صمت مؤقت للسلاح.. لا يشمل حلب..؟!بدأ سريان التهدئة اليوم شمالي اللاذقية وضواحي دمشق بعد اتفاق روسي ـ أمريكي

أكد مصدر ديبلوماسي في جنيف، أمس، أن العسكريين الروس والأميركيين توصلوا إلى اتفاق "تهدئة"في بعض المناطق الساخنة في سوريا اعتباراً من اليوم السبت. ونقلت وكالة "ايترتاس" الروسية عن الديبلوماسي قوله، إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على "نظام التهدئة" في سوريا اعتبارا من منتصف ليل هذا اليوم، مشيراً إلى أن الدولتين ضامنتين للاتفاق المزمع تطبيقه في مناطق باللاذقية وفي بعض ضواحي العاصمة دمشق، لافتاً الانتباه إلى أن الاتفاق الروسي الأميركي هو إجراء إضافي للتسوية في سوريا. وكانت وكالات أنباء روسية نقلت عن المعارض السوري قدري جميل قوله، إن "نظام الصمت" (التهدئة)  يشمل حلب أيضاً. وقال الرئيس أوباما في مؤتمر صحفي، أمس، إن "الوضع في سوريا ما يزال مقلقا. نحن نناقش هذا مع شركائنا. يجب علينا بذل جهود كبيرة لتوفير وقف إطلاق النار".

بدورها، وطبقاً لوكالة سبوتنيك، أعلنت الخارجية الأمريكية، أمس، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، ناقشا، أمس، في اتصال هاتفي الوضع في سورية وسبل حل الصراع بين الحكومة والمعارضةوقالت الخارجية الأمريكية في بيان، إن" كيري أعرب مرة أخرى عن "قلقه الشديد" لاستمرار انتهاكات وقف إطلاق النار، وأعرب عن أمله في أن يكف "نظام (الرئيس) الأسد " فورا عن انتهاك الهدنة". وأضاف البيان، أن "كيري ولافروف، أكدا على أهمية الحفاظ على تعزيز الهدنة وقال أنه يجب على جميع الأطراف الالتزام بها. وقال الوزير كيري، إن الولايات المتحدة تتوقع أن روسيا ستدعو النظام إلى الالتزام بالهدنة، ونحن (الولايات المتحدة سنعمل جنبا إلى جنب مع المعارضة على نفس الموضوع ".

وطبقاً للسفير، أعلنت القيادة العامة للجيش العربي السوري، من جهتها، في بيان أن "نظام التهدئة يبدأ اعتبارا من الساعة الواحدة صباح يوم 30 نيسان بتوقيت دمشق، ويشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة". وتابعت أن "نظام التهدئة يهدف إلى قطع الطريق على بعض المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها، والتي تسعى جاهدة إلى استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار وإيجاد الذرائع لاستهداف المدنيين الآمنين".

واضافت السفير، اتفق الجانبان الروسي والأميركي بعد اتصالات مكثفة، أمس، على إعطاء اتفاق الهدنة المتعثر جرعة أمل جديدة، سميت «نظام الصمت» أو «نظام التهدئة»، بدءاً من منتصف ليل الجمعة – السبت، ولكن من دون أن يشمل حلب التي «تحتاج وقتاً أطول من البحث». وتمكن الطرفان، باعتبارهما الراعيين الأساسيين لمحاولة التوصل إلى تسوية سياسية في جنيف، كما الضامنين الفعليين لاتفاق الهدنة الساري منذ 27 شباط الماضي، من الاتفاق على «تشديد الضغط» على حلفائهما، من أجل وقف القتال، ولا سيما في كل من اللاذقية والغوطة الشرقية، وهو ما تجاوبت معه دمشق، وإن بتحفظ تبدّى بتحديد مهل زمنية محددة، ولا سيما أن إدخال الغوطة الشرقية في الهدنة جاء مفاجئاً، حيث يستعد الجيش لتنفيذ طوق حول محور بلدة دير العصافير، بعد معارك ضارية مع «جبهة النصرة» أو في محور كنسبا في ريف اللاذقية حيث صد الجيش هجوماً لمجموعات تابعة لـ«جبهة النصرة» و«لواء أحرار الساحل» و«لواء السلطان عبد الحميد» و«حركة أحرار الشام الإسلامية»، مع تحقيق تقدم إضافي في محور جبل كباني.

