قصص الحب عمود الدراما منذ الابيض والاسود محليا وعالميا من : غوار (يضرب الحب شو بذل) الى التيتانيك

لأن الحب من أقوى وأعمق الأحاسيس الإنسانية، وهو المولد والدافع لغيره من المشاعر المختلفة سواء الإيجابية منها أو السلبية؛ فقد حفلت وجوه الدراما المتعددة بالكثير من قصص الحب، والعشق والشوق والصبابة، التي تتأرجح نهايتها بين السعيدة المبهجة والمأساوية الدامية.
وبينما يميل معظم الناس لهذه القصص التي تلهب مشاعرهم وتمس وجدانهم العاطفي يجد كل منا ما يؤثر فيه من هذه القصص من دون سواها، بحيث يبقى محفوراً على جدران ذاكرته.
وقصص الحب هي الأكثر مشاهدة من الجمهور وهذا دليل على أن الحب ضروري للناس الذين يحبون مشاهدة أعمال رومانسية، ربما لأنهم يحبون عيش تلك القصص وأن يكونوا في لحظة ما مكان هؤلاء الأبطال.
وقد ارتبطت الدراما بحياتنا ومشاعرنا بشكل لصيق حتى إننا في بعض الأحيان لا نستطيع الفصل وإيجاد مساحات خاصة للدراما بعيدة عن الحياة، وخصوصاً في الأعمال الاجتماعية والعاطفية التي يدخل الحب فيها باعتباره عاملاً أساسياً في صياغة الحكاية وفي معالجتها وتطورها الدرامي، وقد تناولت الدراما السورية موضوع الحب عبر مجموعة من الأعمال.
ودخلت هذه الأعمال في التفاصيل والمعوقات التي تقف في طريق تحقيق أهداف هذا الحب، والصعوبات التي تواجهه بعد الزواج وتجعله في أكثر الأحيان يتعرض لامتحانات صعبة.

بالأبيض والأسود
في زمان الأبيض والأسود، لم يدّخر «غوار الطوشة» (دريد لحام) طريقاً إلا وسلكه لسلب قلب «فطوم حيص بيص» (نجاح حفيظ) على حساب غريمه التقليدي «حسني البورظان» (نهاد قلعي).
ونجح لحام بجذب تعاطف الجمهور إلى دوره في خط حب على وقع «القبقاب الشعبي»، وتميز بسعة حيلته وطرافة حبك المقالب سعياً لنيل قلب معلمته، كما تميز برومانسية بسيطة بمقدار ما هي عميقة، لكنه في النهاية بكى بعد خسارة حبه على أنغام «فطومي» وكلماتها التي اختتمها بجملته الشهيرة «يضرب الحب شو بيذل».

الخرساء التي نطقت
أنتج مسلسل «أسعد الوراق» في العام 1975، وروى قصة حب جريئة تدور في حواري دمشق القديمة بين «أسعد» (هاني الروماني) الذي يعامله أهل حارته كمجنون لكن شخصيته تنطوي على هامش من البطولة كمتمرد وثائر، وبين صبية شقراء خرساء (منى واصف).
تحفظ الذاكرة للمسلسل القديم تقديمه واحداً من أشهر المشاهد الأكثر رسوخاً في الدراما السورية، حين تعلم العاشقة الخرساء بموت حبيبها فتنطق حزناً وقهراً صارخة بأعلى صوتها: أسعد.. ليكتمل المشهد مع الأغنية الدمشقية القديمة: «يلبقلك شك الألماس آه يا عيني أخذوك يا حبيب قلبي يا ويل ويلي أخذوك.. يا حبيب قلبي يا ويل ويلي».
وفي 2010، تم إنتاج نسخة جديدة تصدى لبطولتها أمل عرفة وتيم حسن بدلاً من الروماني وواصف.

رغم الجبروت
مسلسل «نهاية رجل شجاع» مطلع التسعينيات، شهد قصة حب متعثر بين «مفيد الوحش» (أيمن زيدان) وحبيبته «لبيبة الشقرق» (سوزان نجم الدين)، قبل أن تحول الأخيرة حبيبها من مجرد قبضاي في الميناء إلى رجل ناضج وصاحب منزل، لدرجة أنه بكى في أحضانها رغم جبروته.

