الدولار بارتفاع ودواء المواطن في خطر ..

في السطور التالية سنحاول دق ناقوس الخطر الذي يحيط بتوفر دواء المواطن السوري الذي لم يعد ليحتمل أي انتكاسة تصيب معيشته فكيف إذا كانت صحته ؟.

ارتفع الدولار ليتجاوز عتبة ال 430 ليرة و بكل تأكيد السعر ذاهب الى أبعد من ذلك , و هذا يعني ارتفاع تكاليف استيراد المواد الأولية لزوم تصنيع الدواء المحلي الذي لطالما كان حافظا لكرامة المواطن و يشكل أحد مقومات الاستقلالية على مستوى الدولة .

مع ارتفاع أسعار المواد الأولية سترتفع حتما تكلفة الانتاج و طالما أنّ تسعيرة وزارة الصحة باتت بعيدة فعليا عن التكلفة فإنّ الأمور بدأت تذهب إلى تكثيف تهريب الدواء الرخيص محليا و المرتفع في الأسواق المجاورة .. و كلنا يعلم بما فيها الجهات المعنية أنّ تهريب الدّواء السوري يتم بوتيرة عالية نتيجة انخفاض ثمنه وخاصة إلى لبنان و العراق و تركيا و الأردن أي إلى كل دول الجوار هذا إن لم يكن أبعد ..

و هذا يهدد بفقدان أصناف كثيرة من الأدوية طبعاً , و ما يزيد من وطأة الأمر هو بدء بعض المعامل بتوقيف إنتاج بعض الأصناف نتيجة ارتفاع تكاليف استيراد المواد الأولية بسبب الدولار .

نحن لا نطالب برفع سعر الدواء لأننا سنهاجم و لكن نطالب بهندسة سعر الدواء بشكل يؤمن توفره في السوق المحلية و عدم انقطاعه .. و يمنع تصديره .. و يمنع تدفق الدواء الأجنبي الذي يُعرض بأضعاف مضاعفة لسعر الدواء المحلي .

أي عدم دراسة أسعار الدواء بالشكل الذي يؤمن استمرار إنتاجه و منع تهريبه سيؤدي إلى خروج أصناف محلية من السوق و إحلال المستورد مكانها و عندها ستكون الكارثة الحقيقية ؟

أي سنخسر الدواء المحلي الرخيص لصالح الدواء المستورد المرتفع الثمن رويداً رويداً و هو مصير حقير لنا جمعا كشعب و كصناعة و كبلد لطالما تمكن من توفير الدواء الرخيص لمواطنيه .

فهل يجهد مهندسو الاقتصاد في حكومتنا الموقرة و يحاولون إنقاذ وفرة الدواء و سعره الذي و إن ارتفع قليلا فإنّه سيظل بعيدا جدا عن الدواء المستورد و المهرب على اعتبار أنّ تجارنا أدمنوا التهريب و التهرب من حقوق الخزينة .

نتمنى أن يجد وزير الصحة و اللجنة الاقتصادية و النقابات المعنية و الحكومة بعض الوقت لإنقاذ وفرة الدواء السوري و إلا فإنهم منسلخون عن واقع بدأ يفرض نفسه بينما هم يتغنون بدواء رخيص لن يكون متوفرا بعد قليل . .

هامش : الخطوة الأولى تبدأ بتفكيك مافيات استيراد الدواء التي تكاثرت كالسرطان ليس لها هدف سوى ضرب صناعة الدواء المحلية ..

هامش آخر .. حماية الدواء المحلي و تأمينه هي مسؤولية وطنية و عدم الالتزام بهذه المسؤولية يعني أنّ المسؤولين عن هذا الدواء ليسوا على قدر المسؤولية و مقامهم بمقام داعش إن لم يكن أقل ؟

سيرياستيبس

Nobles News