الفالنتاين وثقافة التعبير..

لبنى الجابي

لم اكن ارغب بالكتابة عن الفالنتاين وابعاده من كافة النواحي ..فالكثيرين اصابهم الملل من هذا الكلام ، ومواقع التواصل الاجتماعي من واتساب الى الفيسبوك وغيرها مليئة بالاحتفالات من ناحية ومن التحذيرات من ناحية اخرى لدرجة اشعر احيانا انهم يحذرون من وباء قاتل ….التحذيرات احيانا غير مفهومة واحيانا مبالغ بها . لااخفيكم انني امتعض من هذا العيد لانني لاافهمه ، لماذا وجد وكيف انتشر عندنا وهو بخلفيته لايمت لثقافتنا او تراثنا بصلة ..كيف سوّق له تجاريا واجتماعيا وثقافيا ..كلها اسئلة تطرح نفسها ولاتجد اذنا صاغية لدى جيل شبابنا ..هذا الجيل الذي اصبح بلا ملامح محددة ويملك من العند ما يدفعه بتهور الى الانغماس بكل ما يرده دون ان يكلف نفسه عناء التفكير ، هل هو هروب من الواقع العربي المزري ،ام تمرد عليه ! هل يحتاج الحب الى عيد؟ ..وهل ينحصر الحب بهذا اليوم؟ وهل ينتظر المحبون يوما محددا ليعبروا عن مكنوناتهم؟ ان مثل هذه المناسبات او الاعياد ترهق الجيوب وخاصة في مثل هذه الايام العصيبة ولكنها تجعل السوق مزدهرا بالبيع والربح .. اذا الهدف التسويقي يؤتي ثماره ،ولكن المحب يتعب نفسيا من تأمين مجرد وردة واحدة والتي كانت رمزا بسيطا للحب ..

ان ثقافة التعبير صارت ضحلة لدى هذا الجيل البائس ..كم نحتاج لمن يدعم صفحات التواصل (التي تشكل الساحة الاكبر لنشاطات هذا الجيل )كم نحتاج لمن يغذيها بثقافة التعبير السليم ..فالتعبير عن عاطفة ما لايحتاج لعيد بل على المرء ان يخلق له عيدا بالتوقيت الذي يناسبه وليس بالوقت الذي يحدده الاخرون له ..على المرء ان يغتنم الفرص المتوفرة ليعبر عن عواطفه بكل اشكالها وفي حال لم يجد الفرصة لابد له ان يخلقها ..ولكن للاسف اصبح هذا العيد مرتعا للعشق الولادي الذي يتسم بمظاهر مضحكة من ازياء حمراء الى ورود حمراء وسحنات حمراء تدعو للضحك …اذا حصرنا العيد بعاطفة العشق وحدها نجد ان العشاق يعيشون ايامهم كلها اعياد الى ان تذبل هذه العاطفة وتضمحل لذلك لامعنى لمثل هذا اليوم الخاص ..اما اذا اخذنا الحب بمعانيه الاسمى فنجد بان الاب او الام ليسا بحاجة ليوم معين ليعبرا لاطفالهما عن حبهما ، والزوج او الزوجة ليسا بحاجة ليوم للحب اذ لابد لهما ان يجعلا بارادتهما كل يوم هو عيد حب لهما ويستغلا اي تصرف او حركة ليعبرا عن مكنوناتهما لبعضهما ولكن للاسف معظم الازواج او الزوجات يمضون ايامهم بالنكد بلا مبرر ثم يرهقان بعضهما بهدايا عيد مستورد لامعنى له …والاصدقاء يمكنهم ان يعبروا لبعضهم عن محبتهم بكلمة طيبة ولو على صفخة تواصل اجتماعي اذ ان مفعول الكلمة الطيبة له سحر مميز يرقى فوق كل هدايا حمراء في هذا العيد الاحمر ..دعونا نبحث عن ثقافة التعبير فنحن بحاجة لها حتما  

Nobles News