قصص فاشلة
في العام عام 2006 قدّم المخرج الليث حجو مسلسل «أهل الغرام»، بوصفه اقتراحاً درامياً يشكل الحبّ مبتدى حكايته ومنتهاها، وذلك ضمن حلقات منفصلة كتبها زهير قنوع ولبنى حداد. تتناول 28 قصة حبّ مختلفة، تجمعها نهاية واحدة، هي الفشل.
تدور فكرة العمل حول قصص الحب الفاشلة نتيجة ظرف قاهر أو بسبب مشكلة اجتماعية أو مادية أو لها علاقة بالدين لتتكون لدى الجمهور حالة من التعاطف مع شخصيات المسلسل. ويقدم المسلسل في كل حلقة محطةً منفصلة عن الأخرى يروي في تفاصيلها علاقة حب متوهجة أطفأتها ظروف مختلفة.
ومن الثنائيات التي قدمت في العمل (قصي خولي ونادين سلامة – العام الجديد)، و(قمر خلف وأحمد الأحمد – بحلم بيك)، و(نضال سيجري وديمة قندلفت – أنا عم بحلم)، و(منى واصف وعبد الرحمن آل رشي – كيفك أنت)، و(سلافة معمار ورامي حنا – كل القصايد).
وبعد نجاح جزأيه الأولين اللذين أنتجا استكمل «أهل الغرام» في الجزء الثالث بقية القصص العاطفية المتوهجة والمستوحاة غالباً من قصص حب حقيقية، وفي الإطار العام نفسه للعمل تنتهي هذه القصص بالفشل، ومن الثنائيات المتوقع مشاهدتها خلال شهر رمضان المقبل (كاريس بشار وباسم ياخور)، و(مرح جبر وبسام كوسا).

مدرسة الحب
الدراما السورية على موعد هذا العام أيضاً مع مسلسل «مدرسة الحب»، وتجري أحداثه ضمن جزء واحد متضمناً 60 حلقة تنقسم إلى 20 ثلاثية تنبض كل واحدة منها بقصة حب خاصة، فيما تتنوع تلك القصص بين علاقات الحب كافة.
المسلسل ليس مرتبطاً فقط بعلاقات الحب الرومانسية التي تجمع بين العشاق، بل يتعدى ذلك إلى علاقات الحب التي تجمع بين الأخ وأخيه، والابن وأمه.. إلخ.. فالعنوان هو مدرسة الحب المدرسة التي تشمل كل شيء وليس شيئاً واحداً.

عالمياً
في فيلم «Titanic» الشهير للنجمين ليوناردو دي كابريو وكيت وينسلت، حيث كان الحب في انتظار «روز» و«جاك» على السفينة، وبالرغم من أن «روز» مخطوبة لشخص ثري جداً ينتمي إلى الطبقة المخملية إلا أن ذلك لم يمنعها من الوقوع في حب «جاك»، الشاب الفقير، على الرغم من إغراءات خطيبها لها من مجوهرات وحياة الترف وغيره. والأجمل عندما أثبت لها هذا الشاب حبه الحقيقي عندما ضحى بحياته؛ لينقذها من الموت غرقاً عكس خطيبها الذي فر في النهاية.
وفي فيلم «brave heart» لميل غيبسون، أبهرتنا شجاعة البطل المحب وبسالته عندما انتقم لزوجته، وذويه من المتسلطين والحكام الطغاة الذين قتلوا زوجته.
ومن أرقى مشاهد الحب كانت في فيلم «p. s i love you» من بطولة هيلاري سوانك وجيرارد بتلر عندما توفي بطل الفيلم بعد معاناته مع المرض، فترك لزوجته رسائل تصلها باستمرار، يطلب منها في كل رسالة أن تقوم بفعل معين أو رحلة أو سهرة ليساعدها على نسيانه، كما أنها تتذكر خلال كل رسالة أحلى الذكريات التي جمعتهما.
ومن قصص الحب الخالدة فيلم «City of Angels» من بطولة نيكولاس كيدج وميغ رايان، وتدور القصة حول ملاك يقع بحب طبيبته التي لا تستطيع رؤيته كما يراها هو، وكان يحاول دوماً أن يجد طريقة يجعلها تشعر به، وقد أدرك أن البقاء مع حبيبته يتطلب أن يتخلى عن عالمه الخاص والخلود، فقرر التخلي عن كل شيء من أجل أن يحظى بلحظة يجعلها تشعر به وتحبه.
وفي فيلم «If Only» قصة حب مؤثرة، فالبطل يحلم بأن حبيبته ستموت لذا يجاهد نفسه كي يبعدها ويحميها من الموت بكل ما أوتي من قوة، إلا أنه يفشل، وفي النهاية يكتشف أنه هو المعني بالموت؛ لذا يجتهد كي يوصل لها مدى حبه قبل موته.

الوطن 

  •  
Nobles News