ولم يشمل الاتفاق حلب التي فاق عدد ضحاياها المعلن 200 مدني، من دون الإشارة للعسكريين والمسلحين، وبينهم 50 على الأقل سقطوا من «جيش المجاهدين» الإسلامي في مصارف الصرف الصحي لأحد أحياء المدينة، حين حاولوا شن هجوم على مناطق سيطرة الجيش السوري.

ويعني الاتفاق الأميركي ـ الروسي، في ما يعنيه، اعترافاً بتوقف الهدنة التي اتفقا عليها في 27 شباط، والتي كانت معالم انهيارها بدأت منذ أسبوعين. وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا مايكل راتني،في بيان، إن الاتفاق عبارة عن «إعادة الالتزام العام بشروط الهدنة وليس اتفاقات محلية جديدة لوقف إطلاق النار». وأضاف أن «الانتهاكات المستمرة والهجمات على المدنيين في حلب شكلت ضغطاً كبيراً على الهدنة، وهي غير مقبولة». وتابع «نتحدث حالياً مع روسيا للاتفاق بشكل عاجل على خطوات للحد من العنف في هذه المنطقة (حلب) كذلك».

وقال مصدر أمني في دمشق، لوكالة «فرانس برس»، إن تجميد القتال يأتي «بناءً على طلب الأميركيين والروس الذين التقوا في جنيف لتهدئة الوضع في دمشق واللاذقية». وأضاف أن «الأميركيين طلبوا أن يشمل التجميد حلب، لكن الروس رفضوا ذلك». وقال مصدر عسكري سوري، لوكالة «رويترز»، إن «نظام التهدئة لا يشمل حلب، لأن في حلب إرهابيين لم يتوقفوا عن ضرب المدينة والسكان». وأضاف «هناك عدد كبير من الشهداء في حلب لذلك الموضوع هناك مختلف». وقال النقيب الروسي سيرغي كورالنكو، من قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية، إن التجميد يفرض «حظراً على كل المعارك وعلى استخدام كل أنواع الأسلحة».

وأضافت السفير في تقرير مراسلها من دمشق أنه وحتى مساء أمس، كان مراقبون سوريون، مقربون من موقع القرار الرسمي، يشككون بإمكانية نجاح «نظام الصمت»، أو على الأقل صموده طويلاً، ولا سيما أن الفصائل المسلحة التي خرقت الهدنة لم تكن معنية بها أصلاً، وأبرزها «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام»، وتفضل إنهاءها والعودة إلى ميادين القتال. وجاءت المهل الزمنية التي لا تتجاوز ثلاثة أيام لتؤكد هذه الشكوك، ولا سيما أن الجيش كان يعتبر نفسه في موقع قوة في المناطق التي شملها الاتفاق القصير الأجل والطارئ، على الرغم من أن مناطق الاشتباك والنار الفعلية كانت متركزة في حلب بشكل رئيسي.

ويأتي الاتفاق، القاصر عن حلب حتى اللحظة، وسط شعور بـ «العجز» انعكس في مختلف أشكال التعبير عما يجري في المدينة المنكوبة، سواء في مناطق سيطرة الدولة أو الأكراد، والتي تلقت حوالي ألف قذيفة خلال الأيام الماضية، أو في مناطق سيطرة فصائل المعارضة المختلفة التي تعرضت لقصف عنيف بالطوافات والطائرات الحربية، وجميع مناطق عمل تلك الفصائل في مناطق سكنية مكتظة.

من جهتها، احتجت وزارة الخارجية والمغتربين، في رسالتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، من أن 16 قتلوا وأكثر من 100 جرحوا بسبب القصف العشوائي في الأيام الثلاثة الماضية بوابل من القذائف الصاروخية والرمايات المتفجرة وأسطوانات الغاز (مدفع جهنم) وقذائف الهاون في أحياء حلب التي تتبع لسيطرة الدولة. واتهمت «جبهة النصرة» و«جيش الإسلام» و «الجيش الحر» و«أحرار الشام» بقصف حلب، معتبرة أنه «ما كان ليتم لولا استمرار الدعم الكبير الذي تتلقاه من دول، مثل تركيا والسعودية وقطر وغيرها من الدول، سواء بالمال أو السلاح أو الذخيرة أو المعلومات الاستخبارية واللوجستية».

