نحن والفيسبوك

لبنى الجابي :

كنا في الماضي نكتب ونرسل للنشر والتفاعل لم يكن بحجم مايحصل حاليا على منابر التواصل الاجتماعي ، ماان تضغط زر الارسال بعد ان تكتب عدة كلمات فقط حتى تتلقى تفاعلات الاخرين من لايكات وتعليقات ووو… وكانك تقف على المسرح امام جمهور كبير غير متجانس ، لذلك صرنا نفكر الف مرة قبل ان نكتب ونحسب الف حساب قبل ان نضغط للنشر ، صرنا (واتكلم عني ) اتقوقع داخل نفسي واقوم بمئات الحسابات والاف المعادلات قبل ان افكر بالنشر وغالبا ما الغي النشر ، ربما الوقوف على المسرح يحتاج لناسه ممن يعشقون هذا الوقوف ويتمتعون بالتصفيق والصفير ويتلذذون بالبيض والبندورة لو رماهم بها احد ، لقد تغير كل شيء ، انه عالم جديد ونحن نقف على الحافة بين عالمنا الماضي اللذيذ الجميل وبين هذا العالم الافتراضي الذي نجهل السباحة والتجديف فيه كما يفعل ابناؤنا اللذين ترعرعوا في كنفه ولم يعرفوا شيئا عن ماضينا وجماله

اذا كتب المرء رأيا حول حدث ما في العالم تجد من يكتب : (الفايسبوك خلى السوريين كلهم يعتبروا حالهم شخصيات عامة عالمية وبيعطوا رأيهم فيها …) مع احترامي لكل من يكتب ولا اقصد احدا بشكل خاص انما انتابني العجب هل من السيء ان يعطي السوري رأيه بحدث عالمي؟؟؟ هل الامريكي مثلا لايعطي رأيه بما يحصل خارج امريكا؟؟

اذا كتبنا خواطرنا الداخلية تجد من يحلل لنا شخصيتنا ويؤطرنا ويرسم لنا لوحة لاتمت لنا بصلة

اذا اعطينا رأينا بسياسة معينة نجد من يؤطرنا ضمن انتماء معين ويلزمنا ويحاسبنا وووو

اذا لم نشارك او نوزع اللايكات يمين وشمال ونكتب التعليقات صنفنا بالانعزالية وتم استبعادنا من قوائم الاجتماعيين النشطين

نفتح الفايسبوك لانه وردنا اشعار ان احدهم كتب شيئا ملفتا فنجد انفسنا غارقين في الزحمة ويمضي الوقت ملتهما ايانا ونحن ناسين اشغالنا واعمالنا متبحرين بين تعزية فلان وتهنئة علتان والتعليق على اخر وواجب وضع لايك لاخر وقراءة اشياء تجذبنا احيانا …ونضيع ويضيع الوقت .

 لم اعد افهم هل هذا هو واقعنا الجديد؟؟ صرت اخاف ان اتفقد ماجاء باي اشعار حتى لااغرق وانسى العودة ، صرت ابحث عن طريقة تنظم لي غوصي في محيطات الانترنت ، هناك مؤشر نضيفه للمتصفح فيعطينا جدولا بيانيا للمدد الزمنية لابحارنا عبر صفحات الانترنت المختلفة اتفقدها بعد عدة ساعات عمل ، فاجد الفيسبوك يحتل الصدارة والمدة الاطول ، اشجب نفسي انما دون طائل فحياتنا اصبحت مرتبطة ارتباطا وثيقا بازرار هذا البرنامج السحري غصبا عنا  

 

Nobles News