لجوء بعض من قادة داعش الى ليبيا

انتقل قادة بارزون من التنظيم المعروف باسم "الدولة الإسلامية" من العراق وسوريا إلى ليبيا مؤخرا، بحسب ما ذكره مسؤول في الاستخبارات الليبية.

وقال المسؤول لبي بي سي إن عددا متزايدا من المقاتلين الأجانب وصلوا مدينة سرت.

والتقى ممثلون عن 23 دولة في روما الثلاثاء لبحث التهديد المتزايد من مسلحي التنظيم في ليبيا.

ويسيطر التنظيم منذ العام الماضي على مدينة سرت، موطن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.

وقد أعاقت الاختلافات بين الإدارتين المتنافستين في ليبيا جهود مقاتلة التنظيم.

ويعتقد أن مسلحي التنظيم تلقوا دعما من بعض الموالين للنظام السابق في البلاد.

ويقول إسماعيل شكري، رئيس الاستخبارات الليبية في مدينة مصراتة، في حديثه مع بي بي سي إن أفواجا من المقاتلين الأجانب وصلت إلى ليبيا في الأشهر الأخيرة.

ويضيف أن "أغلبية هؤلاء من الأجانب، إذ تبلغ نسبتهم 70 في المئة. ومعظمهم تونسيون، يتلوهم مصريون، وسودانيون، وبعض الجزائريين."

"أضف إلى ذلك العراقيين والسورين. ومعظم العراقيين جاءوا من جيش صدام حسين الذي حله الأمريكيون."

وقال شكري إن قادة رفيعي المستوى في التنظيم، لجأوا إلى ليبيا، تحت ضغط الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على مسلحيه في العراق وسوريا.

وأضاف "بعض أعضائهم، خاصة من يتمتعون بأهمية في التنظيم على مدى طويل، لجأوا إلى هنا. إذ يرون في ليبيا ملاذا آمنا."

وتقول السلطات في مصراتة إنها تعد لشن هجوم على مسلحي التنظيم في سرت.

لكن بي بي سي لم تشاهد في بلدة أبوقرين، التي تبعد نحو 120 كيلومترا من مصراتة، أي دليل على مواجهة وشيكة.

وتمثل أبوقرين الخط الأخير للدفاع في مواجهة التنظيم. وفيما وراء ذلك، يسيطر مسلحو التنظيم على الطريق شرقا.

وقال قادة في أبوقرين لبي بي سي إن قواتهم، الموالية للحكومة في طرابلس، تبلغ نحو 1400 جندي، أي أقل من نصف العدد المقدر لمسلحي التنظيم.

وأقر محمد البيوضي، القائد في كتيبة 166، بأن القوات لا تستطيع هزيمة مسلحي التنظيم بدون مساعدة دولية.

وأضاف "نحن بالتأكيد نرحب بدعم حلف شمال الأطلسي. لكن الغارات الجوية وحدها لا يمكن أن تهزم التنظيم. ما يحتاجه التنظيم بالفعل هو دعم في العتاد والنقل والتسهيلات."

ولا يزال احتمال التدخل العسكري الدولي في ليبيا أمرا صعبا. وقد أقرت الولايات المتحدة مرة واحدة على الأقل في الأسابيع الأخيرة بأنها أرسلت عددا صغيرا من القوات الخاصة.

ويفهم أيضا أن مجموعات مماثلة من دول حلف الطلسي (ناتو) الأخرى تبحث مع حلفاء محليين مسألة القوات البرية لمعركة محتملة مع مسلحي التنظيم.

لكن مقاتلين في أبوقرين قالوا إنهم لا يريدون قوات برية غربية على الأرض.

وقال البيوضي "نحن الليبيين سنقاتل. ليس هناك حاجة إلى قوات أجنبية."

وقد أخذ قلق الحكومات الغربية يتزايد، وينفذ صبرها.

ولم يتم الاتفاق بعد على فكرة إرسال قوات تدريب بقيادة إيطاليا، يبلغ قوامها 6000 جندي، من عدد من دول الناتو.

والعقبة الكبرى أمام ذلك هو عدم وجود إجماع من برلماني ليبيا المتنافسين.

وكان اتفاق بوساطة الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة قد توقف، بعد معارضة كلتا السلطتين في ليبيا: السلطة المدعومة من الإسلاميين في طرابلس، والسلطة المعترف بها دوليا في طبرق في الشرق.

بي بي سي

Nobles News