لكن ذلك لا يغني عن أن الكثيرين تثبتوا مرة أخرى، بالرغم من قلة الحيلة حالياً، من أهمية حلب الإستراتيجية في ما يتعلق بمستقبل سوريا ومستقبل العملية السياسية أو الشأن الميداني على حد سواء. وبدا العجز ظاهراً في كلام كثر أمس، ووصل حد طلب إقامة صلاة من أجل المدينة وسكانها، والتي كما مدن أخرى، كدير الزور والرقة وحمص، دفعت أثماناً مضاعفة للحرب.

ولكن قيمة حلب التاريخية والاقتصادية، إضافة لرمزيتها السياسية تبقى أبرز، على اعتبار أن سكانها رفضوا المشاركة في الاحتجاجات والتظاهرات التي كانت ظهرت في مدن سورية، أبرزها حمص وحماه ودرعا في العام 2011، إضافة لكونها الأقرب لتركيا، والتي أبدى حكامها مطامع اقتصادية تجاهها.ويعترف المراقبون داخل دمشق، كما ديبلوماسيون خارجها، بأن حلب «مستعصية على الحل العسكري»، ومحاولة تحقيق هذا الحل لن تأتي من دون دمار هائل بسبب «قيمتها بالنسبة للأطراف المتحاربة إقليمياً ومحلياً». لكن كل هذا لم يمنع البعض من القول أيضاً إن حلب تعاني من داخلها، ومن طريقة إدارتها أيضاً، بما يضاعف من آلامها، ذكرت السفير.

وأبرزت صحيفة الأخبار: البحث عن «صفقات» على أنقاض حلب.. أحدثُها «عزل النصرة»؟ وطبقاً للصحيفة، تستمرّ «المجزرة» المفتوحة التي تعيشُها مدينة حلب، من دون مؤشرات تشي برغبة حقيقيّة لدى اللاعبين الفاعلين في إنهائها سريعاً. فيما تشهد كواليس المجموعات المسلّحة حديثاً متصاعداً عن «خطط إعادة انتشار جديدة» تُفضي إلى عزل مناطق سيطرة «جبهة النصرة» عن مناطق سيطرة المجموعات الأخرى… وليس من المعلوم بعد ما هو الثمن المطلوب في مقابل «رفع الغطاء عن النصرة وعزلها» في حال حدوثه. ويحضرُ في هذا السياق تخمينان أحدهما تخلّي الروس عن مطلب إدراج «جيش الإسلام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» على لائحة المجموعات الإرهابيّة، فيما يتمحور الآخر حول المساعي التركيّة المستمرّة لإعادة إنتاج «المنطقة الآمنة» في صيغة تحوّلها من حلم إلى أمر وارد.

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، عن «قلقه الكبير من إعلان النظام السوري شنّ هجوم وشيك لاستعادة حلب بدعم من حلفائه، الذين لم ينفوا ذلك». ودعا إلى «تعبئة الأسرة الدولية لممارسة الضغط على النظام السوري لكي تُحترَم الهدنة».

وعنونت الشرق الأوسط السعودية: تفاهم أميركي ـ روسي لحماية معاقل الأسد.. واستثناء حلب.. هدنة يومين في دمشق وثلاثة في اللاذقية.. والقتل مستمر * السعودية تدين بشدة غارات النظام على مدينة حلب. وأوضحت أنه أعلن أمس عن تفاهم روسي – أميركي لإعادة إحياء الهدنة في اللاذقية ودمشق٬ وهما معقلي النظام السوري, فيما تم استثناء حلب حيث معقل المعارضة والتي تتعرض لعمليات قصف وحشية هذه الأيام من قبل قوات النظام السوري, مدعوما من الطيران الروسي ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى.

