جثمان الملاكم الأسطوري محمد علي يصل مسقط رأسه

وصل جثمان أسطورة الملاكمة محمد علي إلى مسقط رأسه في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأميركية حيث سيدفن الجمعة المقبلة بمراسم يتوقع أن تحضرها شخصيات سياسية ورياضية وفنية كبيرة. .

وسيلقي الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون خطاب وداع الرجل الذي كان يعتبره صديقه.

وكان العالم قد ودع مساء الجمعة بطل الملاكمة الشهيرعن 74 عاما بعد صراع طويل مع الشلل الرعاش اومرض باركنسون استمر أزيد من ثلاثة عقود.

ولفظ بطل العالم في الوزن الثقيل ثلاث مرات أنفاسه الأخيرة في مستشفى في فينيكس بولاية آريزونا أدخل إليه الخميس لمعالجته من مشاكل نفسية بسبب المرض الذي كان آخر خصم يهزم أسطورة الرياضة العالمية والشخصية المميزة في تاريخ القرن الـ 20.

وقال ناطق باسم العائلة إن جنازة الراحل ستقام في مسقط رأسه لويزفيل في ولاية كنتاكي، لكنه لم يقدم تاريخا محدد لذلك.

بطل العالم

تبدأ قصة الرياضي الذي ألهم العالم مع الملاكمة حين يسرق صبي دراجته الهوائية، فيقرر الطفل حينها أن يتعلم الملاكمة لينتقم من سارق دراجته الهوائية، لكن قرار تعلم هذه الرياضة سيأخذ الفتى إلى عالم من الأمجاد الرياضية لا تكون فيه للدراجة الهوائية أي قيمة.

وبعد أن أظهر سرعة فائقة في التعلم، توج من كان يسمى كاسيوس كلاي سنة 1960 بطلا لدورة الألعاب الأولمبية في روما. ولم تمض سوى أربع سنوات حتى كان الشاب الطموح يتوج بطلا للعالم حسب تصنيف الجمعية العالمية للملاكمة بعد فوزه بالضربة القاضية على خصمه سوني لينستون بالضربة القاضية.

وفي السنة ذاتها قرر كاسيوس أن يغير اسمه إلى محمد علي كلاي بعد اعتناقه الإسلام.

السجن

كانت سنة 1967 منعطفا جديدا في مسيرة كلاي، ففي هذه السنة عبّر بشكل علني عن رفضه أداء الخدمة العسكرية والتوجه للقتال في حرب فيتنام.

جر هذا القرار على محمد علي كلاي غضب الرأي العام الأميركي، بل صدر قرار بتجريده من ألقابه ومنعه من ممارسة الملاكمة ثلاث سنوات ونصف وأودع السجن بسبب هذا الرفض.

وحملت السنوات التي تلت ذلك أخبار سارة للملاكم الشاب، إذ أصبح من جديد بطلا للعالم مرتين.

فاز كلاي من جديد بلقب بطل العالم في الوزن الثقيل سنة 1974، ومرة أخرى بفضل الضربة القاضية. وخسر "الرجل الأعظم" هذا اللقب في شباط/ فبراير 1978، لكنه سرعان ما استعاده في أيلول/ سبتمبر من السنة ذاتها.

 في السنة الموالية، اتخذ بطل العالم قرارا بالانسحاب من التنافس منتشيا بألقابه الثلاثة والشهرة الكبيرة التي حققها على مستوى العالم، إلا أنه لم يلبث سوى سنة واحدة ليعود إلى حلبة التباري مدفوعا بسوء تسيير ثروته، لكن تلك العودة لم تحمل سوى الخيبات لمحمد علي كلاي، فقد تلقى هزيمة نكراء سنة 1981 أمام مواطنه لاري هولمز، ثم تلقى هزيمة أخرى في السنة نفسها، لتكون تلك آخر مباراة يخوضها بطل العالم.

حين توقف كلاي عن اللعب كان يملك 56 فوزا حصده في 61 مباراة، بينها 22 خاضها في بطولات العالم.

خسارة ثقيلة

خلف رحيل كلاي حزنا كبيرا في الأوساط الرياضية بشكل خاص ومحبي هذه الرياضة بشكل عام.

ووصف بطل العالم السابق للوزن الثقيل ايفاندر هوليفيلد وفاة كلاي بأنها " خسارة ثقيلة. كنت أريد أن أكون مثله، لقد ألهمني. سألني في أحد الأيام إذا كنت أريد تحطيم رقمه القياسي فقلت لا، لأن ذلك يعني أنه يتعين علي أن أخسر أحد نزالاتي، لكن العودة بعد الخسارة تظهر مدى القوة وهذا ما برهنه عليه طوال مسيرته".

أما بطل العالم سابقا في ستة أوزان مختلفة ومنظم مباريات حاليا أوسكار دي لا هويا فقد قال "إنه الملاكم الذي منح رياضة الفن النبيل عصرها الذهبي وجعلها شعبية. كان كلاي يجسد الشجاعة، لم يختر إطلاقا السهولة، أكان على الحلبات أو خارجها. لقد بحث عن العظمة في كل ما قام به".

ونعى أسطورة الملاكمة في الفيليبين ماني باكياو، كلاي بالقول "لقد خسرنا عملاقا، استفادت الملاكمة كثيرا من مواهب محمد علي، لكن البشرية استفادت منه أكثر أيضا".


 

Nobles News