أحد الأمثال الشعبية يقول (يضع الملح فوق الجرح.. ويسكت)، وهذه هي حال المواطن السوريّ هذه الأيام, فقد أصبح يضع الكثير من الملح فوق جراحه ويتحمّل وحده كل تبعات الأزمة والحرب التي طالت البلاد, ولكن لم تقف هذه التبعات على الإرهاب الخارجي, إنما تعدّت ذلك إلى ظلم داخلي أشد, امتدت يده إلى هذا المواطن وأخذت تقتله بطريقة غير الذبح والتفجير والرصاص, إنما بطريقة التجويع والتبريد, وكأنّما لم تعد تكفيهم يد الإرهاب الغادر وما تلحقه به وبعائلته وحياته من أذىً طال كل النواحي والجوانب؟ حتى تأتي يد أخرى من الداخل وتخنقه بقوت أطفاله ودفئهم ولباسهم؟!.
أفلا يكفي المواطن المسكين كل هذا الاختناق الحاد بالأسعار, وخاصة بعد ارتفاع سعر الغاز والمازوت والخبز, لتقوم الحكومة بحركةٍ خانقةٍ أكثر وموجعة أكثر لترفع تسعيرة الكهرباء؟!!.
ارتفع سعر ليتر المازوت فقّرر المواطن التقنين منه قدر المستطاع والاستعانة بالمدافئ الكهربائية, ارتفع سعر أسطوانة الغاز, فقّرر المواطن أيضاً الإقلال من استهلاكه وبحسب استطاعته, ولكن أن تعمد الحكومة إلى زيادة تسعيرة الكهرباء, فهذا هو القتل بطريقة غير مباشرة!!.
أحد المواطنين تساءل قائلاً: لم يتركوا شيئاً إلا زادوا سعره بحجّة ارتفاع الدولار ونقص المواد الأوليّة, فقد ارتفع سعر الّليتر المكعب من الماء, ثم تلته زيادة في أسعار الفواكه والخضار والّلحومات, وبعد ذلك زيادة سعر المازوت والغاز, ثمّ ارتفع سعر الخبز, والآن يرفعون تسعيرة الكهرباء, فأين المتطلبات الأساسية والشيء الذي لم ترفع الحكومة سعره؟.
أما آخر فقد قال: منذ أن صدر قرار السيد الرئيس بمنحنا 2500 ليرة سورة علاوةً على الراتب, والحكومة تصدر القرارات برفع الأسعار, حتى ليبدو أنها قررت أن تسترد تلك الزيادة أضعافاً مضاعفةً فلم تترك سلعةً إلا وزادت في سعرها!.
استياء الشارع من قرار ارتفاع الأسعار ليس بجديد, ولكن الاستياء هذه المرة اتخذ طابعاً أشد حدةً وغضباً بسبب أهمية المادّة التي تم رفع سعرها دون التفكير بضحيّة هذه الارتفاع, ألا وهو المواطن الذي يسعى جاهداً وبكل السبل والطرق لتأمين لقمة عيش عائلته, مهما قست عليه الظّروف، وزادت ضغوطات الأزمة وتداعيات الحرب.
فأين هو تحسين الوضع الاقتصادي الذي وعدت به (حكومة الأزمة)؟ وأين لجنة حماية المستهلك وإدارات التموين ومراقبة الأسواق التي تغيب بعد كل قرار ارتفاع؟ وأين وأين؟؟ أسئلة كثيرة تدور في بال المواطن وتنتظر الإجابة ممن بيدهم القرار والحل، فقد باتت الأسعار خارقة والقرارات كاوية.. فيما الجيوب خاوية!!.
جهينة