وأبرزت العرب الإماراتية: هجوم حلب عقاب روسي للمعارضة بعد انسحابها من جنيف. وكتبت الصحيفة: موسكو وواشنطن تتعهدان بضمان سريان اتفاق التهدئة في مدن سورية، وضغوط أميركية على المعارضة للمشاركة في جولة المفاوضات المقبلة.. ولم يحرك الجانب الأميركي ساكنا أثناء ذروة التصعيد الميداني، بل كان يجاري الموقف الروسي بضرورة عودة المعارضة إلى المفاوضات أكثر من اهتمامه بالوضع العسكري وسوء الوضع الإنساني. ويرى محللون أن الولايات المتحدة غضت النظر عن شريكها الروسي الذي قدم الغطاء للعملية العسكرية شمال سوريا، مما يعني دعم فكرة تلقين المعارضة السورية درسا لانسحابها من العملية التفاوضية التي تحرص كل من موسكو وواشنطن على استمرارها بغض النظر عن الخروقات المستمرة للهدنة.

بالمقابل، تساءلت افتتاحية الوطن العمانية: لماذا التصعيد الإرهابي في سوريا؟ وأوضحت: لم تكن تبريرات الانسحاب من محادثات مؤتمر جنيف التي ساقتها ما تسمى “الهيئة العليا للمفاوضات” كافية للإقناع، بقدر ما كانت كاشفة لحقيقة التواطؤ مع القوى المتآمرة على سوريا شعبًا وجيشًا وقيادةً،ودورها في تعطيل الحل السياسي منفِّذةً ما تتلقاه من أوامر من صانعيها وداعميها؛ ولذلك التصعيد الإرهابي الذي تشهده المدن السورية وأريافها مثلما يعلم أهدافه السوريون الوطنيون يعرفها أيضًا الشرفاء والعقلاء والأسوياء والأحرار في العالم، أنه يهدف إلى أمرين؛ الأول معاقبة الشعب السوري على مواقفه الوطنية وصحوته وكشفه المتاجرين بحقوقه المتآمرين على وطنه سوريا. أما الأمر الثاني فهو مواصلة المساعي نحو إنجاز هدف تدمير الدولة السورية وتحويلها إلى أطلال لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي ومشروعه الاحتلالي في المنطقة والهيمنة عليها؛ التصعيد الإرهابي الجنوني من قبل معسكر التآمر والإرهاب في مدينة حلب لا يعكس أمرًا غير حقيقة ذينك الأمرين الآنفين.

وتحت عنوان: الرقة أميركية، كتب سميح صعب في النهار اللبنانية؛ القضاء على "داعش" في الرقة يعني أيضاً بداية نهاية التنظيم عملياً في الموصل. ومن هذا المنطلق تبدو عملية الرقة، إذا ما استعادها الجيش السوري، بمثابة انتصار استراتيجي لروسيا يوفر لها 99 في المئة من أوراق الحل في سوريا.وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة من منظور الصراع الأوسع على النفوذ في الشرق الاوسط بكامله.وما ينطبق على الشرق الاوسط ينطبق على أوروبا. ولم تكن لهجة أوباما تصالحية حيال روسيا في الخطاب الذي القاه في مدينة هانوفر الالمانية الاسبوع الماضي. قال إن العقوبات الاميركية والاوروبية يجب ان تبقى مفروضة على موسكو الى ان تطبق اتفاقات مينسك في أوكرانيا. ولم يتأخر أوباما في ارسال المقاتلات الاميركية الى ليتوانيا. وهذا رد اميركي عملي على تحليق مقاتلات روسية أخيراً على مسافة بضعة أمتار من بارجة أميركية في بحر البلطيق. كل ذلك يسمح بالاستنتاج ان الهدف الأميركي لا يزال روسيا.

