الولايات المتحدة تحيي ذكرى ضحايا الهجمات
نظمت فعاليات عدة في الولايات المتحدة الأمريكية لإحياء الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
وبدأ إحياء الذكرى في نيويورك بالوقوف دقيقة صمت في الساعة الثامنة وست وأربعين دقيقة بالتوقيت المحلي، وهو الوقت الذي اصطدمت فيه الطائرة الأولى بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.
وتجمع الآلاف في أنحاء الولايات المتحدة لإحياء الذكرى الحزينة.
وزار الرئيس جو بايدن مواقع الهجمات السبت في نيويورك وبنسلفانيا وفرجينيا. وحذر جورج دبليو بوش، الذي كان رئيسا وقت وقوع الهجمات، من خطر التطرف المحلي.
ولم يشارك الرئيس السابق دونالد ترامب في فعاليات رسمية، ولكنه وجه انتقادات لعملية انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان
ودافع بايدن عن موقفه، قائلا إن الولايات المتحدة لا يمكنها غزو كل بلد توجد فيه عناصر القاعدة.
وأحيى المواطنون ذكرى اصطدام الطائرة الثانية بالبرج الجنوبي من مركز التجارة العالمي بدقيقة صمت. وتكرر الأمر في ذكرى اصطدام الطائرة بمبنى البنتاغون في فرجينيا . وقد تحطمت طائرة مختطفة أخرى في أحد الحقول في بنسلفانيا .
كيف حدث الهجوم
تم الاستيلاء من قبل انتحاريين وهم مجموعة إسلامية متطرفة تعرف باسم “القاعدة” بالتخطيط للهجمات انطلاقاً من أفغانستان بقيادة أسامة بن لادن.على أربع طائرات كانت تحلق فوق شرق الولايات المتحدة في وقت واحد من قبل مجموعات صغيرة من الخاطفين.
وتم استخدامها كصواريخ عملاقة موجهة لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن.
ضربت طائرتان البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في نيويورك.
اصطدمت الطائرة الأولى بالبرج الشمالي في الساعة 08:46 بالتوقيت المحلي (13:46 بتوقيت غرينتش) أما الثانية فقد اصطدمت بالبرج الجنوبي الساعة 9:03 بالتوقيت المحلي.
اندلعت النيران في المبنى وحاصرت الناس في الطوابق العليا وغرقت المدينة بالدخان. بعد أقل من ساعتين انهار كلا البرجين المكونين من 110 طوابق متسببين بسحابة ضخمة من الغبار.
في الساعة 09:37 دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) العملاق الواقع خارج العاصمة واشنطن.
تحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا في الساعة 10:03 بعد أن قاوم الركاب الخاطفين وسيطروا عليهم. يُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدام الطائرة في مهاجمة مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن العاصمة
بلغ اجمالي عدد ضحايا الهجمات 2977 شخصاً (باستثناء الخاطفين التسعة عشر) سقط معظمهم في نيويورك.
وقتل جميع ركاب وطواقم الطائرات الأربع وعددهم 246.
أما في البرجين فقط قتل 2606 أشخاص مباشرة أو فيما بعد متأثرين بإصاباتهم.
في مبنى البنتاغون قتل 125 شخصاً.
أصغر ضحية كانت كريستين لي هانسون التي كانت تبلغ من العمر عامين، والتي توفيت على إحدى الطائرات مع والديها بيتر وسو.
أكبرهم كان روبرت نورتون الذي كان يبلغ من العمر 82 عاماً وكان على متن طائرة أخرى مع زوجته جاكلين في طريقهما لحضور حفل زفاف.
كيف ردت الولايات المتحدة؟
عد أقل من شهر على الهجمات قاد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عملية غزو أفغانستان بدعم من تحالف دولي للقضاء على تنظيم “القاعدة” ولإلقاء القبض على بن لادن.
ولم تتمكن الولايات المتحدة من معرفة مكان بن لادن إلا بعد مرور عشرة أعوام على الهجمات حيث تمكنت القوات الأمريكية من تحديد موقع بن لادن وقتله في باكستان المجاورة.
ألقي القبض على المتهم بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر خالد شيخ محمد،في باكستان في عام 2003 وهو قيد الاحتجاز في معسكر غوانتانامو منذ ذلك الحين ولا يزال ينتظر المحاكمة.
القاعدة لا تزال موجودة، إنها أقوى في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا ولديها حالياً أنصار داخل أفغانستان.
تغادر القوات الأمريكية أفغانستان هذا العام بعد ما يقرب من 20 عاماً وهناك مخاوف لدى العديدين من عودة الجماعات الإسلامية المتطرفة إلى الظهور.
تأبين:
وأبن الرئيس جو بايدن في فيديو نشر عشية الذكرى الضحايا وعبر عن تعاطفه مع الأقارب الذين لازمهم الحزن لعقدين من الزمان.
وقال “مهما طال الزمن فإن هذه الذكرى تعيد كل الآلام كأنها كانت في نشرات الأخبار منذ لحظات”.
وقد عقدت سهرة تذكر ليلية أمام الحائط التذكاري في مركز فرق الإطفاء في نيويورك لتذكر ضحاياه، وهو حائط من البرونز يبلغ طوله 56 قدما يخلد ذكرى 343 من رجال الإطفاء فقدوا حياتهم اثناء أداء مهامهم يوم الهجمات.
وقتل ما مجموعه 441 شخصا من أوائل من استجابوا للنداءات بعد الهجمات، وهو أكبر عدد من ضحايا الخدمة في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال بايدن في خطابه الجمعة “نكرم اليوم جميع أولئك الذين خاطروا وضحوا بحياتهم في الدقائق والساعات والشهور والسنوات التي تلت”.
المصدر بي بي سي