الجولة الثانية من جنيف 3 توشك على الانتهاء .. وجهود دي ميستورا ما زالت في مرحلة التحضير للمحادثات

رغم اقتراب موعد انتهاء الجولة الثانية من محادثات جنيف 3 والمقرر غداً الخميس، لم يتمخض عن تلك المحادثات أي نتائج ملموسة، وبقيت جهود المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا تراوح في مرحلة التحضير للمحادثات، من خلال تسلمه الأوراق من الوفد المنخرطة في هذه المحادثات.
وأنهى وفد الحكومي الرسمي أمس اجتماعات مطولة أنجز خلالها مشروع جدول أعمال المحادثات الذي سيقدمه صباح اليوم إلى المبعوث الأممي، في حين التقى دي ميستورا وفريق عمله وفد «معارضة الرياض» الذي كان أرجأ موعد اللقاء الذي كان محدداً أول أمس.
وقال عضو وفد معارضة الداخل محمود مرعي في اتصال أجرته معه «الوطن» وهو في جنيف «حتى الآن السيد دي مستورا يلتقي الوفود ويستلم الأوراق منها»، معتبراً أن «كل ما يجري يندرج في مرحله التحضير للحوار السوري السوري». وأضاف: «لم يبدأ الحوار حتى الآن». وأعرب مرعي عن اعتقاده بأنه يجري «التحضر لجولة ثانية بعد خمسة عشر يوماً، وحتى الآن ما زلنا في مرحله الإعداد والتحضير وتبادل الأوراق». وأوضح مرعي، أن دي ميستورا سيلتقي اليوم وفد معارضة الداخل، وقال: «بالنسبة لنا لوفد معارضة الداخل حققنا إنجازاً من خلال حضورنا بدعوة رسمية وقدمنا أوراقنا وتم استقبالنا في مبنى الأمم المتحدة مثل باقي الوفود».
ووفقاً لمصادر قريبة من «معارضة الرياض» فإن الأخيرة قدمت لدي ميستورا خلال جلسة أمس ورقة مبادئ بدلاً من الرد على الورقة التي قدمها الوفد الحكومي الرسمي في اجتماعه الأول مع المبعوث الأممي دون أن يتلقى أي رد عليها، علماً أن دي ميستورا وعد رئيس الوفد الحكومي الرسمي بشار جعفري بأن يسلمه رد وفد «معارضة الرياض» غداً الخميس.
وفي مؤتمر صحفي له عقب الجلسة حذر دي ميستورا من أن الإرهاب في سورية والعالم يهدد الجميع، وقال: هجمات بروكسل الإرهابية تدلنا أنه يجب ألا نضيع الوقت لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية. وبين أنه يتم العمل بجد من أجل الوصول إلى فهم وأرضية مشتركة بين الأطراف السورية، موضحاً أن الوثائق التي قدمها الوفد الحكومي الرسمي تمت دراستها بشكل جيد.
ورداً على سؤال حول ما هو الجديد في طروحات وفد «معارضة الرياض»، قال دي ميستورا: «اختلف المناخ العام وليس هناك إغلاق للأبواب كما كان من قبل، ونحن نستمع لكل الأطراف، وكل طرف مهتم باستمرار وقف الأعمال القتالية الذي نريد له النجاح، ولدينا انطباع بأن هناك مرحلة جديدة».
وبعد أن اعتبر دي ميستورا، أنه لا يوجد تناقض بين بياني جنيف1 وفيينا، ذكر أن لديه «توقعات عالية للقاء وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري في موسكو»، معرباً عن أمله أن يكون اللقاء مثمراً وناجحاً وينعكس على الحوار السوري السوري في جنيف.
وأعلن دي ميستورا أنه سيلتقي غداً الوفد الحكومي الرسمي ووفد «معارضة الرياض» من أجل «محاولة تقريب وجهات النظر». كما سيلتقي المبعوث الأممي اليوم وفدي معارضة موسكو والقاهرة.
وغداً تنتهي الجولة الثانية من محادثات جنيف دون تقدم يذكر في حين تتوقع مصادر دبلوماسية غربية لـ«الوطن» أن تكون الجولة المقبلة أكثر حسماً تجاه المباشرة في المحادثات غير المباشرة وتحديد الوفود المشاركة وأعضائها، وخاصة بعد اجتماع كيري ولافروف اليوم وتنسيق المواقف تجاه دفع المحادثات إلى الأمام. وحتى الآن لا يزال موعد الجولة المقبلة غير معلن على أن يبلغه دي ميستورا للوفود غداً الخميس كما قال حيث يستقبلهم في لقاء أخير في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً توقيت جنيف قبل سفرهم.
وكان الوفد الحكومي الرسمي تمنى على دميستورا أن تنطلق الجولة القادمة في 14 من نيسان بعد موعد الانتخابات التشريعية وخاصة أن 4 من أعضاء الوفد من المرشحين (أحمد كزبري عمر أوسي محمد خير عكام وإلياس شاهين).
وعقب الجلسة مع دي ميستورا، أوضح رئيس وفد «معارضة الرياض» أسعد الزعبي، أنه «تم تقديم عدة أوراق لدي ميستورا، للضغط على النظام، بشأن الإفراج عن المعتقلين، وأيضاً فك الحصار عن المناطق، وإيصال المساعدات الإنسانية لكل المناطق المحاصرة». وأضاف: «في نهاية الاجتماع قدمنا ورقة مهمة ومركزية، تتعلق بالمبادئ الأساسية للعملية السياسية في سورية».
وأشار الزعبي إلى أن الوفد الحكومي الرسمي «يرفض حتى اللحظة الخوض بالانتقال السياسي»، ودعا الجانب الروسي «إلى الضغط على وفد الحكومة».

الوطن

Nobles News