وكتب عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: بعد انهيار جولة المفاوضات الثالثة، بدا أن سوريا قد دخلت في مرحلة عنوانها “حرب الجميع ضد الجميع”.. كافة اللاعبين وجدوا في تعثر الدبلوماسية فرصة لاستنطاق السلاح؛ بالنسبة للنظام السوري وحلفائه، عاد الحديث عن خطط لتعديل “جوهري” في توازنات القوى على الأرض، وربما حسم معركة حلب، والحسم هنا لا يعني بالضرورة، “تطهير أحياء المدينة الشرقية من رجس الجماعات المسلحة”، بل تقطيع أوصال هذه الجماعات وقطع طرق إمداداتها المفتوحة على “العمق التركي المعادي”… النظام سائر على هذا الطريق، وبدعم نشط، وغير متردد من حلفائه، من موسكو إلى الضاحية الجنوبية، مروراً بطهران… في المقلب الآخر من الحدود، وجدت تركيا من “يتفهم” مطالباتها بإقامة “منطقة آمنة”، فأرسلت عبر حدودها بمئات المقاتلين من مختلف المرجعيات (الأصولية بالطبع) لقتال الأكراد في تل رفعت، سعياً للقضاء على “الجيب الإرهابي” الذي يقض مضاجع أنقرة، لكن الرياح الكردية هبّت بما لا تشتهي أشرعة السلطان وسفنه… وعلى مقربة من دمشق، وجدت “النصرة” نفسها وجهاً لوجه مع “لحظة تسوية الحساب”، قررت أن تفتح النار على خصومها، قبل أن تأتيها “طعنات الغدر” من دون استعداد؛ هي إذن، “حرب الجميع ضد الجميع” في سوريا، وستشكل من دون ريب، أخطر اختبار للتوافق الروسي – الأمريكي، الذي صمد حتى الآن، أمام اختبارات أقل خطورة وجدية، فهل يصمد من جديد، ويُعاد الاعتبار لـ “وقف الأعمال العدائية”؟ هل تستجيب موسكو وواشنطن لنداءات الاستغاثة الأممية، أو أن التراشق الأخير بين واشنطن وموسكو، قد ألحق ضرراً غير قابل للجبر بين راعيي مسارات السلام والحرب في سوريا؟

وتحت عنوان: أنا حلب أيها الدخلاء، كتب جمال العلوي: حلب ليست خبراً في نشرة الاخبار وليست خبراً عاجلاً على الشريط الاخباري وليست صورة عابرة للفضائيات التي تنطق العبرية. حلب مدينة مفتوحة على المجد والتاريخ مصنوعة للصمود والبسالة وترتسم على جباه الرجولة والبطولة… حلب موعدك مع رجال الله قد اقترب وموعدك مع النصر قد ارتسم، وكما قالت دمشق «أنا دمشق ايها الجبناء قد تسقطون الشمس ولكن هيهات أن تسقطوني «فحلب ستقول: "أنا حلب أيها الدخلاء قد تسقطون الشمس ولكن هيهات أن تسقطوني …!".

وفي الدستور أيضاً كتب ماهر ابو طير: تبث احدى القنوات الفضائية مقطعا لعجوز فلسطيني من سكان مخيم اليرموك، يشكو بمرارة، وقد انحنى ظهره، قائلا بلهجة عامية « ودونا ع اسرائيل» تعبيرا عن المرارة الشديدة، والالم. يقول هذا الكلام تعبيرا عن العذاب الذي يعيشه باعتباره اشد بكثير من العذاب الذي تعرض له الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الاسرائيلي.. الخلاصة ذاتها تسمعها بين سوريين كثر… أنسنة اسرائيل تجري بطريقة خطيرة في المنطقة، اذ يتم تغييب صورة المحتل، لصالح الواقع بكل مزاياه، فإسرائيل تمنح حقوقا لمن احتلتهم، من جوازات سفر وعلاج ووظائف، ولا تطلق نيرانا الا اذا اطلق عليها النار… هذا كل ماتريده اسرائيل، أي انسياب المقارنات أمام العالم وبين العرب ذاتهم، بحيث يكون السقوط في فخ الانسنة هنا، مروعا، وبحيث تكون اسرائيل نموذجا للحياة، وللرحمة، من باب المقارنات، بين اسرائيل وابناء الجلدة الواحدة… كلام لابد ان يقال حتى لا تتسرب الصهيونية الى عامة الناس، اعجابا او من باب حسن الظن والسذاجة في كل ما نراه.

sns

Nobles News