الخطر القادم في اتحاد كرة القدم … صراع وجبهات تدفع المنتخبات وكرتنا ثمنه غالياً

الأخبار الواردة من اتحاد كرة القدم ليست سارة بالمطلق، لكن المحيطين بالدائرة الضيقة يدركون أن الأمور لا تبشر بالخير ولن تبشر بالخير إن بقيت الأمور على الشاكلة ذاتها.
في البداية فإن الجميع يعرف أن الأعمال في الاتحاد معطلة بسبب سفر رئيس الاتحاد وبقائه في قطر متابعاً لبطولة آسيا تحت 23 عاماً وهذا رسم أكثر من علامة استفهام لشيئين مهمين، أولهما: لم يجد المتابعون أي داع لبقاء رئيس الاتحاد في قطر، بعد خروج منتخبنا الأولمبي من الدور الأول، وخصوصاً أن الدورة الانتخابية في أولها، وهناك ملفات عالقة تحتاج لوجود رئيس الاتحاد للموافقة والمصادقة عليها، ومنها تشكيل اللجان العليا.
ثانيهما: ربط البعض وجود رئيس الاتحاد بانتخابات الاتحاد الدولي (الفيفا) التي ستعقد قريباً ولن ندخل في زواريب هذه التكهنات والتعليق عليها، لكننا ننتظر توضيحاً وبياناً رسمياً من اتحاد الكرة حول هذا الأمر المهم. ولو اقتصر الأمر في اتحاد كرة القدم على ما ذكرنا لهانت المصيبة، لكن الأمور على ما يبدو أعمق من السفر والسياحة فكيف ذلك؟

رمانة
يقول المثل (مو رمانة…. قلوب مليانة) فعلى ما يبدو أن الاتحاد الجديد حمل من السابق كل المشاكل الخلافية التي ظنناها حلت وانتهت في الانتخابات، ولكن على ما يبدو أن فترة الانتخابات كانت بمنزلة الهدنة لتبييت المواقع واقتسام الحصص، فبقي الصراع قائماً بين رئيس الاتحاد ونائبه وهذا ما شعر به المتابعون والمقربون، وكان واضحاً وجلياً في مشاركة منتخبنا في قطر حيث الحرب الباردة لم تتوقف، وكانت النتيجة غير المباشرة خروج منتخبنا من الأدوار الأولى من البطولة، لن نكون مبالغين أو مغالين عندما نؤكد أن مثل هذا الصراع كان سبباً في نتائجنا في البطولة الآسيوية، فالحرب الباردة طالت كل شيء من الإعداد إلى التحضير وصولاً إلى أمور لا نرغب بالحديث عنها، حتى التشكيلة والتصريحات الإعلامية، كانت ضمن الحرب الإعلامية، وركلة الجزاء مع قطر استغلها البعض لتكون مادة دسمة كدليل على سوء المنتخب والفوضى العارمة التي يعيشها والحقائق كانت غير ذلك.
لن نتبنى وجهة نظر أي أحد من أطراف الصراع لكن الحقيقة الوحيدة التي نؤمن بها أن منتخبنا دفع ثمن هذا الصراع بطريقة أو بأخرى.

جبهتان
المتابع لأمور اتحاد كرة القدم بات يعتقد أن الاتحاد منقسم أو سينقسم عملياً إلى جبهتين وفقاً للصراع السابق ووفقاً للتصريحات الإعلامية التي يطلقها البعض، فهناك قسم من أعضاء الاتحاد الجدد يدخلون هذا المعترك وفي نيتهم الإصلاح ودفع الاتحاد نحو التجديد والعمل بشفافية وصدق وإخلاص، وهذا الأمر سيجعل هؤلاء الإصلاحيين يصطدمون بترهلات البعض الذي لا يريد أن يحرك في الاتحاد ساكناً لأنهم اعتادوا على الروتين المقيت، وعلى الارتجال في العمل.
والحكمة تقتضي وجود توافق يصب في مصلحة العمل أو مصلحة الكرة السورية بشكل عام.
وإذا عدنا إلى الاجتماع الأول الذي عقده الاتحاد لوجدنا أن الكلام كان من ذهب، وخصوصاً عندما أكد المجتمعون على التضامن والتكافل والتعاون من أجل دفع مسيرة الكرة السورية نحو الأمان.

الخطر القادم
أهم المحطات القادمة في مسيرة اتحاد كرة القدم هذا الموسم هو المنتخب الوطني والمفترض أن يجتمع الاتحاد على هذا المنتخب دعماً وتوافقاً ومحبةً وإذا (خسرنا) سابقاً كل المنتخبات وقد فشلت وكانت ضحية الخلاف والصراع، فالمفترض أن نعتبر مما سبق وأن نكثف الجهود لدعم منتخبنا وخصوصاً أن الظروف الخارجية خدمته حتى الآن، ويبقى علينا أن نخدمه بصدق وإخلاص ليخدمنا وليصل إلى أقصى مما يستطيع.
حتى الآن فإن المؤشرات تدل على تأهل منتخبنا إلى نادي الكبار من بوابة أفضل ثاني في المجموعات العشر، ونأمل أن تساندنا هذه الظروف حتى النهاية.
وبكل الأحوال لدينا طريقان لا يحتملان الهزل والمزاح، فبطولة آسيا التي تأهلنا إليها ليست بطولة سهلة، ويجب أن نرد اعتبار كرتنا بعد أن فشلت بتخطي الأدوار الأولى في البطولة السابقة وفي أغلب النهائيات ببقية الفئات، وإذا تأهلنا إلى نادي الكبار فإن كل مباراة سيلعبها منتخبنا ستكون بمنزلة البطولة بحد ذاتها، فالمتأهلون هم من كبار القارة الصفراء الذين يحملون تاريخاً ويملكون إمكانيات ضخمة فنية ولوجستية ومالية، والمفترض أن نكون شركاء في هذه التصفيات وأن نسعى جاهدين لتحقيق الحلم (سورية في روسيا) وخصوصاً أننا قطعنا المرحلة الأولى بنجاح.
اليوم الطريق إلى موسكو واضح وجلي، والمنافسون هم من العيار الثقيل، وتخطي منتخبات من مستوى كوريا الجنوبية والشمالية واليابان والإمارات وقطر ومن في شاكلتهم ليس من المستحيل إن أخلصنا النية في العمل وإن جهزنا منتخبنا وأعددناه كما تُعد المنتخبات الكبيرة.
علينا أن نحشد كل الجهود لدعم منتخبنا الأول جهوداً كاملة لا تقتصر على إمكانيات الرياضة فقط، بل تحتاج إلى جهود الجميع لأن منتخبنا لن يكون سفيراً رياضياً فقط بل سفير سورية كلها

عن سيريان سوكر.
بقلم : ناصر النجار

Nobles News