اتفاق بين دمشق وموسكو على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سورية،بدء الجولة الثانية من محادثات جنيف

اتفق الرئيسان بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سورية مع استمرار دعم روسيا الاتحادية لسورية في مكافحة الإرهاب، في حين انطلقت الجولة الثانية من مباحثات جنيف3 رسمياً بلقاء المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا مع الوفد الحكومي قال عنه الأخير إنه كان «إيجابياً وبناءً».
واتفق الرئيسان الأسد وبوتين خلال اتصال هاتفي مساء أمس على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سورية، مع استمرار وقف الأعمال القتالية، وبما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية، مع تأكيد الجانب الروسي على استمرار دعم روسيا الاتحادية لسورية في مكافحة الإرهاب.
وأوضح بيان نشرته رئاسة الجمهورية على صفحتها الرسمية في «فيسبوك» أن «الاتفاق جاء بعد النجاحات التي حققها الجيش العربي السوري بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة الإرهاب، وعودة الأمن والأمان لمناطق عديدة في سورية، وارتفاع وتيرة ورقعة المصالحات في البلاد, وأن الموضوع برمته تم بالتنسيق الكامل بين الجانبين وهي خطوة تمت دراستها بعناية ودقة منذ فترة».
من جانبه نشر موقع «روسيا اليوم» بياناً للكرملين أوضح أن الرئيس الأسد أشار إلى «استعداد دمشق لبدء العملية السياسية في البلاد بأسرع ما يمكن، معرباً عن أمله في أن تثمر المحادثات التي بدأت في جنيف بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة عن نتائج ملموسة، وأكد بيان الكرملين أن الاتصال لم يتطرق إلى مقام رئاسة الجمهورية في سورية.
وعقب الاتصال أوعز بوتين لوزير دفاعه سيرغي شويغو، «بسحب القوات الرئيسية من سورية بدءاً من (اليوم) الثلاثاء» عقب لقاء ثلاثي جمع بوتين بشويغو ووزير الخارجية سيرغي لافروف، مساء أمس في الكرملين الذي أكد، عبر بيان، أن جميع ما خرج به اللقاء الثلاثي تم بالتنسيق مع الرئيس الأسد.
ونقل الموقع الروسي عن بوتين قوله: إن «المهمات التي كلفت بها القوات الروسية في سورية تم انجازها» منوهاً بأن القاعدتين الروسيتين في مطار حميميم وميناء طرطوس ستواصلان عملهما وأن «الجانب الروسي سيحافظ من أجل مراقبة نظام وقف الأعمال القتالية على مركز تأمين تحليق الطيران في الأراضي السورية».
من جهته، أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن بالمجلس الاتحادي الروسي فيكتور أوزيروف، أن سحب القوات الروسية لا يعني الامتناع عن الالتزامات الخاصة بتوريد السلاح والتقنيات العسكرية للحكومة السورية، فضلاً عن تدريب الخبراء العسكريين.
إلى جنيف حيث بدأت صباح أمس الجولة الثانية من الحوار السوري السوري رسمياً بلقاء دي ميستورا بالوفد الحكومي.
وفي تصريح مقتضب للإعلام قال رئيس الوفد بشار الجعفري إن أولى الجلسات مع دي ميستورا وفريقه كانت «إيجابية وبناءة» وناقشنا فيها أهمية وضرورة الإعداد الجيد من ناحية الشكل بما يسمح للحوار بالانطلاق على أسس صلبة.
وكشف الجعفري أن وفده قدم ورقة مبادئ سياسية دون أن يكشف عن مضمونها وسط صمت تام التزم فيه الوفد السوري نزولاً عند رغبة دي ميستورا بإبعاد الإعلام عن مضمون ما يحصل في الحوار.
وأضاف: «كان هناك تفاهم مشترك بيننا» موضحاً أن المبعوث الأممي أشار «إلى أن شكل الحوار الذي يزمع القيام به سيتم على شكل لقاء بوفد الجمهورية العربية السورية في يوم ولقاء الوفود الأخرى في اليوم التالي».
وجدد الجعفري التأكيد على ضرورة أن يكون الحوار سورياً سورياً وبقيادة سورية ومن دون أي تدخل خارجي ومن دون أي شروط مسبقة معتبراً أن «أي خروج عن هذه الأدبيات والمرجعيات سيعني حكماً أن هناك من يعمل على إفشال هذه الجولة أيضاً كما فعل في الجولة السابقة».
من جهته أكد دي ميستورا في مؤتمر صحفي عقب اللقاء على وجوب إعطاء الأهمية الكبرى من قبل المجتمع الدولي لإنجاح الحوار السوري السوري «لأن البديل عن ذلك سيجعلنا نندم جميعاً».
وعلمت «الوطن» من مصادر إعلامية تواكب حوار جنيف أن المبعوث الأممي سمى للوفد السوري وفدين للمعارضات الأول يضم معارضي الرياض والثاني معارضي موسكو والقاهرة دون أن تكتمل قائمة الأسماء كافة، إضافة إلى الاستشارات التي سيجريها مع عدد من الوفود التي تمثل المجتمع المدني والنساء.
ووصفت مصادر دبلوماسية غربية أولى جلسات الحوار بين دي ميستورا والوفد الحكومي بالجيدة جداً وخاصة أن الأول حرص هذه المرة على ممارسة دور «الميسر» دون أي انحياز لأي طرف وهذا ما كانت تطالب به دمشق.
على صعيد متصل علمت «الوطن» أيضاً أن وفد معارضة الداخل توجه أمس إلى موسكو حيث سيحصل على تأشيرات الدخول إلى سويسرا ومنها سيتجه إلى جنيف التي من المتوقع وصولهم إليها غداً الأربعاء.

الوطن

Nobles News