في الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية … خسرنا لأنها كرة القدم والمطلوب دعم فوق الدعم

لم تكن المرة الأولى التي يخسر فيها منتخبنا الوطني أمام المنتخب القطري، لذلك فالحدث طبيعي، نحن وهم في منازلة صعبة حكمت فيها الأرض وأعانها الجمهور، وأمور أخرى ساندت المنتخب القطري الذي أراد تعويض ما فاته عبر مباراة الأمل الأخير، فإما أن يخسر كل شيء أو أن يبدأ من جديد.. المنتخب القطري بدأ من جديد، لكنني لا أظن أنه قادر على اللحاق بركب المتقدمين أو المنافسين على القمة المؤهلة للمونديال.. خسرنا لأنها كرة القدم لابد من فائز وخاسر، ولأن الظروف كلها كانت في مصلحة المنتخب القطري الذي حشد كل شيء لهذه المباراة، ونال ما تمنى.. خسرنا، ولا ألوم منتخبنا الذي قدم ما عنده، وهذه هي كرة القدم، وهذه هي حدود منتخبنا، ولو كانت لدينا القدرة على الفوز لحققناه، ولو كنا الطرف الأفضل لكان الفوز من نصيبنا.
نشكر منتخبنا الوطني على صموده في هذه التصفيات وعلى تقديمه نتائج جيدة بكل المعايير، فإن تتعادل مع كوريا الجنوبية وتفوز على الصين فهو أمر أكثر من جيد، والخسارة بهدف أمام أوزبكستان وقطر على أرضهما هو أمر طبيعي، ونقول ذلك بصراحة واستناداً إلى الواقع ومقارنة الإمكانيات وفترة التحضير، منتخبنا قدم أكثر مما هو مطلوب منه وفق ما قُدم له.
بلغة العاطفة كلنا نتمنى للمنتخب التوفيق والنجاح والتأهل للمونديال وهو حلم يراود كل عشاق كرة القدم الوطنية، وبلغة المنطق يجب أن نستشعر الحقيقة، فالخسارة أمام قطر تضعك أمام واقع نغفل عنه عندما نحقق نتيجة إيجابية في مباراة ما.
من هذا المبدأ نتطلع إلى منتخبنا وإلى أدائه في المباريات، فإن فاز أو تعادل شكرنا الله وأثنينا على اللاعبين، وإن كان غير ذلك حمدنا الله على أن منتخبنا فرض نفسه ولم يتعرض لخسارة قاسية أو مذلة، وليس بالضرورة أن ما نكتبه دفاعاً أعمى عن المنتخب، لكنها نظرة واقعية مستوحاة من ظروفنا، ومع ذلك نتمنى لو كانت الظروف أفضل ولو كان الاستعداد أفضل، ولو أن ما قدم للمنتخب أكثر وأكبر، ومع ذلك فإن هناك من يتحمل المسؤولية، مسؤولية وصول منتخبنا إلى ما وصل إليه، فبتنا نصفق لأي نتيجة يفعلها، ونعتبر ما وصل إليه هو الإنجاز.

مسؤولية من؟
الأزمة والظروف وضعا منتخبنا في موقع المدافع على الدوام، وجعلاه يبذل فوق استطاعته ليلحق بركب الكبار وليوازيهم على أرض الملعب رغماً عنهم، فكل المنتخبات التي واجهناها تسبقنا ترتيباً ومستوى وإمكانيات، والقيادة الرياضية اعتبرت وصول منتخبنا إلى هذه التصفيات إنجازاً وكفى، ولم تقدم له أي شيء غير اعتيادي، والمفترض منها أن تحشد له الطاقات والإمكانيات، وإن كانت إمكانياتنا المتاحة فقيرة وغير قادرة على دعم المنتخب، فمن المفترض أن تحشد لمنتخبنا إمكانيات خاصة، ربما من القطاع العام أو الخاص، وهنا نتساءل: أين منتخبنا من شركاتنا الكبرى صاحبة المال والأعمال؟ ألا يفترض أن تكون هذه الشركات أو بعضها عوناً ومعيناً لمنتخبنا لتسد العوز الذي يعانيه اتحادنا الرياضي، وخصوصاً أن المنتخب الكروي يحتاج إلى الكثير من الدعم ليتمكن من تحضير لائق، وهو ما فعلته كل المنتخبات باستثناء منتخبنا الكروي الذي دخل التصفيات كما خرج من سابقتها، وسيخرج منها كما دخل بها!

كلنا مدربون
تفاصيل المباراة لم تعد مهمة، فالخسارة وقعت، والمفترض أن يدرس كادرنا أسباب الخسارة ليتدارك الأخطاء التي وقعنا بها، ونحن لسنا بمقام تقييم أداء المنتخب فنياً فلسنا مدربين، وأهل مكة أدرى بشعابها، قد تكون لدينا بعض الملاحظات على شكل أسئلة وطاقم المنتخب الفني وحده مخول بالإجابة عنها، ومن هذا المبدأ فإننا نستغرب الحملة التي يتعرض لها منتخبنا من البعض عند الخسارة، وتكون الآراء معكوسة تماماً عند الفوز، وهذا الحال يدل على تقييم عاطفي وليس منطقياً، ونأمل أن نكون جميعاً مع المنتخب الوطني كحالة افتراضية تمليها علينا غريزة الانتماء الوطني، ومن حقنا أن نطالب المسؤولين عنه بدعمه بكل أشكال الدعم ليصل مستقبلاً إلى أرفع مكانة وأعلى مستوى، أخيراً نقول: الخسارة ليست نهاية، فأمامنا مباراة الإياب ومن الممكن أن نعوضها ونرد اعتبارنا فلم ينته كل شيء مع هذه المباراة.

النتائج والترتيب
قطر× سورية 1/صفر  سجله حسن الهيدوس د37 من جزاء، إيران× كوريا الجنوبية 1/صفر سجله سرادار ازمون د25، أوزبكستان× الصين 2/صفر سجلهما بكماييف 50 وشوكوروف 85 وسيلعب في الجولة الخامسة يوم 15 تشرين الثاني: الصين× قطر، كوريا الجنوبية× أوزبكستان، سورية× إيران، وحالياً تتصدر إيران بعشر نقاط مقابل تسع لأوزبكستان وسبع لكوريا الجنوبية وأربع لسورية وثلاث لقطر ونقطة للصين.

الوطن

Nobles News