين الأكراد في شهر سبتمبر/أيلول بعد ان عبروا نهر الفرات رغم تحذيرها لهم بأنها ستهاجمهم إذا فعلوا ذلك.
كما هددت تركيا في شهر اكتوبر/تشرين الأول الماضي بقصف مواقع وحدات المقاتلين الأكراد في سوريا، حيث اعلن اردوغان: "تركيا ليست بحاجة إلى طلب السماح من أي جهة كانت، فنحن نفعل ما نراه ضروريا".
وقال اردوغان معلقا على دعم الولايات المتحدة وأوروبا للأكراد "انهم لا يعتبرون حزب "الاتحاد الديمقراطي" منظمة ارهابية. ما هذا الهراء؟ الغرب مستمر على مبدأ "إرهابي جيد وإرهابي سيء".
بحسب معطيات الحكومة التركية، يقاتل في سوريا الى جانب وحدات الحماية الكردية 1400 مقاتل من اعضاء حزب العمال الكردستاني. وان الوحدات الكردية وقعت في 12 اكتوبر/تشرين الأول الماضي على اتفاق مع المعارضة السورية يقضي بمحاربة "الدولة الإسلامية"، تحت أسم "القوى الديمقراطية السورية".ويذكر ان وحدات حماية الشعب الكردي تمكنت بمساندة طيران الائتلاف الدولي من تحرير مدينة تل ابيض القريبة من الحدود التركية وأعلنتها لاحقا كيانا ذا حكم ذاتي.